المؤسسات الخيرية الغربية بين البراغماتية والمرجعية

المؤسسات الخيرية الغربية... بين البراغماتية والمرجعية

المؤسسات الخيرية الغربية... بين البراغماتية والمرجعية

 العرب اليوم -

المؤسسات الخيرية الغربية بين البراغماتية والمرجعية

بقلم: حمد الماجد

تلقى أحد المراكز الإسلامية الكبيرة في دولة غربية طلباً من مؤسسة داعمة للمثليين لاستئجار قاعة في المركز لتقديم ما وصفته المؤسسة «المثلية» بأنها تهدف إلى عقد جلسات استشارات ونصائح إرشادية، كما طالبوا بالسماح برفع أعلامهم «القزحية»، وانطلقوا في مبررات طلبهم من أن إحدى مسؤوليات المؤسسات الخيرية الغربية، أياً كان انتماؤها العرقي أو الديني أو المذهبي أو الآيديولوجي، هي في إتاحة مرافق هذه المؤسسات لفئات المجتمع المختلفة، أيضاً بغض النظر عن انتماءاتهم أو قناعاتهم أو ممارساتهم. وكان من الطبيعي أن ينقسم موظفو هذه المؤسسة الإسلامية حين اجتمعوا لدراسة الطلب «المثير» إلى فئتين، بين محافظ صريح معارض وبين محافظ براغماتي موافق، أما الفريق المعارض فمنطلقاته دينية بحتة، وأن المؤسسة مرجعيتها «الإسلام»، فبالتالي من الطبيعي أن يكون الجواب بعدم الموافقة.

والفريق البراغماتي الموافق نظر للموضوع من زوايا مجتمعية وقانونية ونظامية، فالرفض ربما يجعل هذه المؤسسة الإسلامية تحت طائلة المساءلة القانونية وجرجرة مسؤوليها إلى المحاكم تحت قائمة من تهم وذرائع مجهزة في أدراج المحامين؛ مثل تبني الكراهية الدينية، وإرباك السلم المجتمعي، والعنصرية ضد شريحة من المجتمع خطت لنفسها خطاً ارتضت به.
بل إن نجاح المرافعات القانونية ضد أي مؤسسة إسلامية تتخذ ذات الموقف المناهض، قد يؤدي إلى حل مجلس إدارتها وطرد الأعضاء وترشيح أعضاء جدد، يقول عنهم من رفع الدعوى، بأن لديهم الصدر المتسع والتسامح الواضح للتعايش مع كل فئات المجتمع، وقد حاول المعترضون «التفلت» من طلب استئجار القاعة بدعوى ضغط الحجوزات، فتساءل آخر: وإذا طلبوا حجز القاعة بعد مدة تقصر أو تطول؟ فبُهت من الرد.
الهجرة من دول العالم الإسلامي إلى الدول الغربية والحصول على جنسيتها أو رخص الإقامة فيها لم تعد نزهة أو إقامة عامرة بالنجاحات والمغامرات والمداخيل الأفضل فحسب، بل أمست بعد المتغيرات السياسية والتحولات الاجتماعية والتحديات الاقتصادية في العقد الأخير محفوفة بالصعاب والتعقيدات والتحديات، وعلى قادة الأقليات المسلمة في الدول الغربية وحتى الشرقية أن يأخذوا زمام المبادرة في التعامل مع الملفات الشائكة بقدر كبير من العقلانية والحكمة و«الواقعية» والتركيز على «فقه الموازنات»، وأن يدركوا عملياً وليس تنظيرياً أن للاستقرار هناك ضريبته العالية.
هاكم هذا الموقف اللافت وله دلالة؛ حدث مع إحدى المؤسسات الإسلامية في دولة غربية حققت نجاحات في مد جسور العلاقات والتنسيق مع فئات المجتمع بشتى انتماءاته الدينية والمذهبية والعرقية، لدرجة أن الرئيس الفخري الشرفي للمؤسسة الإسلامية ليس مسلماً، فقد تداولوا طلباً من مؤسسة «مثلية»، فاقترح أحدهم أن يستشيروا الرئيس الفخري، فكان الرد: هو «مثلي».

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المؤسسات الخيرية الغربية بين البراغماتية والمرجعية المؤسسات الخيرية الغربية بين البراغماتية والمرجعية



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:45 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يطلق صواريخ من لبنان ويصيب 19 شخصًا في وسط إسرائيل
 العرب اليوم - حزب الله يطلق صواريخ من لبنان ويصيب 19 شخصًا في وسط إسرائيل

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها
 العرب اليوم - حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 13:29 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف عن مشاركته في دراما رمضان المقبل 2025
 العرب اليوم - محمد فراج يكشف عن مشاركته في دراما رمضان المقبل 2025

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان
 العرب اليوم - غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 03:26 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف جينات جديدة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان

GMT 17:43 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

كندة علوش تكشف عن طريقة خروجها من الكآبة

GMT 03:47 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن إسقاط طائرة مسيرة قادمة من لبنان

GMT 00:13 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرة مجهولة المصدر تسقط في الأراضي الأردنية

GMT 00:06 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية جديدة على النبطية في لبنان

GMT 02:21 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع حصيلة قتلى فيضانات إسبانيا إلى 158

GMT 03:40 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يتبرع بمليون يورو لضحايا إعصار دانا في إسبانيا

GMT 01:37 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب جزر الكوريل الجنوبية

GMT 03:30 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026

GMT 08:15 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه

GMT 20:15 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتخاب محمود المشهداني رئيسا للبرلمان العراقي

GMT 00:00 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف الشريف يتحدث عن عقدته بسبب يوسف شاهين

GMT 07:57 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نتائج "مايكروسوفت" و"ميتا" تهبط بأسهم "ناسداك" 2.8%

GMT 12:23 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع عدد ضحايا فيضانات فالنسيا في شرق إسبانيا إلى 205
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab