المتنبي ومحمد بن سلمان والمنتخب السعودي

المتنبي ومحمد بن سلمان والمنتخب السعودي!

المتنبي ومحمد بن سلمان والمنتخب السعودي!

 العرب اليوم -

المتنبي ومحمد بن سلمان والمنتخب السعودي

بقلم:تركي الدخيل

صَنعَ أبطالُ المنتخبِ السعودي في مونديال قطر 2022، يومَ الثلاثاء الماضي، ملحمةً بطوليةً، أثارت إعجابَ العالمِ من شرقه لغربه، إذ فازت السعوديةُ على الأرجنتين، بهدفين لهدف.
صالَ السعوديون في المباراة وجالوا، واستبسلوا في الهجوم والدفاع، فألجموا ميسي ورفاقَه، وكأنَّهم يردّدون أبيات الشاعر الأحسائي، علي بن المقرّب العيوني (ت 630هـ)، إذ قالَ:
عَدِمتُ فُؤاداً لا يَبيتُ وَهمُّهُ
كِرامُ المَساعي وَاِرتِقاءٌ إِلى المَجدِ
لعَمري ما دَعدٌ بِهَمّي وَإِن دَنَت
وَلا لِي بِهِندٍ مِن غَرامٍ وَلا وَجدِ
وَلَكِنَّ وَجدي بِالعُلا وَصَبابتي
لعارِفَةٍ أسدي وَمَكرُمَةٍ أُجدي
إِلى كَم تَقاضاني العُلا ما وَعَدتُها
وَغَيرُ رِضاً إِنجازُكَ الوَعدَ بِالوَعدِ
لقد أدركَ أبطالُنا أنَّهم يخوضون مباراةً صعبة، فخَصمُهم أحدُ المنتخباتِ المرشَّحةِ لنيل النُّسخةِ القطرية من كأس العالم، ولكنَّهم ذوو هِمَمٍ تبلغ عنانَ السماء، فكأنَّ المتنبي كانَ يصفُ هِمَّةَ سلمان الفرج ورفاقِه، يومَ قال:
هِمَمٌ بَلَّغَتْكُمُ رُتَبَاتٍ
قَصُرَتْ عَن بُلُوغِها الأَوْهَامُ
وَنُفُوسٌ إِذا انبَرَتْ لِقِتَالٍ
نَفَذَتْ قَبلَ يَنْفَذُ الإِقْدَامُ
تعاملَ السعوديون مع خَصمِهم باحترامِ الكبار، فانزلوه منزلتَه، ولم يقلّلوا من أنفسهم، ولا من قيمتِهم، ألمْ يقل الإمامُ الشافعي:
وَمَنْ هَابَ الرِّجَالَ تَهَيَّبُوهُ
وَمَنْ حَقَرَ الرِّجالَ فَلَنْ يُهَابَا
كانت سخرية البعضِ من فريقِنا قبلَ مواجهةِ الأرجنتين، جهلاً منهم بأنَّ الحلمَ السعوديَّ لا يعرف المستحيل، ولذلك قال شاعرُنا الفرزدق:
أَحلامُنَا تَزِنُ الجِبالَ رَزَانَةً
وَتَخَالُنَا جِنّاً إِذا ما نَجْهَلُ
لم يكُن فوزُ السعوديةِ على الأرجنتين محضَ صدفةٍ، بل كانَ نتيجةَ أداءٍ رجوليٍّ، اكتسَى بإبداعٍ مهاري، ما جعلَ النقادَ يؤكدون استحقاقَ الفوز، بما بذله اللاعبون من جهدٍ، واتباعهم خطةَ المُدرِّب الذكية، التي نصبَ من خلالِها شرَكَ التسلل، تلك التي وَقَعَ فيها مراراً وتكراراً ميسي وفريقُه.
لقد امتثل أبطالُ السعوديةِ لتوجيه أبي الطيب، حين قال:
إِذَا غَامَرتَ فِي شَرَفٍ مَرُومٍ
فَلَا تَقْنَعْ بِمَا دُوْنَ النُّجُومِ
لا شَك أنَّ الفوزَ التاريخي، تحقَّق بعد لقاء وليِّ العهد المُلهِم الأمير محمد بن سلمان، قبيلَ انطلاقِ المونديال بلاعبي المنتخب، إذ طالبهم بـ»الاستمتاع» بالمباريات، ووجَّههم للَّعبِ بارتياحٍ ومتعة، بعيداً عن أية ضغوطاتٍ نفسية، بالنظر إلى قوةِ مستويات فرق مجموعتِهم، حيث تشملُ: الأرجنتينَ، والمكسيكَ، وبولندا، إضافة إلى السعودية.
ونقول لوجه السَّعد، قائد رؤية 2030، المقدام: إنَّ هذا التميز بعضُ غرسِكم، وثمرةُ تخطيطِكم وعملِكم، فاسمح لنا يا أبا سلمان أن ننشدَ في حضرتِك قول المتنبي:
إِذا مَا العَالِمُونَ عَرَوكَ قالوا:
أَفِدنا أَيُّها الحبرُ الإِمامُ
إِذا ما المُعلِمونَ رَأَوكَ قالوا:
بِهَذا يُعلَمُ الجَيشُ اللُّهَامُ
لَقَد حَسُنَت بِكَ الأَوقاتُ حَتّى
كَأَنَّكَ في فَمِ الدَهرِ ابتِسامُ

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المتنبي ومحمد بن سلمان والمنتخب السعودي المتنبي ومحمد بن سلمان والمنتخب السعودي



نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

بيروت ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - محمد صبحي يهاجم ورش الكتابة وأجور الفنانين العالية

GMT 14:44 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 6.2 درجات قبالة سواحل الفلبين الجنوبية

GMT 14:47 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

وفاة البابا فرنسيس.. خسارة لقضية السلام

GMT 02:27 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الأربعاء 23 إبريل / نيسان 2025

GMT 02:25 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

الاحتلال يغلق مدخل المنشية جنوب شرق بيت لحم

GMT 03:05 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

ترامب يؤكد أن العملات المشفرة بحاجة إلى تنظيم

GMT 02:41 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

صفارات الإنذار تدوي في سديروت بغلاف غزة

GMT 03:03 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

تراجع مخزونات النفط في الولايات المتحدة

GMT 05:37 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

على رُقعة الشطرنج

GMT 11:36 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

عودة النّزاع على سلاح “الحزب”!

GMT 11:38 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

ماذا تفعل لو كنت جوزف عون؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab