ماذا يحدث في السعودية

ماذا يحدث في السعودية؟!

ماذا يحدث في السعودية؟!

 العرب اليوم -

ماذا يحدث في السعودية

بقلم: سلمان الدوسري

سأبدأ مقالتي باستعارة هذه الجملة، من أحد المصادر الإعلامية الغربية الذي يمهد كثيراً لما أود قوله: «بينما يغرق العالم في أزمة، فإن المملكة العربية السعودية موصى بها كقوة عظمى حديثة».

في الوقت الذي كان يُراهن فيه البعض على قرب سقوط المملكة وانتهاء مشروعها كقوة مهمة في المنطقة؛ انشغلت السعودية بتجديد نفسها من خلال إعادة بناء مُحكمة في جميع المجالات، هذه المرة بعيداً عن النفط كمصدر دخل وحيد عبر إعادة اكتشاف مصادر قوتها الكامنة من حيث المكانة الدينية والثروة التعدينية والقوة البشرية والمساحة الجغرافية. ما حدث في سنوات قليلة كان مدهشاً، وارتد عكساً على أحلام المشككين.
حتى وقت قريب، والحديث عن «رؤية السعودية 2030» كأنه أشبه بالخيال، على الأقل لدى المرتابين. جاء صوت الأفعال عالياً، وتسارعت البراهين، المشروع تلو الآخر، والنجاح بعد النجاح.
حتى عام 2015 كانت الرياض قوة سياسية واقتصادية فقط بإرث ديني مكين لاحتضانها ورعايتها للحرمين الشريفين وتشرفها بخدمتهما والعناية بقاصديهما من الزوار والحجاج والمعتمرين، لكنها لم تكن مهتمة ببقية جوانبها الأخرى، ما أفقدها التمدد في قطاعات جديدة.
ارتكزت المنهجية السعودية الحديثة على الاستفادة من المناهل كافة، وتنويع مصادر الدخل، وبناء أذرع قوية مبتكرة، بالإضافة إلى تعظيم أثر عوائد كل الموارد الممكنة.
سابقاً، كان الحديث الدائم عن «الحلم الأميركي»، ولاحقاً، صار التغني بالتجارب السنغافورية والكورية. وفي كل مجال تجد دولة رائدة يُشار إليها بالسبق... ما وصلنا إليه، هو الإشارة المتكررة للمملكة كدولة تنموية حديثة، تطبق معايير مختلفة في المنطقة، وتقود العالم في عدد من المجالات. راهن الغرب - ولا يزال - على الديمقراطية وحدها لتحقيق أي منجز، واكتشف أن الملكيات لديها وصفتها الخاصة.
اللافت بالتوهج السعودي أنه حدث سريعاً. ما يحتاج عقوداً من العمل تم تحقيقه في سنوات، وهذه المعادلة كانت بحاجة إلى إرادة ورغبة رسمية جادة، وتخطيط حديث سليم، ومعطيات استثنائية، وموارد بشرية متمكنة، وقبول مجتمعي كبير بالمضي نحو التحول والتغيير. كل هذا كان متوافراً، بانتظار من يعلق الجرس، فحدث ما لا يتوقعه أحد. حدث ما يحلم به السعوديون، ولا يتمناه غيرهم، ويعمل ضده آخرون، وأكتفي بهذا الوصف.
جاء الأمير محمد بن سلمان بمشروعه التنموي المتحضر، ليجد الانتظار الداعم الكبير، وانخرط الجميع - بلا استثناء - في مشروع الرؤية الطموح. الكل وجد ما يشبهه في التغيير، بحسب التخصص والاهتمام والرغبات والاحتياج.
لا أنكر مطلقاً، ولا أي عاقل يفعل، وجود تحديات تواجه المشروع الضخم؛ إلا أن المميز هو التعامل السريع معها بمرونة. من المألوف أن تسمع عن إلغاء أو تطوير أو دمج مشاريع أو مبادرات أو برامج، والاستجابة للظروف المصاحبة، بما ينعكس إيجاباً على الأهداف الأساسية للبناء.
ولعل الخطوة الأهم، كأرضية لتحقيق كل شيء، هي إعلان الحرب على التطرف. قادت السعودية مشروعاً مبكراً داخلياً، وعالمياً، لمحاربة التطرف... عسكرياً ومعرفياً وإعلامياً وتمويلياً، ودعمت المنظمات الرسمية، وأنشأت التحالفات والمراكز، وأجهضت مشروع المتطرفين، لتزرع مكانه التنمية.
في تقديري، لو تم المشروع نفسه الرامي لمحاربة التطرف في دولة أخرى، بنفس الظروف؛ لوجدنا ما يمكن وصفه بالكوارث... كنتيجة رجعية وطبيعية لتغيير شامل لفكر جمعي، إلا أن ذلك لم يحدث في السعودية. كانت نتيجة مشروع «سندمرهم الآن... وفوراً» محكمة للغاية، كأفضل نتيجة ممكنة بأقل أضرار مُتوقعة، لكن أين المنصفون؟!
ورغم كل المتحقق، فإنه لا يمثل سوى البذرة الأولى للشجرة السعودية الكبيرة. المشاريع الكبرى غير المكررة في أي مكان بالعالم، وبناء المدن الاقتصادية، وجلب الاستثمارات، ودعم الابتكار والمبتكرين، والريادة في مجالات جديدة، وأشياء أخرى كثيرة... كلها في طور التحقق، منها ما بانت ملامحه وغيره ما ينتظر التحقيق.
الركود الطويل أثقل رغبة الاستجابة في البدايات، لكن المنجزات المتعاقبة أيقظت المارد. نحن موعودون بنهضة تنموية غير مسبوقة؛ أثرها يتعدى الحدود الجغرافية، ليشمل كل البلدان التي تبادر بالمصافحة والشراكة معنا للانخراط في مشروع تنموي لطالما انتظرته المنطقة بفارغ الصبر بعد عقود طويلة من رزوحها تحت وطأة معادلات الصراعات والأزمات.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا يحدث في السعودية ماذا يحدث في السعودية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 العرب اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
 العرب اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab