القيادات الفلسطينية الاعتذار لا يكفي

القيادات الفلسطينية... الاعتذار لا يكفي

القيادات الفلسطينية... الاعتذار لا يكفي

 العرب اليوم -

القيادات الفلسطينية الاعتذار لا يكفي

بقلم - سلمان الدوسري

لم يضر القضية الفلسطينية أحد أكثر من أصحاب الشأن بها. لم يعد بها سنين إلى الوراء كما قادتها. وفيما كانت القضية الفلسطينية طوال أكثر من سبعة عقود هي القضية الأولى للشعوب الخليجية، لم تحفظ القيادات الفلسطينية شيئاً من الوفاء لدعم مادي غير مسبوق، ومواقف سياسية مشرفة، ووقفات شعبية تاريخية، وحتى مشاركات في الحروب العربية - الإسرائيلية. المعادلة الفلسطينية غريبة عجيبة. تقتضي بأن يكون ذلك الدعم مفتوحاً. يتحمل أصحابه الشتائم نظير دعمهم، ويتقبل مناصرو القضية، من غير أبنائها، التخوين بدلاً من تقديرهم، والأقسى والأمرّ أن تاريخاً من الوقفات المشرفة يشطب وينسى ويعتبر تحصيل حاصل، وهو ما قلل التعاطف الذي كانت تعيشه القضية الفلسطينية، فمن يقبل أن يُتهم ويُشتم وتُمارس عليه العدوانية والتنمر حتى وهو يقف بجانب «القضية».
بصراحة، وبعد أن كان كثير من الشعوب الخليجية أكثر الداعمين لدولهم في مواقفها المناصرة للقضية الفلسطينية، ودعمهم للسيادة الدائمة للشعب الفلسطيني، وتأسيس دولتهم المستقلة، بدأ أولئك بتغيير مواقفهم بشكل جذري، والتعبير عنها بكل صراحة وجرأة، ما أدى إلى تناقص ذلك الاهتمام، إثر العدوانية في المواقف التي يتعرض لها مواطنو الخليج على وجه التحديد، بالشتم تارة من قبل مكونات فلسطينية من دون مواقف حازمة من قيادتها، وبالغمز واللمز من القيادات الفلسطينية تارة أخرى، وبحرق الأعلام وصور القيادات بصورة مستمرة تارة ثالثة، والشتم من أعلى المنابر تارة رابعة، ثم كانت الشعرة التي قصمت ظهر البعير، وتمثلت في اجتماع أمناء الفصائل الفلسطينية في بيروت الخميس الماضي، بدعوة من الرئيس محمود عباس، حيث اجتمعت كل الأطياف الفلسطينية على طاولة واحدة ليس لشيء، إلا للهجوم على دول الخليج بلغة تحريضية مقيتة وتهديد غير مسؤول تجاهها، وما تضمن ذلك من مغالطات وتشكيك في المواقف الخليجية التاريخية، وهو ما استدعى من دول مجلس التعاون الخليجي مطالبة القيادات التي شاركت في هذا الاجتماع، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، بالاعتذار عن تلك «التجاوزات والتصريحات الاستفزازية والمغلوطة التي تتنافى مع واقع وتاريخ العلاقات بين دول المجلس والشعب الفلسطيني الشقيق، خصوصاً أن وقائع الاجتماع قد تم بثها على قنوات التلفزيون الرسمي الفلسطيني، وهو الأمر الذي يستوجب اعتذاراً رسمياً عن تلك الإساءات والتحريض والتشكيك». فعلاً فلم يعد يجدي نفعاً بعد اليوم، ترك المغالطات والتحريض والإساءات من دون أي مواقف مقابلة، ولم يعد ممكناً أن تكون القضية الفلسطينية قميص عثمان، يتم من خلالها التعريض والتجاوز مرة تلو أخرى ضد دول وشعوب، وبالمقابل يجب أن يكون ذلك الدعم الرسمي والشعبي، شيكاً على بياض لا تشوبه شائبة.
هل تعي القيادات الفلسطينية التي أساءت لأهل الخليج، أنها لم تجتمع منذ 9 سنوات وآثرت الانفصال والإضرار بقضيتها طويلاً، ثم عندما اجتمعت، تمخض لقاؤهم إساءة وتجاوزاً غير مسبوق، كأن «القضية» تفرقهم والإساءة للخليج وأهله تجمعهم؟ هل يعون فعلاً أنهم ضربوا القضية الفلسطينية في مقتل، وأبعدوا عنها ملايين كانوا يعتبرونها قضيتهم الأولى، قبل أن تتواصل الإساءات وتتعدد التجاوزات، ثم كانت الضربة القاصمة التي فرقت بين القضية وأكثر من دعمها وناصرها وساندها؟
إذا كان تاريخ الخليجيين يشهد بالمواقف الراسخة والداعمة طوال 72 عاماً بعيداً عن المتاجرة، فإن التاريخ نفسه يسجل أن القضية ذاتها عانت من خصومها بالداخل من القيادات الفلسطينية ومن متاجرتهم بها أكثر من خصومها بالخارج، والأسوأ أنهم خسروا كثيراً من الدعم الشعبي، بمزايداتهم وتجاوزاتهم وإساءاتهم لأكثر من وقف معهم، فهل بقي من لوم على الآخرين إن تخلوا عن قضية تخلى عنها أصحابها وقياداتها؟!
ليت اعتذار الرئيس عباس سيعيد الأمور إلى نصابها، ليت تصحيح مواقف القيادات، وهو ما لن يحدث، سيمسح الإساءات العديدة التي أصابت الخليجيين، للأسف الاعتذار لن ينفع، فبعض الكسر لا يجبره ألف اعتذار.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القيادات الفلسطينية الاعتذار لا يكفي القيادات الفلسطينية الاعتذار لا يكفي



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab