«عبد اللهيان» وجه إيران الحقيقي

«عبد اللهيان» وجه إيران الحقيقي

«عبد اللهيان» وجه إيران الحقيقي

 العرب اليوم -

«عبد اللهيان» وجه إيران الحقيقي

بقلم- سوسن الشاعر

السياسة الخارجية الإيرانية التي يمثلها وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان، تتطابق تماماً مع حقيقتها، لم يعد لها وجه يسوق اعتدالها الكاذب كما كان يفعل ظريف سابقاً.
بل إن اللهيان كشف عن سذاجة التقييم الأميركي لما يسمى الجناح «المعتدل» الإيراني، فاللهيان كان بالنسبة لبيوت الاستشارة الأميركية عام 2015 وجه إيران الناعم!
حين نتمعن في تقرير نشره «معهد الشرق الأوسط» عام 2015، ومقره واشنطن، كبورتريه لأمير عبد اللهيان فنجد ذلك الوصف للرجل غير المعروف كثيراً في أروقة صناعة القرار في واشنطن حين ذاك، بأنه يشكل «الوجه الناعم لإيران في المنطقة»، وأنه يتمتع بدعم سياسي عميق قوي يتجاوز جدران وزارة الخارجية أو البرلمان الإيراني!!
اللهيان يتحدث بلسان نظام ثيوقراطي يؤمن أنه يمثل ظل الله على الأرض، ويعاني فعلاً من «عقدة المظلومية» التي هي أحد مقومات العقيدة الإيرانية، لذلك صرح أثناء جنازة حسن إيرلو سفيرهم في اليمن، «إننا ظلمنا، ولن ننسى الظلم الذي تعرض له سفيرنا من قبل من يحاصر اليمن»!!
في دون أدنى اعتبار أخلاقي، كما صرح المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العميد الركن تركي المالكي، بأن قيادة القوات المشتركة للتحالف تابعت ما تناقلته بعض الوكالات الإعلامية من تصريحات مسيئة لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، لموقف التحالف الإنساني، والمتعلق بإخلاء المدعو حسن إيرلو، أحد ضباط الحرس الثوري الإيراني من اليمن، وكان اللهيان قد اتهم السعودية أثناء تشييع جنازة السفير الإيراني حسن إيرلو، بأنها أخرت إجلاء السفير متعمدة.
إيرلو الذي يتباكى عليه وزير الخارجية الإيراني هو ضابط في الحرس الثوري الإيراني ومن معاوني المدعو قاسم سليماني وظفته إيران في اليمن كسفير لها، وهو من ضباط الدفاع الجوي، ويعد إيرلو المهندس الأساسي للضربات الجوية للحوثيين الموجهة للمملكة العربية السعودية، كما أنه «خبير أسلحة مضادة للطائرات».
ويعد العسكري الإيراني من الضباط الأساسيين في «فيلق القدس» الذي كان يقوده قاسم سليماني، وينتمي لعائلة كان معظم أفرادها في الحرس الثوري.
وقد فرضت الولايات المتحدة نهاية العام الماضي، عقوبات على إيرلو، لدوره في تنسيق التعاون بين الحرس الثوري والحوثيين.
ومع ذلك، ولأسباب إنسانية بحتة، سمحت المملكة العربية السعودية لإيران بأن تنقله للعلاج، رغم أنه الذي كان يشرف على توجيه الصواريخ على أرضها، كما أكد بذلك العميد المالكي «هذه التصريحات المسيئة للمملكة تتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية، ولا تثمن موقف التحالف الإنساني والنبيل في إخلاء المذكور من صنعاء إلى البصرة، كما أنها تصريحات غير مستغربة من المسؤولين الإيرانيين، وتأتي في سياق سلوك الدبلوماسية الإيرانية بدخول المذكور لليمن بطريقة غير شرعية وقيامه بدعم الفوضى والقتال باليمن».
وبيّن العميد المالكي أنها المرة الثانية لإخلاء مواطن إيراني مرتبط بالعمليات القتالية باليمن، بعد إخلاء أحد أفراد السفينة الإيرانية العسكرية «سافيز» بالبحر الأحمر في عام 2019 من قبل القوات الجوية الملكية السعودية من على متن السفينة، ونقله للعلاج بأحد المستشفيات بالمملكة لفترة طويلة جراء وضعه الصحي المتدهور، ومن ثم نقله عبر طائرة إخلاء طبي سعودية إلى مسقط بعد وساطة من الأشقاء في سلطنة عمان لإعادته وتسليمه لدولته (إيران)».
اللهيان يتهم السعودية بأنها ظالمة لأنها لا تساهم في معالجة أعدائها ومن يطلق عليها صواريخه! دلني على دولة تنقل أعداءها للعلاج، كما تفعل السعودية، وتقابل بهذا النكران والصفاقة والوقاحة، وحقيقة لا أحد يفهم علاقة حسين أمير عبد اللهيان تحديداً بالدبلوماسية، رغم أن ذلك تخصصه الأكاديمي، إلا أنه أبعد ما يكون عن الدبلوماسية فما بالك بكونه وزيراً للخارجية، الدبلوماسية كفن للتعامل والذوق والأدب بعيدة كلية عن تصريحاته، رغم أنه تدرج في العديد من المناصب في العمل الدبلوماسي، ومنها كان سفيراً لإيران في البحرين من 2007 إلى 2010 غادرها قبل الأحداث بشهرين بعد أن أعد «فريقه البحريني» بالكامل، الذي أحدث الفوضى عام 2011 في البحرين، حيث كان على تواصل دائم بأبرز الوجوه التي كانت وراء الأحداث التي جرت تحت مسمى «الربيع العربي».
صفاقته دفعت وزير الخارجية الإيراني السابق جواد ظريف، إلى طرده من منصبه بعد أن تخطاه وتعداه في أكثر من موقف، وتصريحاته دائماً ما تقطر حقداً على كل ما هو عربي كتصريحاته عن السعودية، ولذلك هو مقرب من خامنئي ومن إبراهيم رئيسي، فهو يعزف على أوتارهم، وتتطابق نغمته معهم.
اللهيان لا يتمتع بذكاء جواد ظريف، فالأخير ساعد التيار الأميركي الذي يدعو لاحتواء إيران على تسويق صورة إيران المعتدلة، خصوصاً أنه كان صديقاً لجون كيري وزير الخارجية حين ذاك، أما اللهيان فهو أكثر وزير خارجية إيراني يحرج هذا الفريق، لأنه يظهر إيران على حقيقتها.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«عبد اللهيان» وجه إيران الحقيقي «عبد اللهيان» وجه إيران الحقيقي



نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 12:43 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

السودان .. وغزة!

GMT 11:36 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

عودة النّزاع على سلاح “الحزب”!

GMT 11:38 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

ماذا تفعل لو كنت جوزف عون؟

GMT 15:55 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

زلزال عنيف يضرب إسطنبول بقوه 6.2 درجة

GMT 02:27 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الأربعاء 23 إبريل / نيسان 2025

GMT 11:52 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

ثمة ما يتحرّك في العراق..

GMT 15:56 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب ولاية جوجارات الهندية

GMT 15:51 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

وفاة الإعلامى السورى صبحى عطرى

GMT 15:48 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

"بتكوين" تقفز لأعلى مستوى فى 7 أسابيع

GMT 03:26 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

غارات أميركية تستهدف صنعاء وصعدة

GMT 03:29 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الخميس 24 إبريل / نيسان 2025

GMT 03:24 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

قتلى وجرحى في انفجار لغم أرضي شرقي حلب

GMT 01:13 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

جليد القطب الشمالي يسجل أصغر مساحة منذ 46 عاماً
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab