وقف حرق المصاحف لأسباب أمنية

وقف حرق المصاحف لأسباب أمنية

وقف حرق المصاحف لأسباب أمنية

 العرب اليوم -

وقف حرق المصاحف لأسباب أمنية

بقلم - سوسن الشاعر

من جديد تبرز جدلية الأولوية بين الحريات والحقوق الفردية في مقابل الأمن الجماعي في قصة حرق المصحف في السويد، إذ أقرت الأجهزة الأمنية في السويد أن هذا الفعل جعل البلاد أقل أمناً.

هناك جدل يفرض نفسه من جديد حول حدود الحريات الفردية وأثرها على الأمن الجماعي، بعد أن اعتقدت أوروبا والغرب أن هذا جدل محسوم سلفاً لصالح الحريات الفردية، وأنها عولت في ما مضى على الوعي والحس الإنساني للأفراد بالامتناع عن ما يهدد الأمن الجماعي والسلم الأهلي، إلا أنها فوجئت أن التمادي ممكن أن يحدث من قبل الأفراد، وأن التظلل وراء تلك الحقوق وارد من دون اعتبار للأمن الجماعي.

فعلى الرغم من أن شرطة السويد رفضت طلبات مماثلة تقدم بها أشخاص آخرون لحرق المصحف، وذلك الرفض ليس إلا لأن الشرطة هي التي ستكون في الواجهة وهي من ستتعامل مع الجموع، فإن المحاكم السويدية ألغت المنع ومنحت الترخيص لهؤلاء قائلة: «إن هذه الأفعال تكفلها قوانين حرية التعبير الشاملة في السويد».

ووفقاً لـ«رويترز» قال وزير العدل السويدي جونار سترومر لصحيفة «أفتونبلادت» يوم الخميس إن الحكومة تدرس إمكانية تغيير القانون لمنع الأشخاص من إحراق المصحف في الأماكن العامة، على خلفية ما ألحقته وقائع مماثلة في الآونة الأخيرة من ضرر بأمن السويد.

وقال سترومر يوم الخميس إن الحكومة تحلل الموقف، وتدرس ما إذا كان القانون بحاجة إلى تغيير للسماح للشرطة برفض مثل هذه الطلبات.

وأضاف سترومر للصحيفة نفسها: «علينا أن نسأل أنفسنا إذا ما كان النظام الحالي جيداً أو إذا كان ثمة داعٍ لإعادة النظر فيه». وأضاف أن السويد أصبحت «هدفاً ذا أولوية» للهجمات. وأردف: «يمكننا رؤية أن إحراق المصحف الأسبوع الماضي أثار تهديدات لأمننا الداخلي».

وأفسدت الواقعة أيضاً محاولة السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، إذ علق الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بأن بلاده لا يمكنها الموافقة على طلب السويد قبل أن تتوقف وقائع إحراق المصحف.

مثل هذا الجدل برز في الدنمارك بسبب الرسوم المسيئة للنبي محمد (عليه أفضل الصلاة والسلام) عام 2004، حين نشرت صحيفة «يولاندس بوستن» الدنماركية 12 رسماً كاريكاتيرياً لرسام سويدي يدعى هولارش فيليكس، ثم تلتها في ذلك صحيفة ألمانية وأخرى نرويجية وثالثة فرنسية، وأعادت نشر الرسوم تحدياً لموجة الاعتراضات التي بلغت ذروتها حتى وصلت إلى اختفاء الرسام تحت حماية الشرطة بعد التهديد بقتله، كما تعالت موجات الاحتجاجات حتى أصبحت مشكلة دولية. ووصف رئيس الوزراء الدنماركي السابق أندرس فوغ راسموسن بأن الحرق الذي حصل أسوأ حادث للعلاقات الدولية في الدنمارك منذ الحرب العالمية الثانية.

خلاصة واقعة السويد والتي قبلها والتي جرت فيها الإساءة للرموز الإسلامية أنها أبرزت الجدل المتكرر من جديد بأنه من الوارد جداً أن يتعرض أمن وسلامة شعب للتهديد بسبب فرد يتمسك بحقه في دولته من دون أن يولي اهتماماً أو اعتباراً للمصلحة العامة لبلده، فأين سيكون موقف الدولة؟ ومع من ستصطف؟ وهذا ما قصده وزير العدل السويدي.

من المهم الآن أن نفرّق أن النقاش لا يدور حول التمييز بين حرق علم الشواذ مثلاً وعدّه جريمة كراهية في مقابل عدم تجريم عملية حرق القرآن! أو حرق التوراة وعدّه جريمة معادية للسامية، في حين يعدون حرق القرآن حرية تعبير، بل النقاش حالياً يدور حول إن كان من الممكن للحرية الفردية أن تحجّم وتقيّد أم لا، خصوصاً إن كانت تعرّض الأمن الجماعي للخطر جراء تلك الأفعال.

فللتوضيح... إن الحكومة السويدية تدرس الآن تعديل القانون للسماح للشرطة بوقف إحراق المصحف في الأماكن العامة وليس لِعَدِّ عملية حرق المصحف في الأماكن العامة أو الخاصة جريمة يحاسب عليها، هناك فارق!!

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وقف حرق المصاحف لأسباب أمنية وقف حرق المصاحف لأسباب أمنية



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟

GMT 08:43 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

باكايوكو بديل مُحتمل لـ محمد صلاح في ليفربول

GMT 06:02 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

ريال مدريد يخطط لمكافأة مدافعه روديجر

GMT 00:30 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

25 وجهة سياحية ستمنحك تجربة لا تُنسى في عام 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab