الوطنية في زمن «كورونا»

الوطنية في زمن «كورونا»

الوطنية في زمن «كورونا»

 العرب اليوم -

الوطنية في زمن «كورونا»

بقلم - سوسن الشاعر

سقطت أحزاب الشر في العالم العربي في الأزمة الكورونية وعلى رأسها التحالف «الإخواني الإيراني» في العالم العربي سقوطاً مدوياً، لسببين اثنين؛ الأول أداء الحكومات الخليجية الممتاز في مواجهة هذه الأزمة العالمية، والثاني بروز انتهازية هذه الأحزاب البشعة. إذ تفوقت الحكومات الخليجية، ولله الحمد، في هذه الأزمة على حكومات لدول متقدمة، وحصدت ثمار استثمارها في البنية التحتية للرعاية الصحية والتي كانت ضمن الحقوق الإنسانية التي يتمتع بها المواطن، بل والمقيم في دول الخليج، وذلك لنظرة ثاقبة وحكيمة من قبل أنظمتها وضعت صحة الإنسان على رأس اهتماماتها بحقوقه، ولم تكن منظومة «حقوق الإنسان» الدولية التي صدّعت رؤوسنا لتعد الحقوق «الصحية» للإنسان ورعايته ضمن الحقوق الأساسية، ولطالما وحاسبتنا على انتهاك حقوق الفرد في التعبير وفي التجمهر ومخالفة العرف والتقاليد، ولم تعر اهتماماً لحقوق المجتمع وثوابته وخصوصيته، ثم اكتشفت تلك الدول وتلك المنظومات أن تلك الحقوق الصحية والرعائية تأتي الآن على رأس الأولويات والاحتياجات والاهتمامات، واكتشفت مؤخراً أن أمن المجتمع يتبدى قبل أمن الفرد.

وظهر أداء الأنظمة الخليجية فيما يتعلق باستحقاقات الاحترازات والاحتواء لمنع الانتشار أفضل بكثير من دول في العالم الغربي الذي لطالما وضع الحريات الفردية فوق أي اعتبار فأخر كثيراً التفكير في حجر الحريات والاهتمام بالأمن الجماعي قبل الحقوق الفردية، كما هو مطلوب لمنع انتشار الفيروس، فجاءت النتيجة كارثية في أوروبا إضافة إلى الولايات المتحدة وكندا، في حين تحركت الدول الخليجية، خاصة المملكة العربية السعودية والبحرين والكويت والإمارات، بشكل استباقي واستطاعت المملكة العربية السعودية من خلال خبرتها في التعامل مع الجموع أثناء الحج في قدرة وإمكانيات كبيرة لاستحقاقات الاحتواء لمنع انتشار الفيروس.

بل إن البحرين كانت أول دولة عربية تستخدم الدواء «هيدوركسي كلوركين» الذي وافقت عليه الولايات المتحدة مؤخراً لأنها اتبعت بروتوكول العلاج الصيني الذي وافقت عليه منظمة الصحة العالمية ولم تنتظر القرار الأميركي المتأخر.

وتعاونت الحكومات الخليجية الأربع تحديداً بشكل كبير (الإمارات والبحرين والكويت والسعودية) في متابعة رعاياها داخل دولها وخارجها بشكل تعاضدي كبير على عكس ما انكشفت هشاشة المنظومة الأوروبية من خلال هذه الأزمة، فاستضافت الإمارات والبحرين وسهلت عودة الكويتيين في الخارج وفتحت الإمارات بيوتها ومدنها للعديد من الجنسيات فكانت نموذجاً إنسانياً مشرفاً، بل وقدمت المساعدات لدول أوروبية أشادت بها، وتابعت البحرين والسعودية مواطنيها وهم في الخارج بشكل لم تقم به أقوى الدول وأكثرها تباهياً.

هذا الأداء حاز ثقة المواطنين الخليجيين ولم يحدث أن تلاحمت واتحدت اللحمة الوطنية بين الحكم والمواطن في دول الخليج كما هي هذه الأيام، ولهذا سقطت محاولات الجماعات التي تصنف نفسها على أنها «معارضة» سقوطاً مدوياً، وقوبلت محاولتها لاستغلال الظرف بالتهكم والسخرية، بل اتضح مدى انتهازية هذه الأحزاب التي لم يتوقع أحد أن تفكر في أجندتها السياسية في هذا الظرف.

وكما هي عادتها لم تحسن مجساتها تلمس المزاج الشعبي فغردت خارج السرب، محاولة أن تجد لها ثغرة لتسيء للحكومات الخليجية ولأدائها فارتدت سهامها عليها مما ينم عن انفصال تام عن الواقع المعيش تماماً.

ففي عز انشغال الناس بمتابعة أخبار الوباء تحركت المجموعات المحمية من قطر وإيران في بريطانيا لحملات تشويه إعلامية شنتها على البحرين والسعودية والإمارات، فظهر فيلم وثائقي يحاول أن يسيء للبحرين واستضافت «الجزيرة» أشخاصاً يحاولون أن يجدوا ثغرة على أداء الحكومة السعودية، كما نشرت «الجزيرة» الإنجليزية إعلاناً تقول فيه «اجلس في البيت واستمتع بأفضل خمسة أفلام وثائقية» أحدها مفبرك ضد البحرين. وزادت الحملات الممنهجة على وسائل التواصل الاجتماعي للتعريض بالإمارات وبالبحرين والسعودية، وجميعها محاولات لإبعاد الأنظار عن مراقبة الأداء الجيد لحكومات تلك الدول ومحاولة لسرقة الأضواء منها، لكنها فشلت فشلاً ذريعاً وانتهت وانطفأت بأسرع من زمن اشتعالها.
إن لم ترقَ بك وطنيتك لتؤثر المصلحة العامة على أجندتك السياسية في مثل هذه الظروف، فلا تُسَمِ نفسك معارضاً بل اعترف أنك خائن.

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2025 السبت ,05 إبريل / نيسان

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوطنية في زمن «كورونا» الوطنية في زمن «كورونا»



نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 12:43 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

السودان .. وغزة!

GMT 11:36 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

عودة النّزاع على سلاح “الحزب”!

GMT 11:38 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

ماذا تفعل لو كنت جوزف عون؟

GMT 15:55 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

زلزال عنيف يضرب إسطنبول بقوه 6.2 درجة

GMT 02:27 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الأربعاء 23 إبريل / نيسان 2025

GMT 11:52 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

ثمة ما يتحرّك في العراق..

GMT 15:56 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب ولاية جوجارات الهندية

GMT 15:51 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

وفاة الإعلامى السورى صبحى عطرى

GMT 15:48 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

"بتكوين" تقفز لأعلى مستوى فى 7 أسابيع

GMT 03:26 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

غارات أميركية تستهدف صنعاء وصعدة

GMT 03:29 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الخميس 24 إبريل / نيسان 2025

GMT 03:24 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

قتلى وجرحى في انفجار لغم أرضي شرقي حلب

GMT 01:13 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

جليد القطب الشمالي يسجل أصغر مساحة منذ 46 عاماً
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab