بقلم - سوسن الشاعر
انتشار وباء خطير كفيروس كورونا في دولة كإيران يحكمها نظام يعتقد فعلياً أن له حصانة ربانية، لا يتعامل مع القوانين والمعاهدات والاتفاقيات الدولية باحترام، يزيد ويفاقم من حجم المشكلة.. الأمر لا يتعلق فقط بالفيروسات والأوبئة ولا حتى بالنووي، الأمر له علاقة بعقلية هذا النظام.
فالعديد من الدول تقلل من حجم الخسائر خوفاً من تأثيرها على الاقتصاد والسياحة، إنما المشكلة أن هذا النظام يمنح نفسه حصانة ربانية بمشروعية الكذب لنفسه وبأنه مجاز من الله سبحانه وتعالى، وله الحق في أن يخفي الحقائق وينكرها، كما أن عقدة المظلومية التي يعتاش عليها بررت له كل ما يرتكبه من محرمات، تلك فلسفة ومنطق معوج لا تحكمه ولا تردعه المواثيق الدولية.
ومن هذا المنطلق كيف لأي دولة أن تأمن على نفسها من خطورته، حين يتعلق الأمر بوجود ما يهدد الأمن والسلامة الدولية سواء كان ذلك المهدد مفاعلاً نووياً أو فيروساً خطيراً ككورونا؟!
لا نستغرب أن تخفي إيران عدد الإصابات وعدد الوفيات، ولا نستغرب أن تترك هذه الدولة المصابين يتحركون بحرية تامة بين الناس وفي المطارات وتنقل الإصابات داخل إيران وخارجها، فكل محرم متاح ومباح وله مبرراته الفقهية عند هذا النظام، ولهذا انتقل الوباء إلى دول الخليج بسبب إنكار النظام الإيراني للحقائق حتى لو أدى ذلك الإنكار إلى موت المئات أو الآلاف، إذ إن المصابين به من مواطني دول مجلس التعاون الذين كانوا في مدينتي مشهد وقم، اللتين يتوافد إليهما الزوار بالآلاف، يتنقلون ويخالطون الناس والنظام على علم بالحقائق لكنه أخفاها عنهم، أليست هذه جريمة بحد ذاتها يعاقب عليها القانون؟هذا ما قاله وزير شؤون مجلسي الشورى والنواب البحريني السيد غانم البوعينين: «إن ما تقوم به إيران من إخفاء العدد الحقيقي لمصابي (كورونا) يعد مخالفاً لجميع المواثيق الدولية ويأتي خلافاً لتوجهات منظمة الصحة العالمية في الحفاظ على الوباء من الانتشار»، وقال إن إخفاء المعلومات في حينها والتستر عليها جريمة في حق الشعب الإيراني وشعوب العالم، وذلك رداً على أسئلة مجلس النواب البحريني الموجهة للحكومة عندما سمحت للمصابين من البحرينيين الذين كانوا في إيران للعودة إلى البحرين.
نحن فعلاً نتعامل مع نظام غير طبيعي بالمقاييس الدولية، يستبيح الكذب ولا يعترف بالمنظمات الدولية والمواثيق الدولية مما يفتح باب الأسئلة حول جميع التزاماته الدولية بما فيها الملف النووي!!
وهذا ما قالته السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية، أمس في سلسلة من التغريدات حول اندلاع «كورونا» في إيران:
نظام الملالي يكرر فيما يخص فيروس كورونا تلك التجربة المرة لتحطم الطائرة الأوكرانية. الكارثة مستمرة وفي أبعاد كبيرة وعلى مستوى البلاد، في إشارة إلى إنكار النظام مسؤوليته إلى أن اضطر إلى أن يقر بها لوجود الأدلة المصورة.
أكد ذلك أيضاً وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، خلال مؤتمر صحافي يوم الثلاثاء، بالقول إن طهران أخفت تفاصيل بشأن تفشي فيروس كورونا، معرباً عن قلقه «من احتمال إخفاء إيران تفاصيل حيوية» بشأن انتشار الوباء.
ودعا بومبيو إيران إلى «قول الحقيقة» عن تفشي الفيروس، معتبراً أنه «يجب على جميع الدول، بما فيها إيران، أن تقول الحقيقة حول فيروس كورونا وأن تتعاون مع منظمات الإغاثة الدولية».
النظام الإيراني يعتاش على لعب دور الضحية واستغلال عقدة المظلومية لدى أتباعه في العالم العربي، ومثلما ادعى أن الاتهامات التي ألقيت عليه مسؤولية قتل أكثر من 275 راكباً هي عبارة عن اتهامات باطلة ضمن المؤامرة التي يحيكها العالم الغربي ضد إيران، واضطر بعد ذلك لقول الحقيقة حين علم أن الأدلة موجودة ومصورة، وها هو الآن يكابر وينكر وجود الفيروس ولا يقول الحقيقة كاملة، هذه هي سياسة هذا النظام؛ كذب ومكابرة وخداع حتى على شعبه، إلى أن أصيب أعضاء من النظام بهذا الفيروس، وهنا ظهرت سوءته بشكل أكبر، فهو لا يخفي الحقيقة فحسب، بل يتعامل بشكل غير إنساني وحضاري مع المرضى الإيرانيين أنفسهم بالتمييز بينهم؛ إذ وفقاً للأخبار الواردة من مصادر «مجاهدين خلق» في إيران، تم نقل ثلاثة وخمسين من الملالي وعائلاتهم من مدينة قم إلى مجمع مامكو للفنادق الثلاثية الواقعة في معشور (ماهشهر) جنوب إيران.
وتشير الأخبار الواردة من داخل إيران إلى أن هؤلاء الملالي قد فروا من مدينة قم خوفاً من «كورونا». لهذا السبب، احتشد مجموعة من المواطنين من أهالي معشور أمام قائممقامة النظام في هذه المدينة للاحتجاج على حضور الملالي. لكن عملاء النظام رفضوا تقديم أي جواب.هذا النظام هو فيروس العصر، وعزله حتى سقوطه هو الحل الوحيد.