العراق سيبقى في حضن أشقائه

العراق سيبقى في حضن أشقائه

العراق سيبقى في حضن أشقائه

 العرب اليوم -

العراق سيبقى في حضن أشقائه

بقلم - سوسن الشاعر

لم يبقَ عربي إلا وهلّل للزيارة التي قام بها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي للسعودية، فجميع من يودّ عودة العراق لحضنه الطبيعي هلّل ورحّب وفرح بهذه الزيارة، فلا يخفى على أحد المسافة الطويلة التي قطعها العراق بعيداً عن هذا الحضن، خلال العقد الأخير.
الحفاوة البالغة التي استُقبل بها الكاظمي كانت عبارة عن رسالة عربية واضحة جداً بأن ما ترونه هو ترجمة فعلية لمكانة العراق العربي عند العرب بعمومهم، وعند المملكة العربية السعودية بالأخص. كانت رسالة تعيد الهيبة والرفعة للعراق كدولة، تلك المكانة التي فقدها العراق بعد أن ارتمت كثير من حكوماته في حضن إيران، وسلمت لها العراق على طبق من ذهب.
وعلى هذا الأساس، فإن معركة الكاظمي صعبة جداً جداً، وكثير من العراقيين فقدوا الأمل؛ فالورم الإيراني مستشرٍ في جميع المفاصل، ومُطبِق على البلد الخناق. وهو يواجه تحديات كبيرة، فكيف سيتصدى للمد الإيراني؟ وكيف سيسمح له الإيرانيون بالانفتاح على المملكة العربية السعودية؟ وقد شهدنا كيف سمّوا الاستثمار السعودي استعماراً سعودياً!!
لا ينكر أحد أن الكاظمي يحاول، ويلقى هجوماً عنيفاً من وكلاء إيران، ولا ينكر أحد أن جيران العراق، كالأردن والكويت والسعودية، فتحوا له أذرعهم، ويقدمون له الدعم قدر ما يسمح العراق بذلك، ومفتاحهم الاقتصاد والتنمية، وليس التدخل في الشأن الداخلي، كما تفعل إيران.
السعودية تدخل من باب يقدّم للعراق، ولا يأخذ منه، في حين أن إيران استنزفت العراق وأغرقته، وتأخذ منه الطاقة وتبيعها له مرة أخرى بأسعار تحاول من خلالها الاستنفاع والالتفاف على العقوبات، وأغرقت العراق ببضائعها المغشوشة والفاسدة؛ فالعراق، بالنسبة لإيران، دجاجاتها الذهبية، في حين أن السعودية تعطي في هذا الاستثمار أكثر مما تأخذ. السعودية قدمت عروضاً مغرية بلا منّة ولا أذى، رغم أن العديد يحذرون من المجازفة الكبيرة بتلك الأموال، ولكن العراق أثمن وأغلى من ذلك بكثير، وعودته عربياً استثمار سياسي، كما هي استثمار مالي؛ فالأمر يستحق.
تمخضت الزيارة عن مكاسب، إن نُفذت وتحققت فإنَّها ستعود بالنفع على الطرفين، ولكنّ المستفيد الأكبر هم العراقيون.
1- تأسيس صندوق سعودي - عراقي مشترك يُقدر رأسماله بـثلاثة مليارات دولار إسهاماً من المملكة العربية السعودية في تعزيز الاستثمار في المجالات الاقتصادية بجمهورية العراق، بما يعود بالنفع على الاقتصادين السعودي والعراقي، وبمشاركة القطاع الخاص من الجانبين.
2- التعاون في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة، وتفعيل وتسريع خطة العمل المشتركة، تحت مظلة مجلس التنسيق السعودي - العراقي، مع ضرورة الاستمرار في التعاون وتنسيق المواقف في المجال البترولي، ضمن نطاق عمل منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) واتفاق «أوبك+»، مع الالتزام الكامل بمقتضيات الاتفاق، وآلية التعويض، وبجميع القرارات التي تم الاتفاق عليها، بما يضمن استقرار أسواق البترول العالمية.
3- إنجاز مشروع الربط الكهربائي، لأهميته للبلدين.
4- تعزيز التنسيق في مجال الدعم والتأييد المتبادل، في إطار الدبلوماسية متعددة الأطراف.
5- تعزيز فرص الاستثمار للشركات السعودية، ودعوتها إلى توسيع نشاطاتها في العراق، وفي مختلف المجالات، وفي جهود إعادة الإعمار.
بقيت الكرة في الملعب العراقي الآن؛ في يد العراقيين الذين يريدون ويطمحون لتلك العودة الحميدة الطبيعية... بقيت الكرة في ملعبِ مَن مل الفساد والخراب والدمار الذي جلبته إيران ووكلاؤها لهم... بقيت الكرة في ملعب الشباب العراقي الذي يريد أن يبني العراق، ويريد أن يعمل ويتوظف ويفتح بيتاً ويؤسس أسرة، ويعيد للعراق عزه ومجده الذي يستحقه... بقيت الكرة في ملعب الدم العربي الثائر في العراقيين، هم مَن سيمدون العون للكاظمي دونهم؛ فمعركة الكاظمي صعبة جداً، ومعركتهم هم أيضاً ليست سهلة؛ فدماء شهداء الانتفاضة ما زالت على الأرصفة لم تجفّ، وقنّاصتهم ما زالوا طلقاء.
معركة الكاظمي يريدها بلا دماء، يريدها أن تكون انتقالاً طبيعياً سلساً عن طريق الاستثمار والبناء والتنمية مع شركاء حقيقيين يفتحون ذراعهم بصدق ومودة. يريد ترسيخ قناعات ومحاربة أفكار وسحب البساط الإيراني، فهل يستطيع؟
ما علينا سوى الانتظار، وكلنا أمل في أن يخيب ظن المتشائمين.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العراق سيبقى في حضن أشقائه العراق سيبقى في حضن أشقائه



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان
 العرب اليوم - تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 العرب اليوم - كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab