أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

 العرب اليوم -

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران

بقلم - سوسن الشاعر

الموقف الأميركي والأوروبي تجاه عودة المفاوضات مع إيران منقسم؛ بين مندفع لتوقيع الاتفاق النووي حالاً وآخر متريث. بين من هو قابل بقصر المفاوضات على الملف النووي، ومَن هو على قناعة بأن أمن المنطقة لن يكون إلا بمعالجة برنامجها الصاروخي ودعمها للميليشيات، إلى جانب تقييد برنامجها النووي.
وفي خضم هذا الجدل ينشط اللوبي الإيراني وبقوة لتسريع المفاوضات، مغرياً المجتمع الدولي بفرص «احتوائها» من جديد من دون التطرق للمخاوف الواقعية والحقيقية من مشروعها التوسعي، وما خلّفه من آثار مدمرة على أمن الممرات المائية وأمن المنطقة ككل.
المشهد أمامنا أن هناك دولة موحدة القرار موزعة الأدوار فيما بينها تملك خبرة في المناورات السياسية مع إدارة أميركية سابقة عادت للواجهة من جديد، ومع دول أوروبية مقتنعة بإمكانية احتواء إيران، والتكسب من فرصها الاستثمارية، وجذبها لمحور يصد التمدد الروسي.
صحيح أن إيران تتشدد، عبر تصريحات روحاني، وتطلب أن ترفع العقوبات أولاً، لكنها تتراجع وتطرح الوساطة الأوروبية عبر وزير خارجيتها ليحدد من يتراجع أولاً، إيران أم أميركا؟ فمخاوف إيران بعد أن تراجعت احتمالية توجيه ضربة لها، تركزت في موعد الانتخابات الإيرانية المقبلة؛ فهي تحتاج إلى أن تجر الأميركيين للتفاوض كمكسب للحكومة الحالية قبل الموعد، تلك ورقة يعلم المفاوض الأميركي والأوروبي بها، لذلك يطلق تصريحات تلمح إلى أن المفاوضات «ستأخذ وقتاً طويلاً» أو تتباطأ بالرد، وبالمقابل اللوبي الأميركي - الإيراني، والأوروبي - الإيراني يطلق تصريحات تثير المخاوف من اقتراب إيران من تصنيع السلاح النووي، ويطالب بالجلوس فوراً، كما يفعل ماكرون.
أما الموقف الإيراني، فقد أثبت ما ذهبنا إليه في مقال سابق بأن البرنامج النووي، وتفصيلاً «تخصيب اليورانيوم»، ليس هدفاً بحد ذاته بالنسبة لإيران، وأن الموافقة على العودة لتخفيض نسبة التخصيب والخضوع للمراقبة الدولية ما هي إلا ورقة تساوم بها إيران المجتمع الدولي مقابل الهدف الأساسي والرئيسي، وهو التغاضي عن سياستها التوسعية في المنطقة، وبرنامجها الصاروخي الباليستي.
فكل الملفات التي تستقطب بها إيران المجتمع الدولي للجلوس معها والتفاوض عليها لا تزيد عن تكلفة تُعتبر فوق البيعة بالنسبة لها، تسخرها لخدمة الغرض الرئيسي، وهو مشروعها التوسعي.
بمهاراتها التفاوضية تستخدم إيران التجاذبات السياسية الدولية بين الروس والصينيين والأميركيين والأوروبيين والأتراك والإسرائيليين لإشغالهم بتلك الأوراق، لإبعادهم عن مشروعها التوسعي؛ فهي تعلنها صراحة أنها لن تتفاوض على برنامجها الصاروخي، ولن تتفاوض على دعمها للميليشيات الإرهابية.
وما قدمه الاتفاق النووي الأول لإيران هو ما تسعى له في الثاني؛ فلم تكسب إيران بذلك الاتفاق وقف العقوبات ومكافأة مالية تمثلت في الإفراج عن أموالها المحتجزة، بل بقبولها تخفيض نسبة التخصيب والمراقبة الدولية كسبت التغاضي عن تمددها وتوسعها في منطقة الشرق الأوسط، تلك هي المكافأة التي مُنِحت لها في الاتفاق الأول، فقد غضت الإدارة الأميركية السابقة عن دعم إيران للإرهاب في البحرين وفي سوريا وفي العراق وفي اليمن وفي السعودية، بل حملت حكومات تلك الدول المسؤولية، وأتاحت بهذا للأذرع الإيرانية التمدد والتوسع، وتهريب الأسلحة والمتفجرات، تلك هي المكاسب التي تسعى لها إيران في الاتفاق الثاني.
وكرر روحاني مواقف طهران التقليدية رفض التفاوض لتعديل الاتفاق بحيث «لن يتم تغيير أي بند فيه». كذلك «لن تتم إضافة أي أحد إلى خطة العمل الشاملة المشتركة»، رداً على المقترح الأميركي - الفرنسي بضم أطراف خليجية في المفاوضات المقبلة مع إيران، والتشاور مع الحلفاء.
وقال روحاني: «هذا هو الاتفاق. إذا أرادوه فأهلاً وسهلاً، وسيعود الجميع إلى الالتزام. وفي حال لم يرغبوا، يمكنهم أن يمضوا في حياتهم».
في خضم هذه التجاذبات، وفي غمار هذا السباق وهذا الحراك النشط والمحموم يبقى السؤال ذاته: ما هو مشروعنا؟ ما هي الأوراق؟ ما هي الأدوات؟ كيف يمكن إقناع المجتمع الدولي بأن الملف النووي وحده لن يحقق الأمن والسلام، ولن يمنع إيران من تهديد العالم ببرامجها النووية وبصواريخها الباليستية وأدواتها الأخرى التدميرية!

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab