بقلم - مشاري الذايدي
تبعات وآثار الاستهداف المبرمج ضد السعودية، سياسة ومجتمعاً وإعلاماً، ستظلُّ معنا حيناً من الدهر.
ما جرى من أطراف ودول كإيران وتركيا وبعض الدول العربية، خلال العقدين الأخيرين - بالنسبة لإيران قبل ذلك - من خطط وبرامج للإضرار بالسعودية، ليس هيّناً ولا سريع الزوال، جماعات وميليشيا تمَّ تكوينها وتدريبها وتمويلها وتلميع صورتها على مدى عقود، مصممة لاستهداف السعودية وبعض الدول العربية التي تعارض مشروع الإسلاميين، سنة وشيعة، ومن يمدّهم في الغي، من جيوب الغرب.
سياسات وسرديات إعلامية خلقت في مطابخ ومختبرات هذه القوى، غايتها الجوهرية إيذاء السعودية وخلق مشكلات لها.
مرتزقة من العرب والعجم والغربيين كانوا على جدول الرواتب لهذه القوى، امتهنوا العمل ضد السعودية والأمن العربي قاطبة، وفي مقدمه استهداف مصر وتونس وليبيا والإمارات والبحرين، وغير المرتزقة أناس تحركهم أحقادهم الذاتية، من دون تمويل، ضد السعودية. التركة ثقيلة وكئيبة، بعضها ما زال يعمل أصلاً.
قبل أيام أعلن بيان لوزارة الداخلية السعودية أنَّه: أقدم كل من جعفر محمد علي محمد جمعة سلطان وصادق مجيد عبد الرحيم إبراهيم ثامر - بحرينيي الجنسية - على الانضمام إلى خلية إرهابية، يتزعَّمها مطلوب أمني لدى البحرين، تابعة لكيان إرهابي، تلقت التدريبَ في معسكرات تابعة لجهات إرهابية تهدف إلى زعزعة أمن السعودية والبحرين، وإشاعة الفوضى فيهما، والتواصل مع إرهابيين داخل السعودية، ودعمهم للقيام بأعمال إرهابية، وتهريب مواد وكبسولات تستخدم في التفجير إلى السعودية، ودفن المواد المهربة في منطقة رملية، وتسليمها لزعيم الخلية، والتستر على أماكن تخزين المتفجرات وعلى المطلوبين لدى البحرين، وما يقومون به من مخططات وأعمال إرهابية تستهدف أمن المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين.
هذه هي الجريمة ذات الطابع الإرهابي والفكري، ليتهافت بعدها أنصار الجماعات الشيعية السياسية لشتم السعودية، كما جرى من قبل حين حوكم قائد الميليشيات الخمينية في السعودية نمر النمر.
بعد ذلك سمعنا عن اختطاف مواطن سعودي في بيروت، يعمل موظفاً مدنياً في شركة الخطوط الجوية السعودية
وتضاربت المعلومات، حسب رصد صحيفة «الشرق الأوسط» حول موقع الحادثة؛ إذ أشارت تقارير أولية إلى أنَّ الخطف تمَّ على طريق مطار بيروت، بينما قالت مصادر أمنية لبنانية للصحيفة إن الحادثة وقعت في وسط العاصمة. ولفتت قناة «الإخبارية» السعودية إلى أنَّه اختُطِف عند خروجه من أحد المطاعم في منطقة «زيتونة باي»، مبيّنة أنَّ خاطفيه ترصدوا له بسيارتين وتنكَّروا بلباس عسكري، واقتادوه مع سيارته إلى الضاحية الجنوبية، معقل «حزب الله».
لا ندري هل الخاطفون على صلة بـ«حزب الله»، لكن الأكيد أنَّه لا يمكن إدخال مخطوف أجنبي، فضلاً عن أن يكون سعودياً، من دون علم «سيد المقاومة» ورجاله!
المراد قوله، هو أنَّنا أمام حصاد غزير وقديم ومعاصر من مسلسل العمل المبرمج ضد السعودية وحلفاء السعودية. لن يتبخَّر خلال شهور أو سنوات قليلات، إن صحَّ العزم أصلاً على الإقلاع عن هذا الإثم والعمل غير الصالح...