روسيا وحرب الميم

روسيا وحرب الميم

روسيا وحرب الميم

 العرب اليوم -

روسيا وحرب الميم

بقلم:مشاري الذايدي

من الصَّعب فصلُ الحربِ المحتدمةِ على الجبهة الأوكرانية بين روسيا والغرب، عن مساراتها الثقافية والفلسفية.
الشكلُ العلني للصراع، سياسيٌّ عسكريٌّ، لكنَّه ينطوي على شحنة ثقافية متفجرة من المعسكرين.
بالنسبة «لنخبة» الساسة والحكام في الغرب، فهم يكافحون «القيم» التي يمثلها النظام الروسي، وهم يقاتلون من أجل تكريس القيم الصحيحة والدفاع عمّن يمثلها، في هذه الحالة: النظام الأوكراني ممثلاً ببطلهم - كما تسوقه الميديا العربية - بقميصه الجيشي السبورت، فولوديمير زيلينسكي.
أمَّا من طرف روسيا، فهي تقاتل على ساحة أوكرانيا، ليس فقط من أجل استعادة أقاليمها السليبة، ولا دفعاً لغائلة الناتو عن حدودها الحية، بل- مع ذلك- للدفاع عن القيم الأصلية ضد القيم الغربية المصادمة.
الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أعلن أن موسكو لا تقاتل أوكرانيا في ساحة المعركة فحسب، بل تقاتل القيمَ «الغربية» أيضاً.
حسب تقرير لـ«بي بي سي» يستعرض معاناةَ مجتمع الميم الروسي (أي أنصار الشذوذ الجنسي وتفرعاتهم)، فإنَّ موقف بوتين كان واضحاً منذ البداية في دمج المعركة الأخلاقية مع المعركة السياسية في الحرب الحالية، فخلال خطاب ألقاه في الكرملين بمناسبة ضم 4 مناطق أوكرانية، انتقد بوتين الغرب وحقوق المثليين، واصفاً ذلك بـ«الشيطانية الخالصة».
الحال أن المواجهة الروسية مع مجتمع الميم ليست وليدة الحرب الأوكرانية، ففي ديسمبر (كانون الأول) أقر البرلمان الروسي قانوناً مضاداً للمثلية.
القانون الروسي الحالي ينصُّ على «منع الترويج للعلاقات الجنسية غير التقليدية» بين جميع الفئات العمرية، كما يتعرَّض أي شخص يُقبض عليه وهو يرتكب هذه «الجريمة» لدفع غرامة تقدّر بنحو 400 ألف روبل (5840 دولاراً)، مع توقيع غرامات أعلى بكثير بالنسبة للمنظمات أو الصحافيين.
بدأ مشروع القانون خطواته الصيف الماضي، بعد وقت قصير من إطلاق موسكو عملياتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا. ويعتبر تقرير «بي بي سي» أنَّ التوقيت لا يعد مصادفة!
السؤال الذي طرأ على بالي: هل من اللازم على أي روسي أو روسية يناصر هذه السلوكيات وينتمي لأهله، أن يصطف إلى جانب «العدو» للدولة الروسية والأمة!؟ يعني ألا يمكن أن يكون «ميميماً» وفي الوقت نفسه صاحب غيرة وطنية!؟
إنَّما دعك مِن ترهاتي هذه، وتأمَّل معي في التواشج والتشابك المعقد بين عوالم السياسة والحرب والاقتصاد... والأخلاق... نوافذ يطل بعضها على بعض.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روسيا وحرب الميم روسيا وحرب الميم



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:01 2025 الجمعة ,21 شباط / فبراير

كويكب مخيف... وكوكب خائف

GMT 18:35 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

حماس تعلق على مستقبل تبادل الأسرى
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab