بقلم:مشاري الذايدي
ثمة هوسٌ عالميٌّ، مركزُه ونبعه في أميركا، حول الكائنات الفضائية التي تغزو الأرضَ من حين لآخر، والسلطات العليا تتعمَّد إخفاء الأمر عن العامة.
يذهب بعض هذه المقاربات والروايات إلى أن الجيش الأميركي يحتفظ في مكان سرّي بأجساد الغزاة الفضائيين محنّطة بطريقة ما، وكذا مَركباتهم العاطلة.
من يطالع السينما والدراما يجد عشرات إن لم يكن مئات الأعمال عن سكان الفضاء وعلاقتهم بسكان الأرض، بعضها يأخذ منحى الرعب والخوف وبعضها جانب السلام والودّ حتى إنه ثمة أعمال فضائية للأطفال.
اليابانيون في السابق كان لهم قدم سبق في استثمار هذا الخيال الجامح، ونتذكر هنا العمل الكرتوني الشهير «غراندايزر» الذي دُبلج للعربية وصار له رواج كبير بين العرب وما زال، ومن الشخصيات الظريفة فيه شخصية العم «دامبي» الذي كان ينتظر بجنون زيارة أصدقائه من «اليوفي» قادة المركبات الفضائية.
مؤخراً عاد الحديث والهوس إلى أميركا حول ظاهرة «الإيليانز» مع إعلان البنتاغون والبيت الأبيض إسقاط أجسام غازيةٍ للجو الأميركي وكندا. بعد المنطاد الصيني طبعاً في 4 فبراير (شباط) الجاري.
كارين جان بيار، المتحدثة باسم البيت الأبيض، أكدت أنه «ليس هناك أي مؤشر لأنشطة كائنات فضائية».
الجنرال غلين فانهيرك، قائد قيادة الدفاع الفضائية لأميركا الشمالية (نوراد)، قال، الأحد الماضي، إنه: «لا يستبعد شيئاً في هذه المرحلة». وأضاف الجنرال الأميركي: «نطلق عليها اسم (أجسام) وليست (مناطيد) لسبب».
الولايات المتحدة أسقطت 3 أجسام طائرة لم تحدد هويتها فوق أراضي ولايات: ألاسكا ومونتانا وميشيغان، وكذا الجارة كندا في الأيام الأخيرة...
في المقابل وكالة «رويترز» نقلت عن مسؤول عسكري آخر لم تذكر اسمه، قوله إن الجيش «لم يجد أي دليل على أن هذه الأجسام فضائية».
كما هو متوقع تحوَّل الأمر إلى سجال سياسي أميركي داخلي، فقال السيناتور الجمهوري ستيف داينز، إن «الرئيس بايدن مدين للأميركيين بتقديم تفسير فوري وكامل. فمن دون هذه المعلومات سيعتمد الشعب والإعلام على التسريبات والتخمينات ومعلومات مغلوطة من حكومات أجنبية».
وطالبت النائبة الديمقراطية عن ولاية ميشيغان، إليسا سلوتكن، الإدارة، بالوضوح قائلة: «ما دامت هذه الأشياء مستمرة في المرور فوق الولايات المتحدة وكندا، فسوف أستمر في المطالبة بحصول الكونغرس على إحاطة كاملة».
نعم قد تكون هذه طائرات تجسس حديثة أو مصنوعات جوية عسكرية متقدمة، لا نعلم الحقيقة، كما أن نفي وجود حيوات عاقلة ومتقدمة في الفضاء أيضاً هو أمر غير علمي بالمطلق.
غير أنَّ دخول «الكل» مع انفجار السوشيال ميديا، في هذه اللحظة، يجعل ما كان أمراً نخبوياً أو شعبوياً في السابق، مثل حكايات المركبات الفضائية، أمراً قد يقتنع به ساسة وأحزاب، إما بسبب إيمان حقيقي وإما بسبب ركوب سياسي شعبوي على مراكب معتقدات الفضائيين الأرضيين، وهم عصبة تتزايد كل يوم.