لماذا لم يترحّم «الإخوان» على «وحيد حامد»

لماذا لم يترحّم «الإخوان» على «وحيد حامد»؟

لماذا لم يترحّم «الإخوان» على «وحيد حامد»؟

 العرب اليوم -

لماذا لم يترحّم «الإخوان» على «وحيد حامد»

بقلم - مشاري الذايدي

أخلاق الفروسية تظهر عند لحظات محددة، منها لحظات الوفاة والمرض، وحين رحل عن عالمنا، قبل أيام، المبدع المصري، السيناريست الكبير «وحيد حامد»، سارع الناس الأسوياء - حتى المختلفين مع الراحل - لقول الحسن من الكلام عنه، لكن حقدة الإخوان المسلمين لم يقدروا على كظم غيظهم على وحيد حامد.
نقتطف من شجرة الزقّوم الإخوانية، في تضاعيف تشييع ورثاء الراحل حامد، هذه القطوف السوداء: «هلَك وحيد حامد وحمل معه فعله الذميم وقلمه المسموم الذي سخره لخدمة الظلمة وتشويه الإسلام ونشر التفاهة. وبقي الإسلام راسخاً منساباً بأرجاء الأرض: (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متمّ نوره ولو كره الكافرون)».
هذا كلام الإخواني الموريتاني، «محمد المختار الشنقيطي».
ونأخذ هذا المثال الثاني:
«هلاك وحيد حامد بعد حرب طويلة مع الإسلام». هذا كلام الإخواني المصري الهارب والمطلوب أمنياً «صابر مشهور».

لم تتوقف الصفحات الإخوانية عن تدشين «هاشتاغات» للإساءة إلى وحيد حامد، وهذا الغيظ الفوّار، والغضب الساطع، رغم جلالة الموت، وأدب الرفق عند ذكر الموتى، سبب هذا الفجور، هو القيمة المؤثرة التي صنعها حامد من خلال نصوصه وأعماله وأفلامه ومسلسلاته، التي كانت سبّاقة وعميقة في كشف خطر الإخوان والجماعات الأصولية السياسية في مصر بل في العالم العربي أجمع.
من أعماله الخالدة في هذا المجال، وهو أيضاً كان يقدّم نقداً للمعالجة السياسية والفكرية من طرف الدولة لفكر الإرهاب وجماعاته، أفلام: الإرهاب والكباب، والمنسي، واللعب مع الكبار، وطيور الظلام.
ومسلسلات: العائلة، وأوان الورد، والجماعة.
الأهم في تقديري، هو ملحمته الدرامية مسلسل «الجماعة» بجزأيه الأول والثاني، وأعرف أنَّ الراحل أنجز كتابة الجزء الثالث قبل رحيله، وكم هو حسن لو أعادت منصات العرض العربية، عرض هذا العمل الخالد مجدداً.
القيادي المنشق عن «الإخوان» عبد الجليل الشرنوبي أكد لـ«العربية» أنه تحاور مع الكاتب الراحل، واكتشف أن حامد لم يخف أبداً من تبعات مهاجمة أفكار «الإخوان» والجماعات المتطرفة، حتى بعد وصول «الإخوان» للسلطة، وأنه لمس إصراره على فضح فكرهم ودجلهم، حتى لو كان ذلك على حساب أمنه الشخصي.
«قاموا باغتياله معنوياً»، ربما تلخص هذه العبارة التي قالها لصحيفة «اليوم السابع» المصرية إبراهيم ربيع، الخبير بالحركات الإسلامية. صنيع وحيد حامد بـ«الإخوان».
صنيعه في أعماله الدرامية المتقنة، بتفكيك الأسباب النفسية والاجتماعية، والجذور الفكرية والسياسية لنشأة جماعة وفكر الإخوان المسلمين المريض، وهذا الأمر هو خير برهان على أن السلاح الحقيقي لمواجهة الفكر المعطوب، ليس أجهزة الشرطة والمخابرات والقوات الخاصة والحملات الإعلامية السطحية، بل العمل الفكري والفني والتربوي والتعليمي الحقيقي...
هذا هو سلاح وحيد حامد، الذي لم يطق «الإخوان» حتى قول: رحمه الله، بعد وفاته.

 

arabstoday

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا لم يترحّم «الإخوان» على «وحيد حامد» لماذا لم يترحّم «الإخوان» على «وحيد حامد»



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 14:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا
 العرب اليوم - محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 العرب اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ضربات أمريكية لمنشآت بمحافظة عمران اليمنية

GMT 15:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الأهلى القطرى يعلن تجديد عقد الألمانى دراكسلر حتى 2028

GMT 14:49 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الاحتلال يقتحم عدة بلدات في القدس المحتلة

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 14:26 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

"الخارجية الفلسطينية" تدين جريمة الاحتلال فى جنوب شرق طوباس

GMT 17:23 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هيا الشعيبي تسخر من جامعة مصرية والشيخة عفراء آل مكتوم ترد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab