النصر الكامل بين يحيى وبنيامين

النصر الكامل... بين يحيى وبنيامين

النصر الكامل... بين يحيى وبنيامين

 العرب اليوم -

النصر الكامل بين يحيى وبنيامين

بقلم:مشاري الذايدي

رغم كلّ الضجيج الدولي، والوفود الآتية والذاهبة، ورغم منصّات القاهرة والدوحة، ورغم الوسيط الأميركي، ورغم الضغط العربي والإسلامي باتجاه السلام وإيقاف الحرب المهولة في غزّة، التي طالت نارها الإقليم، أو أغلبه... رغم كل هذا، فإنَّ مفتاحَ الحرب والسلام، منسوخ نسختين، واحدة بيد بنيامين نتنياهو، والأخرى بيد يحيى السنوار.

بنيامين ويحيى، وإن ظهرَ للعيان أنَّهما متنافران، يرغب كل واحد منهما في القضاء على الآخر، إلا أنَّ درجات استفادة أحدهما من الآخر، بل تقارب المصالح، وتشابك الرؤية، مثير لدرجة عجيبة!

«نتنياهو لا يريد أن ينهي الحرب، هذا بالضبط ما يريده نتنياهو؛ أن تستمر الحرب»، بحسب كينيث روث، الأستاذ الزائر بكلية برينستون للشؤون العامة والدولية... وهذا بالضبط ما يريده يحيى السنوار، وكل «السنواريين». هذا، إذا افترضنا أنَّ لعبة الصقور والحمائم دقيقة في الجانب الحمساوي، بكل حال تظلُّ «فرضية»، هناك من يصدّقها، وهناك من يستسخفها.

آرون ديفيد ميلر، المفاوض الأميركي وزميل مركز كارنيغي، رأى - حسب تقرير لـ«بي بي سي» - أنَّ انتخاب السنوار يقوّض أركانَ الفكرة القائلة إن هناك فروقاً واختلافات بين قيادات «حماس» في الداخل وقياداتها في الخارج، وما إلى ذلك، على حدّ تعبيره عبر منصة «إكس».

تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز»، نقلت فيه عن ضباط في الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية القول إنَّ استراتيجية السنوار هي الإبقاء على حرب غزة مستمرة «لتشويه سُمعة إسرائيل دولياً، والإضرار بعلاقتها مع حليفتها الرئيسية، الولايات المتحدة».

نتنياهو في المقابل يرفع شعار «النصر الكامل»، ويكتب هذه الكلمات، حتى على القبعات، في محاولة منها لخلق شعار «سلوغن» لمساره ومرحلته الحالية، يرتفع به على كل خصومه داخل الحياة السياسية الإسرائيلية، فـ«لا صوت يعلو فوق صوت المعركة»!

متى ينزل الذين صعدوا أعلى الشجرة منها؟ ومن هو الطرف القادر على إنزال السنوار ونتنياهو من شجرة الشعار الواحد و«النصر الكامل»؟

نعم، الطرف الأميركي منحاز لإسرائيل، وليس نتنياهو، كما أنَّ الطرف العربي منحاز لفلسطين، وليس للسنوار، وهنا تكمن المعضلة، فهناك من يريد تسخير هذا الدعم له ولمشروعه الشخصي، مازجاً بين الذاتي والموضوعي، في حالة نتنياهو يريد تسخير الدعم الغربي، الأميركي خاصة، التاريخي لإسرائيل، له هو شخصياً ولرؤيته وخططه، كما هو الحال مع السنوار، الذي يريد تسخير الدعم العربي الإسلامي التاريخي لفلسطين، له هو شخصياً ولرؤيته وخططه.

هناك لحظة، كاشفة، آتية قريباً، ستجبر المتخشّبين على الليونة، فالحياة ليست اختيارات بين الأبيض والأسود، تماماً، فثمن الدمار والخراب والضحايا في الجانب الفلسطيني، الغزّاوي خاصة، فادحٌ ومهول، وثمن الغضب الإسرائيلي الشعبي على أسراه عند «حماس»، واختلال الأمن الداخلي، مكلفٌ وثقيل.

تلك هي الصورة اليوم، بين رجلين، يتحكمان في إيقاع اللحظة، الآن.

 

arabstoday

GMT 07:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 07:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 07:11 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 07:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 07:05 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 07:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 07:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 06:58 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الصراع الطبقي في بريطانيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النصر الكامل بين يحيى وبنيامين النصر الكامل بين يحيى وبنيامين



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab