الهمجية الأناركية إذ تشبه همجية «داعش»

الهمجية الأناركية... إذ تشبه همجية «داعش»

الهمجية الأناركية... إذ تشبه همجية «داعش»

 العرب اليوم -

الهمجية الأناركية إذ تشبه همجية «داعش»

بقلم - مشاري الذايدي

الهجوم العالمي الفوضوي، من خليط من المؤدلجين «الأناركيين» مع متطرفي اليسار، مع كارهي الغرب، حتى من بعض الغربيين الكارهين لذواتهم، وأخيراً مع فلول من الفشلة محبي الفوضى، لغير سبب محدد، سوى أن الفوضى «مثيرة» للهرمونات!...هذا الهجوم لم يقف عند حدّ الاعتراض على مظالم الشرطة ضد السود والأقليات، ولا حتى المطالبة بقانون جديد للشرطة، بل وصلت إلى حدّ إلغاء مؤسسة الشرطة نفسها، ثم فارت الهرمونات أكثر في مرجل الخبل الثوري، فوصلت إلى حد إلغاء مؤسسات الدولة، بل وإلغاء أي قيم رمزية أو مادية للدولة، في صورة ساطعة من صور الأناركية العنيفة، لدرجة تقارب العمل الإرهابي أحياناً.

قد يقال، إن حالة التوتر بين السود والبيض، وعنف الشرطة ضد السود، حالة معلومة ومطروقة في أميركا، حسناً هل هي حالة موجودة في البوليس البريطاني؟!مؤسسة «اسكوتلنديارد» البريطانية الشهيرة تتكون من نسب عظيمة من البريطانيين من أصول هندية وباكستانية وجامايكية ونيجيرية وعربية حتى، وتسليح البوليس أصلاً هناك هو بالهراوات وما شاكل، فكيف يتم استيراد المشكلة الأميركية إلى الساحة البريطانية، إلا إذا كان الهدف من ذلك كله خلق موجة فوضوية واعية، ضد كل من يخالف اليسار بنسخته الهمجية؟! نتذكر أن رئيس الوزراء البريطاني جونسون هزم اليسار هزيمة ماحقة.

موجة الهجوم على بعض الرموز ذات الحضور التاريخي في الذاكرتين الأميركية والبريطانية، مشاهد يجب تفحّصهافي أميركا الأخبار تحدثت عن إزالة تمثال المستكشف الشهير كريستوفر كولومبوس في ولاية فيرجينا الأميركية، رفع متظاهرون لافتات حملت عبارة «كولومبوس يمثل الإبادة الجماعية». وتمثال آخر لكولومبوس في مدينة بوسطن، ولاية ماساتشوستس، تظهر المستكشف مقطوع الرأس (ألا يذكرك هذا المشهد بتدميريات «داعش» الهدمية؟).

ترددت أنباء - نفيت لاحقاً - عن إسقاط تمثال الأب الروحي للولايات المتحدة، جورج واشنطن نفسه، ولا يزال التمثال مرشحاً للهجوم، إذا استمر هذا الهيجان الأناركي الفوضوي جامحاً.في بريطانيا الوضع أكثر غرابة، لدينا هذه الشخصيات التاريخية التي تم الهجوم عليها، سواء عبر استهداف تماثيلها، أو المطالبة بإزالة أسمائها الاعتبارية، بحجة «النصرة» لجورج فلويد الأميركي!... خذ لديك:

تلطيخ تمثال الرمز البريطاني الكبير، ونستون تشرشل، أمام ساحة أشهر برلمان في العالم، برلمان وستمنستر.وافقت جامعة ليفربول البريطانية على إعادة تسمية مبنى يحمل اسم رئيس الوزراء السابق، ويليام غلادستون. بسبب أن غلادستون رمز استعماري.

حملة مطالبات بإزالة تمثال سيسيل رودوس، أحد الرموز التاريخية للإمبراطورية البريطانية، من «كلية أوريل» بجامعة أكسفورد.لن أتحدث عن إزالة التماثيل التي وصف أصحابها بأنهم من تجار الرقيق، ليس عجزاً عن الجواب، بل قطعاً لدابر اللجاج، وتنزلاً كما يقول المناطقة الأول، مع الخصم.

ماذا كان موقف عمدة لندن، صاحب الأصول الهندية، صادق خان، وهو نفسه برهان عملي على المسافة التي قطعتها بريطانيا ضد العنصرية لصالح حقوق المواطنة العامة؟بطريقته الشعبوية، ساير خان هذه الهجمات الهمجية على الرموز التاريخية للدولة البريطانية والتاريخ البريطاني، ودعا إلى إعادة النظر في كل التاريخ والتماثيل والتكريمات.

لكن عندما وصل هجوم الرعاع إلى الرمز البريطاني الكبير، ونستون تشرشل، أخذ خطوة «متذاكية» للوراء، فقال في مقارنة سمجة، معترضاً، بلطف، على استهداف تمثال تشرشل:«ليس هناك إنسان كامل، حتى أمثال تشرشل وغاندي ومالكوم إكس».

حسناً هل يقبل خان مثلاً الهجوم على تمثال نيلسون مانديلا، القريب من تمثال ونستون تشرشل، من جماعات ترى، بنفس منطق صادق خان، أن الرجل ليس كاملاً؟!الحاصل هو هجمة منهجية لتقويض كل ما هو موجود في العالم، لصالح النسخ المتطرفة من القراءات الأناركية التهدمية، والغناء بعد ذلك فوق الركام... وما بريطانيا والمدن الأميركية إلا فاتحة الهجوم

arabstoday

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهمجية الأناركية إذ تشبه همجية «داعش» الهمجية الأناركية إذ تشبه همجية «داعش»



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:16 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل
 العرب اليوم - ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل

GMT 06:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الحكومة والأطباء

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 11:18 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

رسميًا توتنهام يمدد عقد قائده سون هيونج مين حتى عام 2026

GMT 13:28 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

5 قتلى جراء عاصفة ثلجية بالولايات المتحدة

GMT 19:53 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تعلن إسقاط معظم الطائرات الروسية في "هجوم الليل"

GMT 10:05 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

شركات الطيران الأجنبية ترفض العودة إلى أجواء إسرائيل

GMT 19:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تؤكد إطلاق عمليات هجومية جديدة في كورسك الروسية

GMT 10:12 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

انخفاض مبيعات هيونداي موتور السنوية بنسبة 8ر1% في عام 2024

GMT 11:11 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

إقلاع أول طائرة من مطار دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد

GMT 18:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هوكستين يؤكد أن الجيش الإسرائيلي سيخرج بشكل كامل من لبنان

GMT 07:25 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

استئناف الرحلات من مطار دمشق الدولي بعد إعادة تأهيله
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab