ذئاب ألمانيا وذئابنا

ذئاب ألمانيا وذئابنا

ذئاب ألمانيا وذئابنا

 العرب اليوم -

ذئاب ألمانيا وذئابنا

بقلم : مشاري الذايدي

من المصطلحات الشائعة لوصف عمليات الدواعش الفردية، مصطلح: الذئاب المنفردة.

فرد واحد، أو واحدة حال كونها أنثى، ينقض فجأة على جماعة من الناس طعناً بخنجر أو مدية، أو ضرباً بفأس أو ساطور، أو يدهسهم بسيارته، هكذا من دون مقدمات، وشكل هذا الذئب المنفرد أو الذئبة، لا يشعر باختلاف في المظهر والسلوك عمن حوله.

هذا التكتيك يرجعنا لمئات السنين في الماضي القديم، فهو تكتيك اشتهر به «الحشاشون»، أتباع شيخ القلعة الحسن بن الصباح في جبال قزوين، أو شيخ الجبل سنان في سوريا.

هذه الهجمات الحشاشية الانغماسية المفاجئة لم تنحصر في النخب السياسية الاجتماعية المسلمة، كالوزير العظيم نظام الملك، أو السلطان الشهير صلاح الدين، بل طالت قادةً كباراً من الفرنجة الصليبيين، وحملت الذاكرة الأوروبية عبر القرون صوراً مرعبة عن هؤلاء، حتى صار مصطلح الحشاشين (Assassination) مرتبطاً بهذا النوع من الاغتيالات.

اليوم تُعيد «داعش»، وفي قلب أوروبا، سُنَّة الحشاشين. ومن آخر ذلك طعن امرأة تبلغ 32 عاماً و5 أشخاص على متن حافلة في مدينة زيغن غرب ألمانيا، وفق ما أعلنت الشرطة المحلية مساء الجمعة.

الأخبار الرسمية لم تقل بعد إنه هجوم داعشي، لكن الأرجح ذلك؛ حيث يأتي الهجوم في وقت لا تزال فيه ألمانيا تعاني من آثار اعتداء زولينغن الذي وقع خلال مهرجان محلي قبل 7 أيام، وهاجم خلاله سوري الحشدَ بسكين، ما أسفر عن مقتل 3 وإصابة 8، وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليتَه عنه.

وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر، أعلنت حظراً على حمل الأسلحة البيضاء أثناء التجمعات الشعبية وفي وسائل النقل لمسافات طويلة... لكن هل سيبطل ذلك حيل الذئاب الداعشية؟!

لقائلٍ القول: ما شأننا نحن في ديارنا العربية بمشكلات ألمانيا وبقية الغرب... أليس لدينا ما يكفينا من البلايا؟!

لكن مَن قال إنَّ عواء الذئاب ينحصر فقط في جبال وأرياف ومدن الغرب أو روسيا وربما الصين لاحقاً والهند؟!

إنَّها قبيلة واحدة من الذئاب، تُجيب بعضها في ليالي العواء من كل غابات التواصل... التي تنشر ظلامَها وضبابَها القاتمَ في عراء السوشيال ميديا.

ما يجري في ألمانيا... سيجري -للأسف- في ديارنا، والسعيد من اتَّعظ بغيره، وأعدَّ للأمر عدتَه قبل وقوعه.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذئاب ألمانيا وذئابنا ذئاب ألمانيا وذئابنا



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab