راغب علامة والخوف الاصطناعي

راغب علامة... والخوف الاصطناعي

راغب علامة... والخوف الاصطناعي

 العرب اليوم -

راغب علامة والخوف الاصطناعي

بقلم : مشاري الذايدي

تشير الحادثة التي تعرّض فيها الفنان اللبناني راغب علامة للترهيب والاعتداء على مصالحه في لبنان، من طرف أنصار «حزب الله»، إلى أن ظل الحزب الإيراني - اللبناني الثقيل على لبنان ما زال شاخصاً وجاثماً.

في فيديو تداولته مواقع التواصل بشكل واسع، يظهر الفنّان الإماراتي، عبد الله بالخير، وهو يتحدث بالهاتف إلى راغب علامة، ويدعوه الفنان اللبناني لزيارة لبنان قائلاً: «ما عاد فيه نصر الله خلصنا منه».

لكن راغب علامة، أنكر على حسابه في منصة «إكس» صحة الفيديو، مؤكداً أنه «مفبرك بالذكاء الاصطناعي»، وقال: «أنفي هذا الاتصال جملةً وتفصيلاً، وسوف ألاحق الموضوع قضائياً». وتحدّث عبد الله بالخير أيضاً عن خداع الذكاء الاصطناعي له هو الآخر.

جمهور «حزب الله» الافتراضي، على مسارح التفاعل اللبناني في السوشيال ميديا، هاجم راغب علامة، واستشرس عليه، ليصل الأمر ببعضهم إلى تهديد راغب علامة في حال زيارته لبيروت... ليس ذلك وحسب، بل تُرجم الهجوم القولي إلى هجومٍ فعلي، حين تعرّضت مدرسة «السان جورج» في الضاحية الجنوبية لبيروت، المملوكة لراغب علامة، إلى التخريب والتكسير، كما كُتبت عبارات مؤيدة لحسن نصر الله ومناهضة للفنان اللبناني.

عرفنا عما جرى لراغب علامة من بلطجية «حزب الله»، بسبب شهرة الفنان العربية، وليس اللبنانية فقط، لكن لا يعني ذلك أن العشرات أو أكثر ربما، يتعرضون لترهيبٍ متنوع الصور، من أنصار الحزب، لإخافة وردع كل من «يتوهّم» نهاية الحزب وتبخّر قوّته، في حالة استعراضٍ للقدرات التخويفية، فبالخوف يُحكم الناس، وبضياعه يأكلك الناس، تلك هي المعادلة الصِفرية لدى سيكولوجيا الحزب وقاعدة الحزب وبيئة الحزب.

نعم... بسلاح الخوف يدير الحزبُ أنصاره وقواعده وبيئته، فهو يخوّفهم من «الآخر» وفي الوقت ذاته يخوّف خصومه أو أي «آخر» بهم، من خلال قوله، تصريحاً أو تلميحاً: هؤلاء هم قومي وأتباعي، هائجون مائجون، ولا قِبل لكم بهم! لدينا مَثلٌ في الجزيرة العربية يقول: «من خاف... سَلِم». والمعنى واضح، وهو أن من احتمى بسلاح الخوف، أي الحذر الشديد، فهو أقرب للسلامة من الأخطار المحيطة، المرئية والمحجوبة، لكن سلاح الخوف هذا صار في ساحات الحروب اللانهائية في لبنان، وسوريا أيضاً، وسيلة لتأبيد السلطة وتخليد السطوة على الآخرين.

غير أن الخوف أحياناً يصبح موجوداً فقط في داخل الخائف، وليس في محيطه الخارجي، مجرّدُ وهمٍ تعاظمَ حتى أعاقَ الخائفَ عن الحركة وأعجَزهُ عن التفكير، يصبحُ خائفاً من «لا شيء» عملياً، وحاله تُمسي كحال الذي رسمته ريشةُ الشاعر المتنبّي بإبداع:

وضاقت الأرضُ حتّى كانَ هارِبُهُم

إِذا رأى غَيرَ شَيءٍ.. ظَنَّهُ رَجُلا!

arabstoday

GMT 10:36 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أين الشرع (فاروق)؟

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

لِنكَثّف إنارة شجرة الميلاد

GMT 10:33 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

نيولوك الإخوان وبوتوكس الجماعة

GMT 10:29 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

سوريّا المسالمة ولبنان المحارب!

GMT 10:27 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

عيد بيت لحم غير سعيد

GMT 10:24 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

الهوية وكثرة اللاعبين

GMT 10:23 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

القطيعة مع التطرف وتحديات دولنة سوريا

GMT 10:21 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

بيت لحم ــ غزة... «كريسماس» البهجة المفقودة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

راغب علامة والخوف الاصطناعي راغب علامة والخوف الاصطناعي



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

كريم عبد العزيز يفاجئ الجمهور في مسرحيته الجديدة
 العرب اليوم - كريم عبد العزيز يفاجئ الجمهور في مسرحيته الجديدة

GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 15:04 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تعلن أعداد السوريين العائدين منذ سقوط نظام الأسد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab