بقلم - زاهي حواس
قامت هيئة التراث بالمملكة العربية السعودية بتسجيل مسجد عبد الله بن العباس في الطائف في السجل الوطني للتراث العمراني، ويقوم مسجد عبد الله بن العباس التاريخي في موقع آخر خلاف المسجد الحالي بجوار مقبرة العباس. وقد استطاع الأثريون بهيئة التراث كشف لوحة تأسيسية بجوار المسجد تعرفه بأنه أحد المساجد التاريخية حيث يعود تاريخ بنائه إلى عام 592 هجرية. وتقوم عمارة المسجد على التخطيط المستطيل ويتوسطه صحن مكشوف تخطيطه مستطيل، وقد تم بناء المسجد باستخدام الحجر المحلي. ونظراً لتاريخ المسجد وعناصره المعمارية المميزة تم وضعه ضمن مواقع التراث العمراني المحمية بموجب نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني.
يقع المسجد في حي المثناة على سطح جبلي، وكما ذكرنا فهو غير المسجد المعروف لعبد الله بن العباس في المنطقة التاريخية. وقد سجل الأثريون مواقع متعددة في محافظة الطائف والمراكز التاريخية لها، ومنها قصور وبيوت تاريخية إلى جانب القرى والقلاع والمتاحف والأبراج والمساجد والأسواق والمدارس التاريخية، ومن أبرزها قصر الملك عبد العزيز في المموية ومسجد سليمان عليه السلام ومسجد عبد الله بن عباس رضي الله عنه ووسط مدينة الطائف وسوق عكاظ.
وتزخر الطائف بعدد من المواقع الأثرية من أبرزها سوق عكاظ التي تعد أكبر أسواق العرب في الجاهلية والإسلام، وتجمع المصادر التاريخية والأدبية على أن تاريخ بداية سوق عكاظ كان في حدود عام 501 للميلاد، أي قبل ظهور الإسلام بقرن من الزمان. وهناك أيضاً قصر مشرفة الأثري الذي يعود تاريخه لفترة العصر الإسلامي المبكر.
وتعد جبال العرفاء المجاورة لسوق عكاظ شرق الطائف من أكبر مواقع النقوش الصخرية التي تعود إلى مرحلة ما قبل الألف الثاني ق.م، كما توجد نقوش ثمودية وكتابات كوفية. وإلى جانب ذلك تضم الطائف سلسلة من السدود الأثرية التي اشتهرت بها الطائف، ومن أبرزها سد سيسد الأثري وسد السملقي في وادي ثمالة. ويرجع تاريخ بنائهما إلى عهد معاوية بن أبي سفيان.