أسرار تماثيل دادان

أسرار تماثيل دادان!

أسرار تماثيل دادان!

 العرب اليوم -

أسرار تماثيل دادان

بقلم -زاهي حواس

تحدثنا في المقال السابق بشكل عام عن الدراسة المنشورة من خلال الجمعية السعودية للدراسات الأثرية تحت عنوان «كنوز أثرية من دادان: نتائج تنقيبات المواسم السبعة الأولى»، وفي هذا المقال نتعرض لواحد من المقالات العلمية المنشورة في الدراسة المشار إليها. والمقال من تأليف كل من الأستاذ الدكتور سعيد بن فايز السعيد والدكتور حسني عبد الحليم عمار وعنوانه «التماثيل الحجرية». وعلى الرغم من أن المقال قد خصص للنشر العلمي لعشر قطع من التماثيل ورؤوس وقواعد وبعض أجزاء التماثيل التي تم الكشف عنها خلال سبعة مواسم من التنقيبات الأثرية بموقع مملكة دادان، فإن كاتبي المقال جعلا هذا النشر العلمي مدخلاً لإلقاء نظرة مختصرة وافية على تطور فن النحت في الجزيرة العربية، وقد وُفقا في هذا العرض إلى حد بعيد.

 

تناول الباحثان في مقدمة البحث التعريف بمكان وظروف الكشف عن التماثيل وأماكنها في المجمع الديني بدادان، وكذلك التعريف بأن ما ينشرانه هو جزء من أكثر من ثلاثين تمثالاً عثر عليها بالموقع ولا يزال بعضها مدفوناً في أماكنه بالموقع. وجاء اختيار القطع الفنية موضوع البحث من تماثيل وأجزاء من تماثيل لكي تعطي صورة واضحة عن فن النحت اللحياني بدادان، وكذلك لتعزز النتائج التي توصلا إليها والتي أعدها في غاية الأهمية، وستكون هي موضوع مقالنا التالى بإذن الله لإعطائها حقها من المناقشة.
وأولى الحقائق المهمة عن تماثيل دادان أن أغلبها يمثل رجالاً بالهيئة الواقفة سواء بالحجم الطبيعي للجسم الآدمي أو بحجم أكبر من الطبيعي، حيث يصل ارتفاع بعض التماثيل إلى أكثر من مترين. وتمتاز التماثيل بصلابة الوقفة واعتدالها وسلامة النسب التشريحية لأجزائها من الرأس والجذع والأطراف، وقد خلت من عنصر التفريغ، بمعنى أن كلاً من الذراعين والساقين ملتصق بكتلة التمثال الذي يمتاز كذلك بالبناء العضلي المثالي، كما لو كان التمثال لرياضي شاب في عنفوان قوته. هذه الهيئة الجادة والملامح الحازمة وعظم حجم التماثيل كلها دلائل لا تقبل الشك بأنها صنعت لرجال من ذوي الرفعة والمكانة السامية، وأنهم - أصحاب هذه التماثيل - ربما كانوا بعضاً من ملوك لحيان، خصوصاً بعد العثور على نقش كتابي من سطر واحد على أحد هذه التماثيل يقرأ «ملك لحيان».
نحتت التماثيل من الحجر الرملي الأحمر المجلوب من جبل دادان المطل على موقع الحفائر، الأمر الذي يؤكد أن هذه التماثيل محلية الصنع وليست مجلوبة من مكان آخر. وقد ناقش الباحثان دلالات اللون وسبب اختيار الحجر الرملي كمادة لصنع التماثيل، وأشارا إلى أن اللون الأحمر ربما يكون هو الأقرب للون الجسد الآدمي، وأن كثيراً من التماثيل المصرية القديمة نحتت من الحجر الرملي خصوصاً خلال عصر أخناتون المعروف بعصر العمارنة؛ وارتباط اللون الأحمر بديانة الشمس عند المصريين القدماء.
ونظراً لأن الثابت من خلال التماثيل المكتشفة أنها كانت ملونة باستخدام الجص الأبيض الذي خصص لتلوين النقبة القصيرة التي تغطي من أسفل السرة إلى ما فوق الركبة، وكذلك عمامة الرأس، وكذلك استخدام الزفت أو القطران لتلوين الجسد كما ظهر في بعض التماثيل وبعض أجزائها المكتشفة، فربما يكون اختيار الحجر نتيجة توفره في البيئة المحلية وكذلك طواعيته وسهولة نحته وتشكيله.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسرار تماثيل دادان أسرار تماثيل دادان



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يعبر عن استيائه من إدارة ليفربول ويقترب من الرحيل
 العرب اليوم - محمد صلاح يعبر عن استيائه من إدارة ليفربول ويقترب من الرحيل

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab