بقلم -زاهي حواس
يعد مشروع ترميم القصور التراثية والتاريخية الواقعة في وسط مدينة الرياض من أهم وأبرز المشروعات التي تعمل عليها وزارة الثقافة ممثلة في هيئة التراث من خلال إدارة المشروعات بالهيئة. وقد أعلن الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة، بدء انطلاق مشروع ترميم وتأهيل مباني التراث العمراني ذات القيمة المعمارية والتاريخية وسط مدينة الرياض بدعم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي قام بدور كبير في الحفاظ على تراث وقصور الرياض منذ أن كان أميراً لمنطقة الرياض. وقد أعلن الأمير بدر بن عبد الله أيضاً أن هذه النهضة الثقافية وأعمال ترميم القصور التاريخية جاءت أيضاً بدعم غير محدود لقطاع الثقافة والتراث من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وتضم المرحلة الأولى للمشروع 15 قصراً تراثياً في حي الغوطة وظهيرة منها ثلاثة قصور في الغوطة الشرقية وسبعة قصور في الغوطة الغربية، إضافة إلى خمسة قصور ملكية، وقد تم الإعلان أن هذه المرحلة سوف تتضمن إعداد الدراسات والتصاميم وإدارة المواقع والتدعيم المؤقت للمباني وتوثيقها ووصفها، وسوف تستغرق هذه المرحلة حوالي ثلاثة شهور. وأعتقد أن أهم ما يتم خلال هذه المرحلة هو إتمام أعمال الترميم المؤقت للقصور التي تعاني من وجود تصدعات ومشكلات معمارية تستوجب التدخل العاجل لإنقاذها.
وتشمل المرحلة الثانية للمشروع تنفيذ أعمال الترميم الشامل سواء المعماري أو الترميم الدقيق، وإعادة تأهيل المباني لأن القصور التي ترمم ثم تترك بدون تأهيل لن يتم متابعة صيانتها، ولكن عملية التأهيل تعيد للمباني جمالها ورونقها وبالتالي تصبح قصورا] للثقافة والإبداع مثلما هو حال القصور التراثية في الكثير من دول العالم.
تشرف على هذه المشروعات بالكامل وزارة الثقافة من خلال هيئة التراث وبالشراكة مع الهيئة الملكية لمدينة الرياض وأمانة الرياض. وقد تم بالفعل تكليف العديد من الشركات المؤهلة لعملية الترميم لوجود العديد من المرممين والأثريين والمهندسين، بحيث يتم عمل الدراسات عن طريق دراسة حالة كل قصر على حدة وإعداد الدراسات الخاصة بمجال الترميم والتأهيل، بحيث يتم استعادة جمال هذه القصور ورونقها لتقوم بدور فعال في دعم الثقافة والفنون.