بقلم - زاهي حواس
أعلن الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة التراث ورئيس اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة، نجاح المملكة العربية السعودية في تسجيل منطقة «حمى الثقافية» بنجران ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو). لقد تم وضع حمى على قائمة التراث العالمي باعتبارها تراثاً إنسانياً ذا قيمة استثنائية. وأكد الأمير بدر بن عبد الله، أن تسجيل حمى الثقافية هو ثمرة مجهودات المملكة في الاهتمام بحفظ التراث الوطني الذي يحظى بدعم واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع. هذا الاهتمام بالإرث الثقافي يأتي ضمن «رؤية المملكة وتطلعاتها حتى 2030»؛ كما أنه يأتي ضمن خطة المملكة للحفاظ على الهوية الوطنية والثقافية. وقد أصبح من الجلي، أن المملكة تسير وفق خطة علمية نحو تطوير وتسجيل مواقعها التراثية والتعريف بها ونشر الوعي بأهمية حفظ التراث بين فئات المجتمع السعودي ليكون الجميع شركاء في الحفاظ على التراث.
أما عن حمى الثقافية بمنطقة نجران، فهي الموقع السادس على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي الذي تم تسجيله خلال اجتماع اليونيسكو في دورتها الرابعة والأربعين بمدينة فوزهو بالصين في يوليو (تموز) الماضي. يأتي هذا بعد نجاح المملكة في تسجيل موقع الحجر (مدائن صالح) في 2008، وحي الطريف بالدرعية في 2010، وجدة التاريخية في 2014، والفنون الصخرية بحائل في 2015، ثم واحة الأحساء في 2018.
ويضم موقع حمى نقوشاً صخرية ترجع لعصور ما قبل التاريخ تصور هيئات آدمية وأخرى حيوانية، بالإضافة إلى كتابات ثمودية وكتابات بالخط المسند والخط الكوفي، بالإضافة إلى عدد كبير من المواقع الأثرية التي ترجع إلى عصور مختلفة وتضم مقابر ودروباً للتنقل وأخرى ربما تشير إلى مواقع استيطان. هذا النشاط البشري الممتد من آلاف السنين يشير إلى أهمية المكان؛ ولذلك كان من الطبيعي أن يتم تسجيله موقعاً تراثياً إنسانياً استثنائياً.
ويتضح من قائمة المواقع التراثية المسجلة، أن المملكة العربية السعودية تسخّر كل إمكاناتها لحفظ تراثها كله، سواء الممتد من ما قبل الإسلام أو ما بعده. ومن المعروف أن أعمال التسجيل للمواقع التراثية تتطلب مجهوداً كبيراً لتوثيقه من أجل إظهار أهميته كتراث إنساني عالمي.
تمتلك المملكة اليوم عدداً من أقسام دراسات التاريخ والآثار في عدد من جامعاتها؛ وأصبح لديها شباب من الدارسين على أعلى مستوى من التدريب والمهارة، سواء في فنون الكشف والتسجيل والترميم؛ وهذا هو الضامن الحقيقي لبقاء هذا الإرث الحضاري لأجيال قادمة.