بقلم: دكتور زاهي حواس
حصل إبراهيم المعلم على جائزة دولية كبرى من الاتحاد الدولى للناشرين والجائزة باسم «بطل الاتحاد الدولى للناشرين». وفى حفل عظيم أقيم بالمكسيك، قامت رئيسة الاتحاد الدولى للناشرين بتقديم الجائزة إلى إبراهيم المعلم. وقالت إن إبراهيم المعلم ظل ثابتا فى دعمه للقيم التى تأسس عليها الاتحاد الدولى للناشرين، والمتمثلة فى حرية وحماية حقوق النشر. وأضافت رئيسة الاتحاد أن الفائز بجائزة الاتحاد هو شخص مميز للغاية لعب دورًا مهما فى دمج اتحاده الوطنى (اتحاد الناشرين المصريين) والاتحاد الإقليمى العربى (اتحاد الناشرين العرب) إلى الاتحاد الدولى فى عام ١٩٩٨. فى حقيقة الأمر يستحق المعلم هذا التكريم وكل كلمة قيلت عنه فى حفل تكريمه. أما ما قالته الشيخة بدور بنت سلطان القاسمى، الرئيس التنفيذى لمجموعة كلمات للنشر، والرئيسة والمؤسسة لاتحاد الناشرين الإماراتيين والرئيس السابق للاتحاد الدولى للناشرين، عن إبراهيم المعلم، تقول الشيخة بدور القاسمى: «إبراهيم المعلم وعلى مدى سنوات طويلة هو ركن أساسى فى صناعة النشر، ورائد حقيقى فى ترسيخ الثقافة والأدب والمعرفة داخل العالم العربى وخارجه». وعندما تلقى إبراهيم المعلم التكريم قال «إن لهذا التكريم مكانة خاصة فى قلبى لأنه يأتى من زملائى فى الهيئة التى أحبها بعشق، والتى كرست لها أكثر من خمسين عامًا من حياتى». وقال «أمنت بأربعة أعمدة هى أساس لازدهار صناعة النشر بل ولبقائها؟ وهى: الاستقلال والكرامة، وحرية النشر، والملكية الفكرية والتفاعل مع الثقافات الأخرى».
سعيد جدًا بهذا التكريم الدولى لمصرى بقيمة إبراهيم المعلم، الذى أعرفه شخصيًا منذ أكثر من أربعين سنة. وهو إنسان له روح ابتكارية غير نمطية. استطاع جعل دار الشروق واحدة من أهم مؤسسات النشر فى العالم العربى. وهو مدافع قوى عن حرية النشر والتعبير. أصدر جريدة الشروق التى ساهمت فى التعبير عن الرأى العام وتعزيز قيم الثقافة المستنيرة. وهو داعم لحقوق التأليف والنشر. وما كتب أو قيل عنه مجرد لمحات من مسيرة هذا الرجل الذى نفتخر به جميعًا وبهذا التكريم. أتمنى أن نرى قريبًا حفل التكريم الذى سيقيمه عمالقة وأعمدة النشر فى مصر وعلى رأسهم صديقى محمد إبراهيم وصديقى محمد رشاد لكى نقول جميعًا لإبراهيم المعلم مبروك يا بطل الناشرين.
نجوم على الطريق الصحراوى
رأيت ظاهرة جميلة وهى وضع صور جميلة تشكيلية لنجوم مصر من الفنانين والأدباء والمثقفين والشخصيات العامة المؤثرة فى حياتنا. ولا أعرف الجهة التى قامت بتنفيذ هذه الأعمال الفنية على جانب الطريق من بعد المتحف الكبير عند منطقة الكيلو ٦ من طريق مصر الإسكندرية الصحراوى. بداية أنصح سائقى السيارات والحافلات بعدم النظر والتركيز مع تلك الأعمال التشكيلية للنجوم ومحاولة تذكر أسماء أصحابها، لكى لا يفقدوا تركيزهم فى القيادة ويقع ما لا تحمد عقباه. هذه اللوحات التشكيلية هى فقط لإمتاع الركاب والمارين بالطريق دون السائقين. اللهم قد بلغت!
لقد رأيت صور العديد من الراحلين وكذلك النجوم الذين يعيشون بيننا، وكنت أتمنى أن نعلن هذا التكريم لأن الدولة واضح أنها تكرم نجومنا بوضع صورهم على حائط النجوم، لكى نعرف ماذا قدم كل نجم من فن وثقافة وعلم لمصرنا الحبيبة. إن الصور الممثلة على الحوائط يمكن التعرف على صاحبها بسهولة ولكن الصور الممثلة فى الهواء، تُفقد أصحابها الكثير من ملامحهم المميزة ويصبح التعرف على أصحابها صعبا. لذلك يجب مراجعة الأمر، والاكتفاء بتنفيذها على الجدران مثل تلك الخالية قبل جامعة نيو جيزة على الطريق. سعيد بأننا بدأنا لأول مرة نكرم من أفنوا حياتهم فى سبيل إسعادنا. شكرًا لمن قام بتنفيذ الفكرة، ومن قام باختيار النجوم وتكريمهم على الطريق الصحراوى.
عيد الأثريين
احتفل شريف فتحى وزير السياحة والآثار بعيد الأثريين فى يناير الماضى. وحضر مئات من الأثريين والعاملين فى وزارة السياحة والآثار، وعلى رأسهم الدكتور محمد إسماعيل أمين عام المجلس الأعلى للآثار. وقد أقيم الحفل بدار الأوبرا. وقامت الفنانة الدكتورة لمياء زايد بمجهود عظيم فى نجاح هذا العيد الذى تعود فكرته إلى يوم أن توليت مسؤولية الآثار عام ٢٠٠٢، وأعلنت أننا يجب أن نرمم البشر قبل أن نرمم الحجر. وبدأنا فى إعداد الأثرى علميًا وتقنيًا وماديًا. أقمنا مدارس الحفائر بالاشتراك مع علماء وخبراء عالميين فى تقنيات الحفر وفنون المتاحف، وكثير من التقنيات والمهارات التى لا يتعلمونها فى كليات الآثار وأقسام الآثار بكليات الآداب المنتشرة فى كل جامعات مصر للأسف الشديد، وصارت تمثل عبئًا على العمل الأثرى فى مصر الذى لا يحتاج إلى مجرد أعداد مهولة من الخريجين وإنما إلى أثريين حقيقيين مدربين ومؤهلين للحفاظ على الإرث الحضارى لمصر.
لقد فكرت فى ضرورة أن يكون هناك عيد للأثريين الذين يحملون مسؤولية الحفاظ على التراث الأثرى– أغلى ما تملك مصر. فليس من المعقول أن نهتم بالآثار ولا نهتم بمن يصون الآثار! لقد قمت باختيار يوم ١٤ يناير وهو اليوم الذى تولى فيه الدكتور مصطفى عامر رئاسة مصلحة الآثار كأول مصرى فى عام ١٩٥٤ بعد أن كانت رئاسة المصلحة حكرًا على الفرنسيين. جاء هذا العيد بتولى شريف فتحى وزيرًا للسياحة والآثار والدكتور محمد إسماعيل الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وقاما بتكريم مجموعة رائعة من العاملين بالمجلس الذين وصلوا إلى سن التقاعد منهم الدكتور صبرى عبد العزيز، أهم من تولى رئاسة قطاع الآثار المصرية بأمانة واحترام. وكذلك فرج فضة رئيس قطاع الآثار الإسلامية وغيرهما العديد من العاملين بالآثار وقد سلمهم الوزير شريف فتحى دروع الشكر والتقدير. وألقى الدكتور محمد إسماعيل كلمة جميلة أشار فيها إلى كل الأعمال التى يقوم بها المجلس. وبعد ذلك تحدث الوزير فى موضوعات كثيرة. وقدمنا جائزة زاهى حواس لأهم أثرى فى الآثار المصرية وأخرى للآثار الإسلامية. وقد تم إعلان أن جائزة زاهى حواس سوف تستمر مدى الحياة لأنها سوف تقدم من خلال المؤسسة التى تحمل اسمى. وبعد ذلك قام الوزير بعمل تكريم خاص للدكتور خالد العنانى على مجهوداته خلال ست سنوات شغلها وزيرًا للآثار ثم السياحة والآثار.. مبروك العيد لكل الأثريين.
حتشبسوت وجدّها أحمس يغزوان العالم
الكشف الأثرى هو من أهم مقومات السياحة بل يعتبر أهم أداة لتشجيع السياحة. وهو دعاية بالمجان حيث تصرف الدول ملايين الدولارات للدعاية للسياحة فى القنوات التليفزيونية والصحف. بينما تلهث شبكات عالمية موجودة فى مصر مثل سى إن إن ورويترز وراء تسجيل وإذاعة أى كشف أثرى يحدث فى مصر. وقد حدث عندما قررت الإعلان عن اكتشافات أثرية جديدة تخص الملكة حتشبسوت والملك أحمس الأول الذى قام بطرد الهكسوس من مصر، قلت فى المؤتمر الصحفى إن هذه الاكتشافات الملكية تعلن لأول مرة بعد كشف مقبرة الملك توت عنخ آمون!، ولذلك انبهر العالم كله وتحدث عن الملكة الشهيرة التى بنى لها المهندس المعمارى الشهير سننموت أعظم معبد جنائزى فى البر الغربى للأقصر وفى العلم كله. لقد كشفنا عن مناظر كأنها نقشت بالأمس من معبدها للوادى، وكشفنا عن وديعة أساس المعبد كاملة وذلك من أهم الاكتشافات الأثرية وبعد ذلك كشفنا عن اللوحة الجنائزية الخاصة برئيس قائدى العربات الحربية للملك أحمس ويدعى نخت مين، والتى أهداها له صديقة جحوتى مس المشرف على قصر الملكة تتى شيرى جدة الملك أحمس التى شاركت فى طرد الهكسوس من مصر. نشر هذا الكشف فى كل مكان بالعالم وأحدث حالة من الإثارة والتشويق لم يحدثها أى كشف فى السنوات السابقة. إن إعلان هذا الكشف يؤكد لنا أن هذا العام هو عام الخير.