العلاقات التجارية بين الفراعنة والجزيرة العربية

العلاقات التجارية بين الفراعنة والجزيرة العربية

العلاقات التجارية بين الفراعنة والجزيرة العربية

 العرب اليوم -

العلاقات التجارية بين الفراعنة والجزيرة العربية

بقلم : دكتور زاهي حواس

كان أهل الممالك الحضارية بشبه الجزيرة العربية تجاراً مشهوداً لهم في العالم القديم بمهارتهم في هذا المجال. لعبوا دوراً حضارياً عظيماً على نطاق واسع كناقل ووسيط ثقافي وحضاري عن طريق التجارة ونقل عروض التجارة، وكذلك الثقافات ما بين الشرق والغرب، والشمال والجنوب. وسواء كان هذا الدور عن قصد أو غير قصد، فلا يمكن اختزال تأثير التجارة بين الشعوب القديمة في الجوانب والعائدات الاقتصادية فقط! ففي زمن كانت السفينة والجمل هما الناقلان الرئيسيان للبضائع والأشياء المادية كانا أيضاً وسيلة لنقل الثقافات والفنون والآداب بين الشعوب القديمة. ومما لا شك فيه أنه كان للموقع الفريد لشبه الجزيرة العربية في قلب ومركز العالم القديم بين حضارات الشرق الأدنى القديم - مصر وبلاد ما بين النهرين، أهمية وميزة جعلت من شبه الجزيرة العربية واحدة من أهم المعابر والمراكز الثقافية والحضارية في العالم القديم.

وتظل التجارة والاقتصاد من أهم الميادين التي ظهرت فيها الصلات الحضارية بين مصر وشبه الجزيرة العربية خلال العصور الفرعونية. ويؤكد الكاتب السعودي قفاف البشير أنه من خلال ما ورد في الوثائق التاريخية وكتب الأخبار والسير كان لأهل مكة على وجه التحديد وممالك الجزيرة العربية الشمالية خبرة وباع كبير في التجارة، تمتعوا بتجارة مزدهرة، وضعوا لها قواعد وقوانين تحفظها وكانوا خبراء في تنمية الثروات. استعملوا منذ القديم الموازين والمكاييل، وكذلك القياسات لتنظيم عمليات البيع والشراء وعرفوا المبادلات التجارية، وكذلك الشراء باستخدام المعادن الثمينة كالذهب والفضة.

كانت هناك صلات وعلاقات تجارية مهمة بين الممالك الجنوبية في شبه الجزيرة العربية، وبين مصر خلال العصور القديمة. وساعدت شبكة الطرق المتميزة والفريدة بجزيرة العرب على الربط ليس فقط بين شمال وجنوب الجزيرة، بل ومناطق الحضارات القديمة خارجها سواء بلاد فارس والهند شرقاً، والعراق القديم وسوريا وفلسطين شمالاً، ومصر غرباً، وبلاد الحبشة جنوباً. كانت الجزيرة العربية معبراً لتصدير وتجارة العطور والبخور والنباتات الطبية فيما بين المحيط الهندي وبلاد شرق المتوسط.

أكدت النقوش الصخرية التي عثر عليها على جانبي طرق التجارة وعند محطات استقبال القوافل أن الحياة الاقتصادية بشبه الجزيرة العربية ارتكزت على التجارة والزراعة. ومن أهم علماء تاريخ الشرق الأدنى القديم العالم المصري المرحوم عبد العزيز صالح، الذي قام بوضع كتاب والعديد من الدراسات المهمة عن حضارات الممالك القديمة بشبه الجزيرة العربية والعلاقات التي ربطتها بالحضارة المصرية القديمة. ومن الجزائر العالم المرحوم الدكتور بلقاسم رحماني، الذي كرَّس حياته لدراسة العلاقات بين شبه الجزيرة العربية وشرق أفريقيا وكيف لعبت مصر دوراً محورياً في المجالات التجارية والاقتصادية بين الجزيرة العربية وشمال وشرق أفريقيا. وسوف نقوم بنشر عدد من المقالات حول هذا الموضوع المهم لكي نبين قيمة التجارة بين الحضارات في نشر الثقافة والقيم الحضارية، وأن الحروب والنزاعات، بل واحتلال الأرض لم تستطع أن تؤثر التأثير الحضاري الذي قامت به التجارة والعلاقات الاقتصادية... وللحديث تتمة.

arabstoday

GMT 06:32 2025 الخميس ,13 آذار/ مارس

سوريا المستقبل… لا تقسيم ولا إيران

GMT 06:29 2025 الخميس ,13 آذار/ مارس

سوريا: تحدّيات الاستقرار والوحدة

GMT 06:18 2025 الخميس ,13 آذار/ مارس

متى يلحق العراق بالتغيير في لبنان وسوريا؟

GMT 06:10 2025 الخميس ,13 آذار/ مارس

عبير الكتب: طه حسين والفتنة الكُبرى

GMT 06:09 2025 الخميس ,13 آذار/ مارس

حرب السودان... كيف قلب الجيش الموازين؟

GMT 06:08 2025 الخميس ,13 آذار/ مارس

انتهت وظيفة السلاح اللاشرعي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العلاقات التجارية بين الفراعنة والجزيرة العربية العلاقات التجارية بين الفراعنة والجزيرة العربية



الملكة رانيا بعباءة بستايل شرقي تراثي تناسب أجواء رمضان

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 10:00 2025 الخميس ,13 آذار/ مارس

ياسر جلال يكشف عن الدور الذي يرفض تقديمه
 العرب اليوم - ياسر جلال يكشف عن الدور الذي يرفض تقديمه

GMT 12:24 2025 الثلاثاء ,11 آذار/ مارس

يعيشون في جهنم و….!

GMT 11:54 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

هكذا يشنّ العرب الحروب وهكذا ينهونها

GMT 01:44 2025 الأربعاء ,12 آذار/ مارس

مقتل 4 أشخاص في هجوم روسي على سفينة أوكرانية

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,12 آذار/ مارس

باتريس موتسيبي رئيسًا لـ كاف لفترة جديدة

GMT 12:42 2025 الأربعاء ,12 آذار/ مارس

إفطار رمضانى مع وزير الخارجية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab