عودة نفرتيتى إلى مصر

عودة نفرتيتى إلى مصر

عودة نفرتيتى إلى مصر

 العرب اليوم -

عودة نفرتيتى إلى مصر

بقلم: دكتور زاهي حواس

أقصد هنا الملكة نفرتيتى أجمل وأهم ملكات مصر وهى التى تزوجت الملك أخناتون وأنجبت منه ست أميرات، وعاشت مع أخناتون فى طيبة أربع سنوات، وبعد ذلك انتقلت معه إلى المدينة الجديدة «آخت أتون، بمعنى أفق أتون» ورغم أن بعض الباحثين يقولون بأن أصل الملكة نفرتيتى أجنبى، إلا أن كل الأدلة تشير إلى أنها مصرية. ونحن نعرف للأسف الكثير عن عصر العمارنة (عصر الملك أخناتون) الذى لا يزال يكتنفه الكثير من الغموض! إلا أننى شخصيا أعتقد أن الملكة نفرتيتى قد حكمت بعد موت أخناتون لمدة عامين أو ثلاثة، وحصلت على لقب العرش «سمنخ-كا-رع» ولدينا الدليل على ذلك وهو أن هناك مناظر لها وهى تقوم بضرب الأعداء، وهذا من مهام الملوك وليس من مهام الملكات. وقد عثر على اسم «سمنخ-كا-رع» داخل المدينة الذهبية بالأقصر فى نص يشير إلى أنه احتفل فى العام الثانى بعيد السد.المكان تل العامرنة– الزمان شتاء عام ١٩١٢ عندما كان يحفر الألمانى لودفيج بورخارت فى تل العمارنة وعثر على رأس جميل رائع للملكة داخل مرسم النحات «تحتمس». وبعد أن عثر عليها قام بوضعها ووصفها على أنها تمثال ملكى للملكة نفرتيتى من الحجر الجيرى الملون. أما الوصف الموجود بالسجل الرسمى فوصفها بأنها تمثال من الجبس وفى ذلك الوقت كانت الحكومة المصرية تمنع خروج أى تمثال ملكى من الحجر الجيرى إلى خارج البلاد ولا يدخل فى مفاوضات القسمة التى كانت تجرى نهاية كل موسم حفائر بين مصلحة الآثار وبين البعثة الأجنبية المكتشفة للآثار. وعندما جاء مدير مصلحة الآثار الفرنسى لكى يجرى قسمة الاكتشافات حيث يعطى نصف الآثار المكتشفة للبعثة الأجنبية والنصف الآخر لمصر، وجد صندوقا داخله آثار وعلى سطحه وصف للآثار الموجودة بالداخل أنها آثار يمكن أن تسافر للخارج ولم يحاول فتح الصندوق الذى يوجد به تمثال الملكة نظرا لعدم وجود وصف باسم الملكة. وحصل بورخارت على الصندوق الذى سافر إلى ألمانيا ويبدو أنه سافر بالطرق الدبلوماسية. وقام بورخارت بوضع التمثال داخل منزله لمدة عشر سنوات وبعد أن سمح بخروجه حاولت الحكومة المصرية استعادة الرأس البديع للملكة نفرتيتى عدة مرات حتى عرض الأمر على هتلر ولكنه عندما شاهد التمثال وقع فى غرام الملكة نفرتيتى ورفض أن يعيده إلى مصر، وليته فعل فلربما كانت ألمانيا بل العالم كله يمر بمصير مختلف غير الذى عشناه بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها وخرجت المانيا شبه مدمرة بالكامل!.

إن قصة خروج الرأس البديع لنفرتيتى مثال صريح لأعمال الغش والتدليس والتحايل على القوانين. لذلك فقد قامت اللجنة العليا للآثار المستردة والتى صدر بها قرار فى ذلك الوقت من رئيس الوزراء وكان فى عضويتها أساتذة القانون الدولى والسياسة والعلاقات الدولية مثل الراحل العظيم الدكتور نبيل العربى، والسفير عبد الرؤوف الريدى والسفير وجيه حنفى والسفير نبيل فهمى، وممثلين للوزارات المعنية من الداخلية والعدل. وفى ذلك الوقت كان هناك فريق على مستوى عال من الحرفية، قاموا بتجميع كل الأدلة التى تثبت أن الرأس قد خرج بطريقة غير قانونية وكان هناك فريق يرى أن الخطاب الذى يرسل إلى ألمانيا للمطالبة باسترداد الملكة يجب أن يشار فيه إلى أن التمثال سرق من مصر! بينما فريق آخر يمثله السفير نبيل العربى والسفير عبد الرؤوف يقول بأن الخطاب سوف يخرج من مصر ولذلك لا بد أن تكون المطالبة القانونية غير حادة بل يشار فيها إلى الأدلة التى تثبت خروج التمثال من مصر عن طريق التدريس كما ذكرنا من قبل، وبعد أن تمت صياغة وكتابة الخطاب، قمت بإرساله إلى فاروق حسنى وزير الثقافة وبالتالى أرسل إلى رئيس الوزراء للموافقة على أن تطالب مصر ألمانيا بعودة رأس الملكة نفرتيتى لكى يعرض داخل المتحف المصرى الكبير، وطلب رئيس الوزراء بأن أقوم (كاتب هذا المقال) بالتوقيع على الخطاب الذى تم إرساله فى ٢-١-٢٠١١م إلى الشخص المسؤول عن هذا الموضوع وبعد ذلك قاموا بالرد نحو ضرورة أن يوقع الخطاب من الوزير المختص وفى ذلك الوقت كنت قد أصبحت وزيرا للآثار ولكن الحوادث الجسام فى ذلك الوقت منعتنى من الرد على هذا الخطاب، وهنا أود أن أنشر صورة من هذا الخطاب المرسل إلى ألمانيا للمطالبة برأس نفرتيتى.

الأحد ٢ يناير ٢٠١١

الأستاذ الدكتور هيرمان بارزينجر، رئيس مؤسسة التراث الثقافى البروسى

شارع فون دير هيدت ١٦ – ١٨

برلين ١٠٧٨٥

ألمانيا

عزيزى الأستاذ الدكتور بارزينجر:

أكتب إليكم نيابة عن حكومة مصر لتقديم طلب رسمى لاستعادة تمثال نفرتيتى المصنوع من الحجر الجيرى والمسجل فى المتحف المصرى الجديد تحت رقم AM٢١٣٠٠. إن هذا الطلب هو نتيجة طبيعية لسياسة مصر فى السعى إلى استعادة كل القطع الأثرية والتاريخية التى تم إخراجها من البلاد، وخاصة تلك القطع التى تعتبر فريدة من نوعها. إن تمثال نفرتيتى الملون يعتبر على نطاق كبير قطعة أثرية فريدة لا يمكن تعويضها. هذا وتؤكد الوثائق المعاصرة واللاحقة التى تسجل أعمال التنقيب وتقسيم الاكتشافات الخاصة بمجموعة القطع الأثرية التى تضمنت تمثال نفرتيتى، أن التمثال قد تم إخراجه من مصر فى انتهاك لنص وروح القوانين المصرية السارية فى ذلك الوقت.

منذ النشر الكامل الأول لتمثال نفرتيتى، والذى لم يظهر إلا بعد أكثر من عقد من اكتشافه، قامت مصر بعدد من المحاولات لاستعادة هذا التمثال الذى لا يقدر بثمن وإعادته إلى وطنه. إن الحكومة والشعب المصرى حريصان على إعادة هذا الكنز الفريد إلى حيازة أصحابه الشرعيين، الشعب المصرى، والحكومة المصرية يثقان فى أن السلطات الألمانية ستتصرف وفقًا للمادة ١٣ب - ١٩٧٠ من اتفاقية اليونسكو بشأن الوسائل التى تستخدم لحظر ومنع استيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة. وتدعو الاتفاقية جميع الأطراف الموقعة عليها إلى ضمان تعاون أجهزتها المختصة فى تيسير إعادة الممتلكات الثقافية المصدرة بطرق غير شرعية إلى أصحابها الشرعيين فى أقرب وقت ممكن.

وفى هذا السياق تجدر الإشارة إلى أنه فى عام ١٩٧٨ أصدر المدير العام لليونسكو نداءً لإعادة التراث الثقافى الذى لا يمكن تعويضه إلى أولئك الذين أنشأوه، ودعا المسؤولين عن الحفاظ على الأعمال الفنية وترميمها إلى «تسهيل إعادة هذه الأعمال إلى البلدان التى أنشأتها، من خلال مشورتهم وأفعالهم».

إن مصر تدرك وتقدر بشدة الرعاية والجهد الذى بذلته حكومة ألمانيا للحفاظ على تمثال الملكة نفرتيتى الملون والمصنوع من الحجر الجيرى وعرضه بالمتحف. وبفضل العلاقات الممتازة بين حكومتينا، فإن حكومة مصر واثقة من أن السلطات الألمانية سوف تساعد فى تسهيل إعادة نفرتيتى إلى وطنها مصر. كما أعلم أننى لست بحاجة إلى التأكيد على أهمية هذا الطلب، وأهمية إعادة تمثال الملكة نفرتيتى الملون والمصنوع من الحجر الجيرى إلى مصر. وآمل بصدق أن أتلقى منكم ردًا إيجابيًا قريبًا، وهو ما سوف يحظى بتقدير كبير من حكومة وشعب مصر.

وافر التحية،،،

الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار.

arabstoday

GMT 07:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 07:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 06:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 06:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 06:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 06:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 06:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة نفرتيتى إلى مصر عودة نفرتيتى إلى مصر



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 03:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تطالب بتبني قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

GMT 06:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتلة صورة النصر

GMT 18:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 18:00 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يكشف سر تكريم أحمد عز في مهرجان القاهرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab