مستقبل البحث عن الآثار الغارقة بالسعودية

مستقبل البحث عن الآثار الغارقة بالسعودية

مستقبل البحث عن الآثار الغارقة بالسعودية

 العرب اليوم -

مستقبل البحث عن الآثار الغارقة بالسعودية

بقلم - زاهي حواس

تخطو المملكة العربية السعودية نحو التوسع في عمليات البحث والتنقيب عن الآثار ليس فقط داخل أراضيها الممتدة على مساحة أكثر من مليونين وربع المليون كيلومتر مربع، ولكن بدأنا كذلك مؤخراً نسمع عن أخبار اكتشافات أثرية مهمة في مياه البحر بالقرب من سواحل المملكة على البحر الأحمر. والمثير للإعجاب ليس فقط نوعية الاكتشافات الأثرية التي تعلن عنها هيئة التراث بالمملكة العربية السعودية من حين لآخر، والتي تضيف إلى تاريخ المملكة العربية السعودية وشبه الجزيرة العربية ودورها الحضاري الضارب بجذوره في أعماق التاريخ، بل أيضاً الرؤية التي تنتهجها هيئة التراث للكشف والحفاظ على التراث السعودي سواء في البر أو في البحر. وجدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية عضو في اتفاقية التراث الثقافي المغمور بالمياه منذ عام 2015.
قبل نهاية شهر فبراير (شباط) الماضي أعلنت هيئة التراث عن نجاح بعثتها للكشف عن الآثار الغارقة في العثور على حطام سفينة غارقة على مسافة 300 متر فقط من ساحل محافظة حقل على البحر الأحمر. وإلى جانب العثور على حطام السفينة تمكن الغواصون السعوديون من انتشال مئات القطع الأثرية التي هي جزء من حمولة السفينة، ولا تزال أعمال المسح الأثري تجري بالموقع للكشف عن المزيد من أسراره. وتقوم البعثة الأثرية للكشف عن الآثار باستخدام أحدث تقنيات الكشف عن الآثار الغارقة، ومنها أجهزة المسح الراداري وكذلك أجهزة السونار البحري. كما تقوم البعثة بأعمال التصوير الثلاثي الأبعاد للمواقع الأثرية أسفل المياه وكذلك للقايا الأثرية.
وعودة إلى حطام السفينة المكتشفة فقد تمكنت بعثة الآثار من تحديد سبب غرق السفينة وهو اصطدامها بالشعاب المرجانية التي سببت ضرراً جسيماً في جسم السفينة لم يتمكن معه طاقمها من إنقاذها من الغرق. أما عن تاريخ غرق السفينة فمن خلال الحطام وكذلك اللقايا الأثرية استطاع فريق البحث أن يؤرخ حادثة الغرق بأواخر القرن الثامن عشر الميلادي، وهو العصر الذي نشطت فيه التجارة البحرية وكثرت أعداد السفن التجارية التي تجوب البحر الأحمر وتنقل بضائع الجنوب والشمال بين آسيا وأفريقيا.
وتمتلك هيئة التراث بالمملكة العربية السعودية خرائط موقع عليها أكثر من خمسين موقعاً أثرياً أسفل مياه البحر الأحمر به حطام سفن غارقة معظمها لسفن تجارية وقليل منها حربية. وتعود هذه المواقع لفترات تاريخية مختلفة وتلقي الكثير من الضوء على النشاط التجاري البحري للمملكة العربية السعودية في العصور القديمة. وتتعاون هيئة التراث مع العديد من المعاهد العلمية المتخصصة في مجال الكشف عن التراث الغارق، وقد نجحت البعثة السعودية الألمانية المشتركة في عمل مسح أثري لسواحل المملكة في الفترة من 2012 وحتى 2017، ونجحت البعثة في الكشف عن حطام سفينة رومانية هي إلى الآن أقدم سفينة يتم العثور عليها قبالة سواحل المملكة، إضافة إلى سفينة غارقة تعود إلى العصر الإسلامي المبكر. كما نجح الفريق السعودي الإيطالي المشترك عام 2015 - 2016 في الكشف عن حطام سفينة بالقرب من مدينة أملج، وقد صنعت السفينة من خشب البلوط والصنوبر، وهذه السفينة محملة بالأواني الفخارية والخزفية، إضافة إلى الأواني الزجاجية والمعدنية.
بات من المؤكد الآن أن إعلان الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود وزير الثقافة عن تأسيس مركز متخصص لحماية التراث الثقافي المغمور بالمياه في البحر الأحمر والخليج العربي، وذلك خلال اجتماع وزراء ثقافة دول مجموعة العشرين الذي استضافته المملكة سنة 2020، قد بدأ يؤتي ثماره وستشهد الأيام والشهور القادمة المزيد من الأخبار السارة عن اكتشافات أثرية جديدة.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مستقبل البحث عن الآثار الغارقة بالسعودية مستقبل البحث عن الآثار الغارقة بالسعودية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يعبر عن استيائه من إدارة ليفربول ويقترب من الرحيل
 العرب اليوم - محمد صلاح يعبر عن استيائه من إدارة ليفربول ويقترب من الرحيل

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab