نحو تحول فى النظام الإقليمى العربى
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

نحو تحول فى النظام الإقليمى العربى

نحو تحول فى النظام الإقليمى العربى

 العرب اليوم -

نحو تحول فى النظام الإقليمى العربى

بقلم: جميل مطر

أعترف أننى واحد من عرب كثيرين اهتموا بمتابعة أحدث حروب الأوروبيين، أقصد الحرب الدائرة على الأراضى الأوكرانية، حتى شغلهم هذا الاهتمام عن متابعة تفاصيل الثورة الناشبة فى هياكل وتفاعلات نظامنا الإقليمى العربى. لنا بعض العذر فما كشفت عنه هذه الحرب وما انكشف بعد طول معاناة وما تسببت فيه أذهلنا إلى حد جعل التفكير فى مستقبل البشرية وبخاصة فى الجزء الذى نسكنه يبدو كاللعب بالنار.

• • •
انكشف أمامنا ضعف القطب الروسى ومعه تعمق الشك فى استحقاقه الاحتفاظ فى المستقبل بالمميزات المرافقة لمكانة القطب الدولى. انكشفت أيضا الصعوبات التى تكتنف عملية صعود الصين حتى راح بعضنا يتساءل عن جواز سحب صفة الأسطورة التى رافقت هذا الصعود. صرنا شهودا على دلائل تعزز القناعة بأن انحدار أمريكا يقف، مع عوامل أخرى، وراء دفع أو استدراج كل من أوكرانيا والاتحاد الروسى ليتقاتلا فى حرب هى الأولى فى القارة الأوروبية بعد حوالى سبعة عقود من السلم. ثم تتأكد الدلائل وتزداد عددا عندما نرى ألمانيا تنفض عن نفسها عباءة السلم وتعود تتبنى منهجا فى التسلح كان الظن أن أحدا فى ألمانيا لن يجرؤ على تبنيه مرة أخرى. تبنته حكومة المستشار شولتس فتداعت على الفور مخاوف مبررة فى عواصم مختلف الدول المجاورة.
أوروبا، فى ظل الحرب الدائرة فيها، تتغير. الحلف الغربى يهدده فيروس التفكك. مرة أخرى يعود الحديث عن الفوارق الثقافية بين مجموعة دول جنوب أوروبا ومجموعة دول الشمال وفوارق أخرى بين مجموعة دول غرب أوروبا ومجموعة دول الشرق. بولندا غير المطمئنة إلى نوايا ألمانيا فى المستقبل ومرتعبة من روسيا التوسعية من ناحية أخرى، راحت تجس نبض جاراتها الصغيرات عسى أن تفلح فى تشكيل حلف خارج عن سيطرة الدول الكبرى. اهتزت فى كل أوروبا كما فى العالم النامى صورة الديموقراطية الأمريكية، هذه القوة الناعمة بامتياز. اهتزت الصورة كنتيجة، فى رأى البعض، لاجتماع عناصر انحدار هيكلية وسلوكية ليست قليلة. فى رأى بعض آخر ضعفت الديمقراطية الأمريكية فى حد ذاتها فاهتزت صورتها وصارت سببا من أسباب الانحدار وليس نتيجة له.
• • •
انشغلنا بالصراع بين الكبار والتحول المتوقع فى توازنات القوة فى النظام الدولى متجاهلين أو غافلين عن تطورات خطيرة تقع أو تتعمق فى أحوال النظام الإقليمى العربى. أختار فى السطور التالية بعض أهم هذه التطورات وبخاصة تلك التى يمكن لو استمرت أو تعمقت أن تؤدى إلى انفراط النظام أو على الأقل تآكله جزءا بعد جزء وهيكلا بعد هيكل ومبدأً بعد مبدأ. هناك أيضا من هذه التطورات تلك التى يمكن لو استمرت أو تعمقت أن تؤدى إلى أن يتحول النظام فى بعض أجزائه وأشكاله فتتغير بعض خصائصه ولكن يبقى محافظا على هويته الأصلية، أى عروبته. أو يتحول فى كلياته فيزول تماما أو تذوب هويته وبعض هياكله فى نظام إقليمى آخر مختلف جذريا عن النظام الإقليمى العربى.
أولا: بالمحافظة على حلف الأطلسى مكونا أساسيا من مكونات القوة الصلبة الأمريكية نجحت أمريكا فى استخدامه عند الحاجة لخدمة الدور المنوط بها فى قيادة النظام الدولى. هذا الوضع فى النظام الدولى لا يجد ما يقابله فى النظام الإقليمى العربى. إذ إنه حتى يومنا هذا لم تفلح الدولة القائد فى النظام العربى فى إقامة حلف تقوده لأغراض الدفاع عن النظام.
ثانيا: كل ما استطاعت أن تفعله هذه الدولة عند الحاجة هو أنها كانت تقيم حلفا فى قضية بعينها على أن ينفض الحلف بانقضاء الحاجة. كان هذا ما فعلته مصر فى مواجهاتها مع إسرائيل، العدو الأساسى للنظام منذ نشأته وحتى توقيع اتفاقيات التطبيع. فعلته أيضا المملكة السعودية عندما قررت بصفتها الدولة القائد فى النظام الفرعى للخليج العربى تشكيل حلف لشن حرب ضد الحوثيين المدعومين من إيران.
ثالثا: يجرى حاليا ولفترة من الزمن تجميد الكثير من أنشطة العمل العربى المشترك فى انتظار أن تعود مصر لتنهض بمسئوليتها حسب الدور المخول نظريا للدولة القائد فى النظام الإقليمى العربى. طال أمد تجميد الأنشطة وفى ظنى أنه طال هذه المرة فى انتظار أن تظهر قيادة جديدة للنظام قادرة على النهوض بمسئوليتها حسب الدور المفترض أن يؤديه القائد الجديد للنظام. غير خاف، حسب رأى متخصصين فى بعض مراكز البحث الغربية، أن المملكة السعودية تستعد لتحمل هذه المسئولية فى حال لم تتقدم مصر وتعود لتنهض بالمسئولية. دليل هؤلاء على صدق تنبؤهم السعى الحثيث الذى تقوم به المملكة لإقامة ترسانتين فى وقت واحد، واحدة لعديد أنواع ومنتجات ومشروعات القوة الناعمة، وهذه جارٍ استيراد واستعارة الكثير منها من مصر ودول أخرى، أما الترسانة الثانية فمخصصة لعديد أنواع ومنتجات ومشروعات القوة الصلبة وفى صدارتها السلاح. هنا وبخصوص الترسانة الثانية لا أحد يستبعد احتمال الاستعداد المتنامى لحيازة القنابل النووية وبخاصة بعد أن صارت هذه الحيازة احتمالا ممكنا فى ألمانيا وأستراليا، ومؤجلا فى اليابان.
رابعا: لم ينشأ فى النظام الإقليمى العربى مؤسسات أو أجهزة لتسوية النزاعات التى تنشب بين الأعضاء. حاولت أمانة الجامعة العربية مرارا أداء هذا الدور وفشلت باستثناء مرات معدودة وبوسائل غير مؤسسية. فشلت أيضا فى البناء فوق إنجازات بسيطة حققتها فى مجالات أخرى. جانب كبير من هذا الفشل تعود المسئولية عنه إلى الانسحاب المتدرج عبر العقود الأخيرة لموقع هوية النظام وأقصد تحديدا عروبة النظام فى الخطاب السياسى. تراجع موقع الهوية متأثرا بخطاب العولمة وسياساتها. ومع ذلك ورغم تراجع العولمة فى السنوات الأخيرة استمر موقع الهوية العروبية يتراجع فى أجواء شعور بالعجز مخيم على المنطقة فى معظم نواحيها.
خامسا: بالفعل تعددت مواقع الفشل التى تسببت فى نشر الشعور بالعجز. ففى السودان وليبيا وفى اليمن وسوريا وفى لبنان وفلسطين وفى العراق أزمات حادة تستدعى تدخلا قويا من نظام إقليمى يتحمل إلى درجة غير بسيطة جانبا من مسئولية ما حدث. صارت حاجة هذه الدول ماسة لدور تضطلع به دولتان مرشحتان لدور إنقاذ النظام وإلا انفرط لغير عودة. لا بد من لقاءات مصارحة مع مختلف القادة العرب تقود الدعوة لعقدها ومتابعة أعمالها مصر والمملكة السعودية. ويا حبذا لو تستعد الدولتان لهذه الاجتماعات بفريق من المتخصصين والدبلوماسيين الخبراء فى شئون هذه الدول قبل أن يبدأ الغرب سباقا جديدا على أفريقيا والمنطقة العربية، فتذهب الدول المنهكة فريسة سهلة فى هجمة استعمارية جديدة. لدى الدولتين معا من الخبرة وأدوات الضغط والتشجيع ما يسمح لهما بإنقاذ ما يمكن إنقاذه على صعيد النظام الإقليمى المهدد الآن بالانفراط أكثر من أى وقت مضى. أتصور أيضا أن إقامة مجلس أعلى لأمن واستقرار هذه العلاقة الاستراتيجية وحمايتها من دواعى أو تجاوزات المنافسة المشروعة بينهما اقتراح عاجل وجدير بالاهتمام.
أعتقد أن إسرائيل وأمريكا سوف ينتهزان فرصة الضعف الراهن فى النظام العربى لتصعيد حملة غرس النفوذ الإسرائيلى فى عديد الدول العربية إلى حد تتقطع عنده أواصر العلاقات العربية العربية. بعد قليل ينفرط النظام الإقليمى العربى.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحو تحول فى النظام الإقليمى العربى نحو تحول فى النظام الإقليمى العربى



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة
 العرب اليوم - فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 17:07 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا وياسمين عبد العزيز يجتمعان في رمضان 2025
 العرب اليوم - نيكول سابا وياسمين عبد العزيز يجتمعان في رمضان 2025

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 العرب اليوم - كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 04:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان بن عبد العزيز يفتتح مشروع قطار الرياض

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 20:30 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط مسيرة تحمل أسلحة عبرت من مصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab