حان وقت الهندسات البيئية
الخطوط القطرية تعلن استئناف رحلاتها إلى سوريا بعد انقطاع دام 13 عامًا انفجار قرب مبنى الشرطة في ألمانيا يسفر عن إصابة شرطيين في حادثة أمنية جديدة سقوط 6 طائرات مسيرة استهدفت قاعدة حطاب في الخرطوم دون خسائر بشرية أو مادية في تصعيد لمليشيا الدعم السريع 12 إصابة في إسرائيل جراء الهروب للملاجئ بعد اختراق صاروخ يمني أجواء البلاد وارتفاع مستوى الهلع في المدن الكبرى زلزال بقوة 6.2 يضرب إحدى مناطق أمريكا الجنوبية ويثير المخاوف من توابع قوية الأرصاد السعودية تحذر من طقس شديد البرودة وصقيع شمال المملكة مع أمطار خفيفة وضباب متوقع في المناطق الجنوبية سوريا تعلن تسهيلات لدخول المصريين والأردنيين والسودانيين بدون تأشيرة وتفرض شروطًا جديدة على دخول اللبنانيين وكالة الأنباء الفلسطينية تعلن مقتل الضابط بجهاز المخابرات الفلسطيني رشيد شقو سوق الأسهم السعودية تختتم الأسبوع بارتفاع قدره 25 نقطة السعودية ترتب تسهيلات ائتمانية بقيمة 2.5 مليار دولار لدعم تمويل الميزانية
أخر الأخبار

حان وقت الهندسات البيئية

حان وقت الهندسات البيئية

 العرب اليوم -

حان وقت الهندسات البيئية

بقلم - نجيب صعب

بينما يستمر الحديث عن الحدّ من الانبعاثات الكربونية المسببة للتغيُّر المناخي وكأنه مشكلة للمستقبل، يعمل العلماء على استنباط حلول لتحدّيات بيئية تواجهنا اليوم. من هذه التحدّيات آثار ارتفاع درجات الحرارة على البنى التحتية، من طرقات وشبكات ماء وكهرباء وصرف صحّي.
ويؤكد التقرير الأخير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيُّر المناخ أنه، حتى لو نجح العالم في تحقيق هدف وقف معدّل ارتفاع الحرارة عند درجة ونصف الدرجة قبل نهاية القرن، فهذا المعدّل العالمي العامّ يخفي تغيُّرات موضعيّة متطرّفة، لأنه، أبعد من المعدّلات، بدأ العالم يشهد، في السنوات الأخيرة، عواصف وأعاصير وفيضانات وموجات جفاف وحرارة لم يعهدها قبلاً، من حيث حجمها وسرعة تكرارها. ويتوقّع علماء الأرصاد تفاوتاً في المعدّلات الوسطية لارتفاع الحرارة، لتصل في بعض المناطق، ومنها الشرق الأوسط، إلى أضعاف المتوسط العالمي. وفضلاً عن المتوسط والمعدّلات؛ فمن المتوقع أن تضرب موجات الحرّ المتطرّفة بلدان الشرق الأوسط بمستويات غير مسبوقة، وعلى فترات طويلة، بحيث تتجاوز الحرارة الفعلية في الصيف 50 درجة مئوية على مدى أسابيع، وصولاً إلى 60 درجة في بعض الأيام. ومن دون تدابير استباقية، ستصبح بعض البلدان غير صالحة للحياة.
درجات الحرارة المتطرّفة ستجعل من الضروري إجراء تعديلات في أنظمة السكن وشبكات الخدمات والمواصلات وأساليب الإنتاج الغذائي والرعاية الصحية. وليست الحرارة المرتفعة التحدّي الوحيد، إذ إن التغيُّرات المناخية تتسبب بسيول وفيضانات متكرّرة تحصل بصورة مباغتة، كما هي الحال في بعض الدول العربية. ومع أن الحالات المتطرفة ليست حدثاً يومياً؛ فالمهندسون لا يضعون تصاميمهم بناءً على معدّلات وسطية، بل على أساس قدرة احتمال الحالات القصوى، من وزن أو سرعة رياح أو جريان مياه أو درجة حرارة.
من المشكلات التي تواجه الدول العربية دوريّاً السيول التي تُغرِق الطرقات وتتسبب بأضرار كبيرة في المنشآت، فضلاً عن تعطيل حركة الناس والبضائع. واللافت أن بعض المسؤولين لا يتذكّرون تغيُّر المناخ إلا في هذه المناسبات؛ إذ يحمّلونه مسؤولية الكوارث الطبيعية، بقصد التملُّص من المسؤولية. صحيح أنّ التغيُّر المناخي يتسبب بتكرار وتيرة حدوث السيول والفيضانات وزيادة حدّتها، لكن المشكلة في معظم الأحيان سابقة لهذا ولا علاقة لها به؛ فهي تعود إلى تنظيم المدن والبنى التحتية غير الملائمة لطبيعة الطقس وأحواله، قبل أن تكون مشكلة مناخ.

استضافني أخيراً برنامج تلفزيوني للحديث عن الخراب الذي أحدثَتْه السيول الناجمة عن الأمطار الغزيرة في بعض المدن العربية؛ فشرحت أن المشكلة أساساً مرتبطة بالتقلُّبات الطبيعية للطقس قبل أن تكون قضية تغيُّر في المناخ، وهي غالباً نتيجة لأخطاء في تصميم المدن والطرقات والبنى التحتية. ففي معظم الحالات، أكان في الإسكندرية أو الحسكة أو عمّان أو مسقط أو دبي، ليست السيول حالة جديدة. ما تغيّر أنها كانت تضرب بحدّة كل عشر سنوات أو عشرين سنة، فصارت تأتي كلّ سنتين أو ثلاث. لكن ما يجعل أضرارها أكثر ضخامة أن الامتداد العمراني وصل إلى مناطق كانت محمية في الماضي، وفي حالات كثيرة سدّت الأبنية المجاري الطبيعية للسيول.
كما أن شبكات الصرف الصحّي وجمع المياه لم تتطوَّر لتواكب الامتداد العمراني، فبقيت «البنى التحتية» قاصرة عن تلبية احتياجات «البنى الفوقية». أما المشكلة الكبرى، فهي أن هذه الشبكات صُمّمت غالباً وفق «معدّلات» الأمطار، ولهذا فهي لا تتحمّل الحدود القصوى. والمشكلة الأخرى لفيضانات الطرقات في المدن أن شبكات الصرف، حيث وُجدت، تستقبل المياه المبتذلة ومياه الأمطار في أنابيب واحدة، مما يتسبب بهدر المياه العذبة، إلى جانب إغراق الطرقات لتجاوز القدرة الاستيعابية للشبكة. الحلّ في بلدان تعاني نقصاً حادّاً في المياه العذبة، مثل بلداننا العربية، فصل شبكة المياه المبتذلة عن مياه الأمطار. ففي حين تتطلب معالجة مياه المجارير عمليات معقّدة ومكلفة لتنقيتها وإعادة استعمالها، يتيح جمع مياه الأمطار عبر شبكة مستقلّة استخدامها للري والحاجات المنزلية بكلفة بسيطة. كما يمكن تحويل مياه الأمطار المجمّعة إلى خزانات المياه الجوفية والآبار حيث وُجدت. وتزيد الحاجة إلى هذه التدابير مع تغطية مسطّحات الأسفلت والإسمنت لمعظم المساحات في المدن، مما يمنع تسرُّب مياه الأمطار طبيعياً إلى باطن الأرض. ومن المؤشرات الواعدة أن مصر بدأت إدخال «شبكة الحصاد المطري» في برامج التطوير الحضري، وهي تجربة رائدة في المنطقة العربية.
قرأتُ تقريراً حديثاً عن تجارب بدأ تطبيقها في أستراليا لمواجهة آثار ارتفاع درجات الحرارة والفيضانات على الطرق. فالارتفاع الشديد في الحرارة يؤدي إلى ذوبان الأسفلت وتشقّقه، مما يجعله عرضة للتفكُّك والتعرية حين تتبع موجة الحرّ أمطار وانخفاض في الحرارة. ومن الأساليب الناجحة التي طوّرها المهندسون الأستراليون لمعالجة المشكلة ضخّ الهواء والماء البارد في الزفت الساخن أثناء فرشه على الطرقات، مما يساعد في تقويته وتثبيته، مع احتفاظه بالمرونة. وقد تبيّن أن الأضرار بعد موسمي الحرّ والأمطار تراجعت على نحو كبير هذه السنة في الطرقات حيث طُبّقت التقنية الجديدة. ومن الحلول التجريبية الأخرى في أستراليا إضافة قطع صغيرة من السيراميك فاتح اللون على خلطة الزفت، مما يعكس أشعّة الشمس ويخفّف من حرارة الطريق المعبّدة والمناطق المحيطة. وفي إحدى المدن الأسترالية نجم عن هذا التدبير تخفيض الحرارة بمعدّل عشر درجات في منطقة تعاني من ظاهرة «الجزيرة الحرارية»، حيث تعرقل الأبنية المرتفعة حركة تدفُّق الهواء.
ليست هذه التدابير رفاهية علمية؛ إذ إن اعتمادها يوفّر المليارات من فاتورة صيانة الطرق وتصليح الأضرار الناجمة عن ارتفاع الحرارة والسيول. ومن المتوقّع أن تتجاوز الكلفة الإضافية لصيانة الطرقات في أفريقيا وحدها 200 مليار دولار سنوياً.
معظم المنشآت والبنى التحتية في بلداننا اليوم لا تتناسب مع تقلّبات الطقس وأحوال الطبيعة الحاضرة؛ فماذا نفعل لنجعلها جاهزة للصمود أمام الآثار الحقيقية لتغيُّر المناخ؟
* الأمين العام للمنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) رئيس تحرير مجلة «البيئة والتنمية»

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حان وقت الهندسات البيئية حان وقت الهندسات البيئية



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟

GMT 08:43 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

باكايوكو بديل مُحتمل لـ محمد صلاح في ليفربول
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab