بقلم - محمد أمين
في أجندتى قضايا كثيرة يمكن الكتابة فيها أو الكتابة عنها.. منها قضية ضرب ممرضات مستشفى قويسنا وما صاحبها من تداعيات وردود أفعال، ومنها اشتعال سوق الذهب وتأثيراته على الحياة الاجتماعية للشباب المقبلين على الزواج في مصر، ومنها قفزات الدولار وتأثيرها على اقتصادنا القومى، وأخيرًا حوار مع جزار، يرى أن الشغلانة باظت، وقد تكون لها مناسبة أخرى.. ولكن تبقى قضية انتخابات اتحادات الطلبة، اليوم، هي الأَوْلَى بالاهتمام والأَوْلَى بالكتابة.. ربما لأنها أول ممارسة ديمقراطية لطلبة الجامعات في الحياة، بما ينعكس على حالة اليقين في المستقبل، وربما لأنها المفتاح الحقيقى لنهضة مصر، سياسيًّا!.
فمنذ زمن بعيد، ونحن نهتم بانتخابات اتحادات الطلبة في الجامعات المصرية، وقد عاصرتها طالبًا، وشاركت فيها طالبًا في المدرسة والجامعة، وكانت تحظى بتغطية صحفية كبيرة، وعشت حالة التدخل السافر في الانتخابات من جانب الجامعة والعميد وأمن الجامعة، والتى كان يديرها من الخارج آخرون بالريموت كنترول!.
وأمس، انطلقت انتخابات الاتحادات الطلابية على مستوى الجامعات وفقًا للجدول الزمنى الذي اعتمده وزير التعليم العالى، حيث أُعلنت الكشوف النهائية للانتخابات، وتنافس فيها الطلاب بالجامعات والمعاهد خلال العام الدراسى الحالى، وطبعًا بعد رجوع أصحاب التظلمات، وحذف الأسماء المطعون فيها بطعون مقبولة.. وبعد الموافقات على الأسماء من كافة المستويات التي تحكم العملية الانتخابية!.
وهناك ضوابط حددت حالات بطلان بطاقة التصويت، بالإضافة إلى النصاب القانونى اللازم لصحة إتمام الانتخابات الطلابية، وشروط صحة الانتخابات، وضرورة حضور الأغلبية المطلقة لعدد الطلاب الذين لهم حق الانتخابات في كل سنة دراسية، وإذا لم يكتمل النصاب تؤجل الانتخابات إلى اليوم التالى، ويُشترط لصحتها حضور 20%، أو عدد ألف طالب من الطلاب الذين لهم حق التصويت!.
والأمل أن تكون انتخابات اتحادات الطلاب نموذجًا للمستقبل، وليست شكلًا فقط، فلا يكون فيها تزوير ولا تكون فيها تدخلات إدارية من جانب الجامعة، حيث يتم شطب بعض الطلاب بحجج واهية، ودفع طلاب آخرين لهم ولاءات معينة لرئيس الجامعة والعميد وخلافهما.. أو أن يتم اختيار الاتحاد من أمناء وأمناء مساعدى لجان الأنشطة، الذين كانوا قد تم اختيارهم أساسًا بمعرفة رئيس الجامعة والعميد أو وكيل الكلية لشؤون الطلاب، وهو تزوير مسبق لنتائج الانتخابات، لا يقدم نموذجًا جيدًا للعملية الديمقراطية، التي من أجلها كانت الانتخابات الطلابية!.
وأخيرًا، لا نريد تضييع الوقت في شكليات، وإجراء انتخابات معلومة النتائج مسبقًا لأنها تضر الوطن وتضر الشباب وتعلمهم التزوير والتمسك به «نموذج حياة».. نريد بناء حياة ديمقراطية سليمة، بدايتها تكون من انتخابات اتحادات الطلاب لأنها أول ممارسة ديمقراطية في حياة شباب المستقبل!.