بقلم - محمد أمين
لم تعد تحتاج للذهاب إلى السفارة السعودية لتحصل على تأشيرة الحج والعمرة، ولم نعد نشاهد الطوابير أمامها.. لا تكلف نفسك الانتقال من بيتك.. أصبحت التأشيرة عند أطراف أصابعك.. قطعت السعودية شوطًا كبيرًا للتيسير على ضيوف الرحمن.. لم أذهب إلى العمرة أو إلى الحج منذ سنوات الكورونا وحتى الآن، فاستبدّ بى الشوق والحنين!
أذكر أنه نفس الشعور الذى اجتاحنى منذ سنوات، ولم أكن أعرف كيف أتصرف وقد أصبحنا فى موسم الحج.. وفى الصباح اتصل بى المهندس صلاح دياب، كأنه كان يسمعنى، وقال لى: تحب تروح الحج؟.. قلت: وهل هناك من يقول لا؟.. قال: إذن جهز باسبورك وسيتصلون بك!
أعترف بأن اتصال المهندس صلاح فاجأنى، جلست شاردًا أكلم نفسى، من أنبأه أننى فى شوق إلى الحج؟.. اعتبرتها جائزة خاصة، لاسيما أنها غير مسبوقة ولا متكررة، أدركت أن عليك أن تنوى والباقى على الله.. هو يتكفل بك عن طريق طيبين ينفذون مشيئة الله.. وبعد يوم أو يومين تواصلت معى شركة السياحة، تقول إننى سأذهب معها للحج.. كنت قبلها أنام وأنا أقول: لبيك اللهم لبيك، وتم عمل برنامج الزيارة، من أروع البرامج لزيارة البيت الحرام!
هذه الأيام قرأت عن أصدقاء سافروا للعمرة، وأبلغونى بأنهم دعوا لى فى الروضة الشريفة، وآخرون دعوا لى أمام الكعبة.. تجدد الشوق للزيارة، وأضمرت الحكاية فى صدرى، وكانت المفاجأة أن ابنى المهندس هانى القادم من بلجيكا يقول لى: فين الباسبور يا بابا؟.. قلت: لماذا؟.. قال لى: ستعرف حالًا.. بعد عشر دقائق قال: هذه تأشيرتك للعمرة، وبعد دقائق أخرى قال: وهذه تذكرة مصر للطيران، وهذا حجز الفندق وقطار الحرمين.. وما عليك إلا أن تذهب إلى المطار بشنطتك!
قلت له: كتير يا ابنى.. قال إنها أقل شىء أقدمه لك.. شكرت الله، وقلت: كريم رسول الله والله أكرم، فهل فقير بين الكريمين يُحرم؟.. أعرف أنها تدابير الله عز وجل، وأنه يُسخر لنا أدواته، كما سخرنا نحن أيضًا لتنفيذ مشيئته!.. حمدت الله وجلست أُكبر وأُلبى، وأنا أشعر بالسعادة لأن ابنى جاء دوره ليكرمنى كما أكرمت أبنائى جميعًا، وربيتهم تربية صالحة، وحرصت على تعليمهم بشكل جيد من مال طيب لم يتلوث!
أقول هذا الكلام من قبيل الامتنان، فأنا ممتن للمهندس صلاح دياب، وممتن لابنى كما أنه كان ممتنًا لى، والدنيا كلها على هذا الوضع.. المهم أن تُشعر من حولك بالامتنان ليشعروا تجاهك بالوفاء والعرفان!
باختصار، ارمِ حمولك على الله واطلب منه هو كل شىء، فالعبد فى التفكير والرب فى التدبير، واحمد الله واشكره، وكرر طوال الوقت دعاء «كريم رسول الله والله أكرم»، وكن واثقًا من الاستجابة.. إذا كنت شابًا تريد الزواج، أو كنت شيخًا تريد الحج أو العمرة، فالله هو الكفيل وفعال لما يريد!.