بقلم : محمد أمين
ذكّرنى الزميل، الأستاذ حمدى حمادة، والسيدة إقبال جمال بدوى بالذكرى السابعة عشرة لرحيل الكاتب المؤرخ جمال بدوى، وانبرى الزملاء يكتبون على صفحاتهم شيئًا من ذكرياتهم مع الأستاذ جمال بدوى، فمَن يكتب عن نضاله الصحفى وتاريخه، وسيرته ومسيرته فى جريدة الوفد، ومَن يكتب عن الإنسان وطيبة قلبه، رغم أنه كان يثور لأبسط الأشياء، وكان الأستاذ عباس يقول له: صحتك يا حاج جمال حتى يهدأ!.
وحكى حمدى حمادة قصة استقالته فى واقعة منع الأستاذ هيكل من الكتابة فى الوفد بعد أن اتفق معه الأستاذ جمال، وهى قصة معروفة رويتها فى وقت سابق كاملة، واعترف فؤاد باشا أنه هو الذى منع مقال هيكل، كنوع من الترضية للأستاذ جمال، وحتى يثنيه عن الاستقالة ولكنه أصر وغادر الوفد، ولم يعد إليه تحت أى ضغط!.
كثير من تلاميذه ومحبيه كانت لهم تعليقات على ما كتبه حمدى حمادة، كلها تفيض بالحب والعرفان والذكريات الطبية.. وهذه مناسبة للإشارة إلى بعض سيرة ومسيرة الأستاذ جمال، فهو كاتب ومؤرخ مصرى شهير، الاسم الكامل للكاتب هو (محمد جمال الدين إسماعيل بدوى).
وكان الأستاذ عباس حين يذكر اسمه يذكره كاملًا ليبين لنا أنه كان عشرة عمر ويحفظ اسمه كاملًا ويعرف كثيرًا من تاريخ حياته.. فقد عملا معًا فى الإمارات وأسسا جريدة الاتحاد، وبعد عودتهما جميعًا إلى مصر أسسا معًا صحيفة الوفد برئاسة تحرير مصطفى شردى وبرعاية الأستاذ مصطفى أمين.. وُلد الأستاذ جمال فى مدينة بسيون فى محافظة الغربية يوم 12 فبراير 1934، ودرس الأدب، كما أنه كتب دراسات تاريخية.
يُعد جمال بدوى من أشهر المؤرخين فى العصر الحديث.. كتب فى الشأن العام والتاريخ والسياسة والفكر، وقدم البرامج فى الإذاعة والتليفزيون، ولُقب بشيخ الصحافة المتحرر. ونال على عطائه الغزير وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، من الرئيس حسنى مبارك عام 1995، كما حصل على الجائزة الأولى من جريدة «الشرق الأوسط» عن أفضل مقال نُشر عام 1996، وحاز كتابه «أنا المصرى» أوسكار أفضل كتاب،
ونشأ وتعلم فى كتاتيب بسيون ومدارسها الأولى، وتخرج فى كلية الآداب جامعة القاهرة- قسم الصحافة عام 1961، وأثناء دراسته اختاره مصطفى أمين للعمل فى أخبار اليوم. وانتُدب عام 1972- مع آخرين- إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لإصدار صحيفة «الاتحاد»، وعاد عام 1981 إلى أخبار اليوم، وشارك عام 1984 فى تأسيس صحيفة الوفد مع الراحل مصطفى شردى، وعمل مديرًا للتحرير، ثم رئيسًا للتحرير عام 1989، إلى أن استقال، وعاد إلى «أخبار اليوم»، وتخصص فى كتابة الدراسات التاريخية فى صحف مؤسسة أخبار اليوم ومجلة «المصور» بدار الهلال أسبوعيًّا والجمهورية والاتحاد الإماراتية والشرق القطرية. أسس الراحل جمال بدوى جريدة «صوت الأزهر» عام 1999.
أصدر الراحل عدة كتب، منها «فى دهاليز الصحافة»، و«الطغاة والبغاة»، و«مصر من نافذة التاريخ»، وغير ذلك، ودفع ثمن كتاباته من صحته، وأنتم تعرفون الحادثة الشهيرة على طريق صلاح سالم!.