بقلم : محمد أمين
تقتضى الأمانة أن أعترف بأننى وقعت في خطأ أمس، وكان لابد من تصحيحه اليوم، فقد ذكرت أن مستشفى عين شمس التخصصى أجرى أول عملية لزراعة الكلى منذ أيام، وقد نبهنى لهذا الخطأ الإعلامى الصديق أحمد إبراهيم، الناشط في المجال الطبى، وقال إنها أول عملية لزراعة الرئة في مصر، والصديق العزيز يعرف تقريبًا معظم أطباء مصر ويعرف تخصصاتهم، وربما أيضًا يعرف جذورهم الريفية، ولعله التقى بهم على موجات إذاعة الشرق الأوسط التي يغرد من خلالها لجمهور الإذاعة!
ودون أن أقدم أعذارًا عن ارتباط الكبد والكلى في العقلية المصرية، وتلازم الاثنين معًا عند الكتابة، أقول إننى كتبت منذ أسبوع مقالًا بعنوان «نصر طبى جديد»، وخصصت المقال عن زراعة الرئتين، وأشدت بالفريق الطبى الذي أجرى العملية الناجحة، وحين كنت أكتب عن مستشفى الكبد تذكرت الواقعة وأشرت إليها وتنبأت بزراعة أول كبد في مصر في شربين، وفى الحقيقة هم مستعدون لها من الآن بالفريق الطبى الكفء، وإن كانت تنقصهم الميزانية لشراء بعض الأجهزة والمعدات!
على أي حال هي فرصة للكتابة من جديد عن إمكانيات مستشفى الكبد المصرى، فهم أيضًا يتعاملون في جراحات السمنة المفرطة ويجرون العمليات الخاصة بها، والدكتور جمال شيحة يقول إنها عمليات بسيطة، وقد أجرينا عشرات العمليات، لا يموت منها أحد.. وكان ذلك على هامش تساؤلات الزملاء عن أسباب الوفيات من عمليات السمنة المفرطة، وذكرنا بالمناسبة حالة وديع وسوف ابن الفنان جورج وسوف.. فقال: نحن نجرى هذه العمليات هنا، وقدم لنا دكتورة ميادة التي اعتبرها أول طبيبة جراحة تُجرى عمليات كبد، وسألها: هل أنت مستعدة في فريق زراعة الكبد؟ قالت دون تردد: من الآن!
وبمناسبة ذكر وديع وسوف، أقدم خالص العزاء والمواساة للفنان جورج وسوف، سلطان الطرب، وأعتذر له بالنيابة عن عدد كبير من الإعلاميين المصريين الذين أساءوا إليه بالكلام عن طقوس العزاء التي تُعتبر من تقاليد الأشقاء في لبنان، واقول له: لا تحزن، فهؤلاء يجرون وراء التريند في وقت غلط، بينما هناك من يحتاج للطبطبة والمواساة ومسح دموعه!
الكلام عن العزاءات وعن الديانات نوع من الجليطة لا ينبغى السقوط فيها.. ومواساة الناس أولى، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، أو التزام الصمت على الأقل!
وقد سعدت أن هناك تعاونًا بين مستشفى شربين وأحد علماء اليابان في مجال البحث العلمى، وقد خصص الدكتور شيحة دورًا كاملًا للبحث العلمى، صممه البروفيسور اليابانى ونفذه الدكتور شيحة، ووضع اسم العالم اليابانى عليه مع علم اليابان!
لا أريد أن أتحدث عن مستوى النظافة، فهو شىء مفروغ منه ونحن نتكلم عن مستوى عالمى.. وقد أثرت الموضوع عندما طلبت دخول الحمام لأطمئن، فمستوى النظافة يُعرف من الحمامات والمطابخ.. وقد فعل الشىء نفسه الدكتور محمد غنيم عند زيارته، فلما خرج قال: ممتاز.. والدكتور غنيم في المنصورة رمز كبير لكل المراكز الطبية والبحثية، وهو أيقونة لكل الأطباء. وكما قال الدكتور جمال: هو الأستاذ والرمز لنا جميعًا، فقد رفع اسم المنصورة كمدينة للطب من المستوى المحلى إلى المستوى العالمى!.