حدث فى «الويك إند»

حدث فى «الويك إند»!

حدث فى «الويك إند»!

 العرب اليوم -

حدث فى «الويك إند»

بقلم : محمد أمين

سافرت فى الويك إند إلى قريتى.. كان الموضوع الذى سيطر على مناقشات الحضور هو هجرة بعض شباب القرية إلى إيطاليا.. جلست أستمع إلى الحكايات.. كيف سافروا ومَن الذى رتب حكاية السفر من هنا إلى ليبيا، ثم من ليبيا إلى إيطاليا عبر البحر المتوسط؟!.

لا أخفى أننى أحسست بمرارة وألم شديدين لأن الشباب القادر على العمل يسافر إلى إيطاليا عبر البحر فى رحلة الموت.. وعرفت أن أحد المتعهدين يأخذ مبلغًا ماليًّا مقابل توفير وسيلة السفر ثم الحصول على الباقى، عندما يجد فرصة عمل.. وكان السؤال: من أين أتى الشباب بالأموال؟.. قالوا إن بعض الأهالى باعوا أرضهم لتوفير مبلغ السفر!.

السؤال: هل أصبح من السهل على الفلاحين بيع أراضيهم بهذا الشكل؟.. قال أحد «المتكلمين» ساخرًا: إيه اللى رماك على المر؟.. هؤلاء الشباب لا يجدون أى وسيلة للعمل هنا.. لا عمل حكومى ولا عمل خاص!، وسألت مرة أخرى: وكيف يغامرون بهجرة غير شرعية وغير مضمونة؟.. وسمعت كلامًا لا أستطيع أن أنشره، أقله هم يموتون هنا بلا عمل ولا مستقبل!.

المثير أن هؤلاء الشباب ومَن يعاونونهم ابتدعوا وسائل وحيلًا للهجرة خلسة، متجاهلين المخاطر التى تترتب عليها، منها الاختباء فى أماكن خطرة فى المركبات والمراكب المطاطية والقطارات أو حتى فى مخابئ عجلات الطائرات، وهى من بين أخطر المغامرات التى يمكن أن يقدم عليها المهاجرون!.

لم أستطع تقديم أى حلول لأبناء قريتى فى هذه الإجازة الخاطفة.. ولم أملك لأهاليهم غير الدعاء بسلامة الوصول.. وكان من ضمن المهاجرين شباب من الأقرباء.. طلبوا منى توفير عمل لهم أكثر من مرة، وكان الأمر ينتهى بالفشل.

فكيف تأخذهم إيطاليا، وتوفر لهم العمل المناسب والدراسة والتعليم، بينما نحن كنا نتملص من مسؤوليتنا بإيجاد عمل لهم؟، ثم نقضى الوقت نتسلى بقصص وحكايات ثم نضحك وندخل فى موضوع آخر؟!.

لا أعفى نفسى من الشعور بالمسؤولية، وقد كنت أستمع إليهم وأبدى بعض الدهشة، كيف حدث هذا؟.. المهم أننى سمعت أخبارًا سارة بأن فلانًا وصل وأن ابن فلان وصل أيضًا.. شعرت بالراحة أن أحدًا لم يغرق فى البحر!.

وحزنت أننا ضحينا بهؤلاء الشباب، فلم نوفر لهم أى وسيلة للعمل والعيش والزواج، وتركناهم يبيعون الأرض ويهاجرون عبر البحر فى مراكب مطاطية، كانت فرص النجاة منها ضئيلة!.

هذه رسالة إلى الحكومة: هل يصح أن نترك الشباب يواجه مصيره، بينما هناك دولة أخرى تنشئ لهم مراكز التدريب، وتعدهم من جديد للانتظام فى الدراسة، وتقنن لهم الهجرة إلى أراضيها، فينتظمون فى طاقة العمل هناك؟!.

هل كان كثيرًا أن نُنشئ مراكز تدريب لتخريج عمالة فنية مدربة، صالحة لسوق العمل للحصول على وظائف توفر لهم لقمة العيش؟.

ولماذا لا تكون لدينا وزارة للعمالة الفنية، ترعى هؤلاء الشباب، بدلًا من توزيع الإعانات على العمالة غير المنتظمة، فكما يُقال: لا تُعطنى سمكة، ولكن علِّمنى كيف أصطاد؟!.

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حدث فى «الويك إند» حدث فى «الويك إند»



نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 12:43 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

السودان .. وغزة!

GMT 11:36 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

عودة النّزاع على سلاح “الحزب”!

GMT 11:38 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

ماذا تفعل لو كنت جوزف عون؟

GMT 15:55 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

زلزال عنيف يضرب إسطنبول بقوه 6.2 درجة

GMT 02:27 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الأربعاء 23 إبريل / نيسان 2025

GMT 11:52 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

ثمة ما يتحرّك في العراق..

GMT 15:56 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب ولاية جوجارات الهندية

GMT 15:51 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

وفاة الإعلامى السورى صبحى عطرى

GMT 15:48 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

"بتكوين" تقفز لأعلى مستوى فى 7 أسابيع

GMT 03:26 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

غارات أميركية تستهدف صنعاء وصعدة

GMT 03:29 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الخميس 24 إبريل / نيسان 2025

GMT 03:24 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

قتلى وجرحى في انفجار لغم أرضي شرقي حلب

GMT 01:13 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

جليد القطب الشمالي يسجل أصغر مساحة منذ 46 عاماً

GMT 03:46 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

ارتفاع حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي لـ23 شخصًا

GMT 12:58 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (103) رحيل الحبر الأعظم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab