بقلم : محمد أمين
الرئيس كيم معروف بأنه يحاول أن يظهر بمظهر الرجل القوى الصارم، لكنه أمام موت معلمه لم يتمالك نفسه من البكاء على معلمه المارشال هيون شول هيى، وذهب معه إلى المقابر ليلقى عليه نظرة الوداع، دون أن يرتدى كمامة.. ولم يغادر المقابر حتى أهال عليه التراب وهو متأثر بشدة!.
هذه لحظة من اللحظات الإنسانية النادرة التي لاحظ فيها الكوريون دموع كيم، مع أنه ضرب آخرين بالمدافع انتقامًا منهم، وهو الرجل المرعب الذي يهدد بفناء العالم وإطلاق السلاح النووى.. ولكنه كان ضعيفًا أمام موت معلمه، فشيّعه إلى مثواه الأخير وعاد صامتًا، بعد أن واسى أسرته وقدم لهم واجب العزاء!.
ليست هذه أول مرة يحضر فيها «كيم» واجب عزاء، ولكن هذا هو أستاذه وصاحب الفضل عليه.. فالموت في كل جانب حول كيم وبعضهم من مصابى كوفيد.. والغريب أن كوريا الشمالية لم يضربها وباء كورونا مع العالم، ولكنه ضربها متأخرًا!.
كما أن كوريا الشمالية لم تقم بتلقيح سكانها البالغ عددهم 25 مليون نسمة، لأن كوريا رفضت اللقاحات التي قدمتها منظمة الصحة العالمية.. وأعلنت بيونج يانج عن أول إصابة بفيروس كورونا في 12 مايو، بعد إغلاق تام ومستمر للبلاد منذ عامين!.
فرق كبير بين الإعلان عن إصابات ووفيات كورونا وبين عدم الإعلان.. ما قيل حتى الآن إن هناك إصابة واحدة بينما الإغلاق تم على مدى عامين.. فهل يخشى كوفيد أن يدخل بيونج يانج؟.. وهل يخشى من لقاء كيم؟.. هل نجح الإغلاق إلى هذا الحد في تحصين كوريا؟.. ولماذا أرسلت منظمة الصحة العالمية التطعيمات لبيونج يانج؟!
والسؤال الأهم: لماذا رفض «كيم» تطعيمات منظمة الصحة العالمية، بينما شعبه يحتاج إليها؟.. هل فعلها حتى لا يعرف الغرب عدد المصابين والوفيات؟.. ولماذا هذه السرية وهذا الحصار الرهيب؟.. وما هي المشكلة أن يتم إحصاء المصابين والوفيات، خاصة أن أمريكا أعلنت عن فقدان مليون مواطن في مواجهة كورونا؟! كما أنها الدولة الأكبر في العالم التي دفعت ثمنًا باهظًا، سواء في عدد الوفيات أو المصابين أو تكلفة المواجهة!.
هل كان يشعر بالهزيمة إن دخلت كورونا بلاده؟.. هل هو الآن يشعر بالنصر وهو يواجه كوفيد بثبات واستقرار على مدى عامين؟.. هل يشعر بأن الإغلاق كان ناجحًا وناجعًا في حصار الوباء العالمى؟.. هل كان على حق عندما منع مفتشى منظمة الصحة العالمية من التفتيش والمتابعة وتقديم النصيحة الطبية؟
على أي حال، هذه طريقة حكم أثبتت فشلها، فالعالم كله يتشارك لمواجهة الوباء، وبدلًا من الإغلاق والسرية ورفض التطعيمات، كان يجب أن يفعل المستحيل لإنقاذ شعبه، حتى لا يرى العالم دموعه كثيرًا على الوفيات!.