من أى أبواب التاريخ

من أى أبواب التاريخ!

من أى أبواب التاريخ!

 العرب اليوم -

من أى أبواب التاريخ

محمد أمين
بقلم : محمد أمين

لا نقل الوزارات إلى العاصمة الإدارية وحده سوف يفتح باب التاريخ للرئيس السيسى، ولا الإصلاح الإدارى والاقتصادى سيفعل ذلك، ولا تغيير خريطة مصر وخروجها من الشريط الضيق حول النهر الخالد.. إنما سيدخل التاريخ من أى باب شاء إذا قدم نظامًا سياسيًا يسمح بانتخاب الرئيس، ويبنى مؤسسة رئاسية، دون أن ندخل فى أى دوامات.. وهذا هو الجهاد الأكبر!

صحيح أن نقل الوزارات عمل جبار لم يقدر عليه غيره.. وصحيح أن تغيير خريطة مصر لم يحدث بهذه الطريقة منذ مئات السنين.. وصحيح أن خروج مصر من الشريط الضيق شىء غير مسبوق.. كل هذا كفيل بأن يدخله التاريخ.. ولكن ستبقى المسألة الأهم وهى بناء نظام ديمقراطى، يضمن سلاسة انتقال السلطة بشكل مؤسسى، دون أن يقفز عليها أحد.. كما حدث فى 25 يناير!

معلوم أن السيسى دخل التاريخ منذ انتخابه رئيسًا.. ومعلوم أنه دخل التاريخ منذ طرد الإخوان وتحرير البلاد منهم.. ومعلوم أنه دخل التاريخ لأنه حافظ على هوية مصر.. لكنه دخل من باب ربما دخل منه آخرون.. الجديد هنا أنه سيدخل من أى باب شاء، دون أن يزاحمه أحد.. هذا هو باب المجد. حين لا يزاحمه فيه أحد إطلاقا!

وقد أحسست أن الرئيس يبحث عن الطريقة.. ويلجأ إلى مراكز الأبحاث المصرية، ويطلب منهم رؤية، بحيث يحدث هذا الانتقال السلس بعد أداء مهمته الوطنية، وانتهاء فترته الدستورية.. وقد التقى بقيادات المركز المصرى للدراسة السياسية والاستراتيجية، على هامش المنتدى العالمى للشباب.. وراح يسمع منهم، وكأنه يبحث عن ضالته فعلا!

فالرئيس يريد أن يؤسس لدولة قوية تنهض بالعلم والبحث، وتعتمد على الذكاء الاصطناعى.. وكأنه ينقل التجربة الأمريكية بطعم مصرى.. تراعى خصوصية الدولة والشعب معًا.. الاستعانة بمجموعات التفكير.. وطلب فى هذا الصدد تأسيس أكثر من مركز دراسات.. بحيث لا يكون عندنا مركز الأهرام أو المركز المصرى فقط.. إنما عشرات المراكز التى تقدم الرؤى لخدمة الوطن!

ولا أخفى عليكم أننى خشيت أن يكون المركز المصرى بديلا لمركز الأهرام للدراسات.. كما أراد البعض حول الرئيس أن تكون بعض الفضائيات بديلا لماسبيرو.. كأنها مؤسسات موازية.. حتى قال أصدقاء إنه طلب مزيدا من مراكز الأبحاث فى لقاء شرم الشيخ.. معناه أن الرئيس يريد أن يكون منفتحًا على الكل.. ويريد بناء دولة عصرية قوامها العلم، وليست دولة عشوائية!

باختصار، هذا أحد أسباب شعورى بالتفاؤل.. فالانتقال إلى العاصمة فى 2020 جميل.. وتغيير خريطة مصر رائع.. لكن التأسيس لنظام رئاسى لمصر هو الذى يدخله التاريخ من أى باب يشاء.. الأهم كيف نفعل ذلك خلال خمس سنوات.. ابتداء من الآن وليس غدًا!

arabstoday

GMT 00:23 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل و«حزب الله».. سيناريو ما بعد التوغل

GMT 00:28 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

مكاشفات غزة بين معسكرين

GMT 00:37 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

التطبيع بعد القمة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من أى أبواب التاريخ من أى أبواب التاريخ



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:35 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

GMT 08:59 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

خاسران في سورية... لكن لا تعويض لإيران

GMT 08:06 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

«بنما لمن؟»

GMT 08:54 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... الوجه الآخر للقمر

GMT 06:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

كريم عبد العزيز يفاجئ الجمهور في مسرحيته الجديدة

GMT 09:18 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

سلامة وسوريا... ليت قومي يعلمون
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab