بقلم : محمد أمين
قرأت مذكرات رؤوف غبور كلها واستفدت منها، لكننى توقفت عند قضايا مهمة كثيرة.. ولكن كان أهمها الفصل الذى يقدم فيه وصيته لمصر.. وبالتأكيد فإن شخصًا مثل «غبور» حين يقدم وصيته فأنت تستمع له وتنصت!
خاصة أن «غبور» يقدم خلاصة تجربته لبلاده التى امتدت لأكثر من 45 عامًا وكانت فيها نجاحات كثيرة.. اقتحم فيها مجالات مختلفة من الأسواق والأعمال، وتعرض لكثير من الأزمات المالية الحادة، كادت تجعله على شفا الإفلاس!
ويقدم غبور حيثيات تجعلك تأخذ نصيحته بعين الاعتبار، فيقول: «وأزعم أننى اكتسبت خبرة كبيرة فى كيفية إدارة المؤسسات المالية والتجارية والخدمية، وقد كانت هذه الخبرة فى الإدارة هى العامل الأساسى الذى انتشله من الأزمات، والعامل الأول فى نجاح استثماراته المختلفة عن نشاطه الأصلى، ويرى أن إدارة الدول لا تختلف عن إدارة المؤسسات الكبرى، ويقول إن المبادئ واحدة».
ويطرح روشتة مبادئ للإدارة المطلوب اتباعها من السلطة التنفيذية لتحقيق نهضة مصر الكبرى، خصوصًا أن مصر غنية بمواردها وثرواتها الضخمة، وإذا أُحسن استغلالها وإدارتها يمكن أن تكون فى مصاف الدول الكبرى خلال فترة وجيزة، حيث توجد لدينا طاقة بشرية هائلة لو تم إعادة بنائها من خلال خطة طويلة الأجل بحيث لا تتغير بتغير الأشخاص والوزارات، والنهوض بالتعليم والثقافة والصحة!
وتتضمن الروشتة ما يلى: إعطاء الأولوية لملفات التعليم والثقافة والصحة والاستثمار والصناعة والسياحة، والاستعانة ببيوت الخبرة المحلية والدولية!
واستهداف تحقيق معدلات نمو الناتج القومى الإجمالى لا تقل عن 10% للسنوات العشر القادمة، ووضع استراتيجيات مالية واقتصادية بالاستعانة بأكبر بيوت الخبرة العالمية مهما كانت التكلفة!
النقطة الثالثة فى روشتة غبور هى جذب الكفاءات المصرية المتميزة من الداخل والخارج لشغل المناصب العليا فى السلطة التنفيذية، والاستعانة ببيوت الخبرة العالمية المتخصصة فى مجال الموارد البشرية، وتوظيفها فى الأماكن المناسبة لها!
ومنح صلاحيات كاملة لهذه القيادات فى إدارة أعمالهم الموكلة إليهم، والحرية الكاملة فى اختيار مرؤوسيهم وعدم التدخل فى عملهم!
بالإضافة إلى متابعة أدائهم بصفة دورية للتأكد من تحقيق الأهداف المطلوبة فى الفترات الزمنية المحددة، والنقطة الأخيرة فى وصيته هى اعتماد مبدأ الحد الأقصى للأجور، وهو القيمة السوقية للمدير فى أسواق العمل داخل مصر وخارجها.. مهما كانت تكلفة هذه الكفاءات، ويرى أن هناك عائدًا ضخمًا سوف يعود على الدولة من خلال حسن الإدارة، وتحقيق النهضة المنشودة، وأخيرًا تمنى أن يرى أولاده والشعب المصرى العظيم، مصر الغالية فى مصاف الدول المتقدمة خلال فترة وجيزة!
وفى الحقيقة هى وصية أو روشتة مختصرة ودقيقة ومفيدة لإنقاذ البلاد.. وقد لا تختلف عن وزارة رجال الأعمال التى تولاها نظيف وساهم فيها عدد من رجال الأعمال، وانتهت بهم إلى الثورة والسجن!.. هل يعيد التاريخ نفسه؟!