بقلم : محمد أمين
الرعاية الصحية أصبحت فرصة بعيدة المنال الآن.. وفرصة العلاج أصبحت شبه مستحيلة، إلا أن تكون لك مؤسسة تحميك فعلًا لا قولًا، أو تكون وراءك نقابة هى السند والظهر والحماية.. كنت أتخيل أننى بعلاقاتى يمكن أن أحل المشكلة واكتشفت أننى كنت فاهم الدنيا غلط!
بعبارة بسيطة ما لم تقدم كارنيه العلاج قد تدوخ السبع دوخات.. صحيح كان سبيل الدكتور صلاح الغزالى حرب مفتوحًا لى ولأسرتى فى أى وقت.. طبعًا أغنانى مؤقتًا لكنه لا يكفى العمليات والمسائل الأخرى.. صحيح أنه لم يتركنى لا هو ولا السيدة حرمه الدكتورة منى فريد، وظل مشغولًا بأمرى طوال الوقت حتى قلت له: «تعبتك معايا فقال إزاى ده شغلى.. وفى الحقيقة لم أفهم يعنى إيه شغله؟.. كان يقصد أنها رسالته، التى وهب نفسه من أجلها!».
ولكن ما دمت عنده فأنت لا تُسأل عن أى شىء.. ولكن الحكاية عندما تكون فى مستشفى آخر، فهو لا ينام ويظل يسأل عن المستشفى والطبيب المعالج، إن كان من تلاميذه أو زملائه ساعتها يطمئن ويهدأ ويرسل إليك برسائل الطمأنينة.. أعتقد أنه يعرف أن العلاج أصبح يفوق الحدود لأى موظف يعتمد على مرتبه ويتميز بالنزاهة ونظافة اليد، وليس لديه دخل آخر ولا تأمين!
المهم لم ينقذنى من كل هذا غير النقابة التى تعتبر الحصن الحصين والظهر والسند لكل أبنائها.. طلبت الزميل المحترم محمد الجارحى فقال: فورًا.. وعندما كلمته استرحت، فى وقت تلقيت فيه وعودًا لا معنى لها، وقال صاحب الوعود سأتحمل كل شىء فلا تقلق.. من الآخر النقابة هى الحل.. هى التى دخلت فى معركة العلاج حتى انتصرت مع تحالف النقابات الصديقة، وتم الضغط على بعض المؤسسات العلاجية حتى تم الوصول إلى صيغة عادلة ترضى الجميع!
التجربة التى مررت بها تجعلنى أكتب فى ملفات كثيرة عن دور المؤسسات فى العلاج وعن رسالة الطب والتمريض، وعن دور الدولة فى علاج المواطنين وكيف انسحبت الحكومة لصالح مؤسسات القطاع الخاص، وكيف تركت المواطن فى المواجهة وحيدًا دون سند، بحيث تبيع فيه المستشفيات وتشترى!
باختصار، عدت من كل هذا إلى أن النقابات هى الحل لدعم المنتسبين إليها، والوقوف بجانبهم فى السراء والضراء.. وتجربة نقابة الصحفيين تستحق التقدير الكبير فى ظل هذه الظروف التى تمر بها البلاد.. وغير هذا ستسمع كثيرًا كلمة «جو أون»!، وهى تعنى توكل على الله.. أو اذهب إلى الجحيم!