بقلم : محمد أمين
في أواخر كل عام، تلجأ الصحف إلى عمل كشف حساب نهاية العام، كما تفعل ذلك أيضًا بعض الشركات.. وكشف الحساب لعام 2022 يكشف أن أكثر الباحثين في مؤشرات البحث كانوا يبحثون عن اسم الملكة إليزابيث الثانية بعد إعلان وفاتها.. كان الجمهور العالمى متعاطفًا مع الملكة، يقدّر دورها ويحترمها وينزلها منزلة كبيرة.. فقد اعتلت العرش في عام 1952، وشهد عصرها تغييرات اجتماعية وسياسية هائلة، ووافتها المنية في الثامن من سبتمبر العام الحالى، وكانت أطول ملوك بريطانيا جلوسًا على العرش، فقد جلست سبعين سنة على العرش!.
تَصدّر اسم الملكة إليزابيث الثانية عناوين الصحف العربية والغربية، ونعتها معظم بلدان العالم لما كان لها من تأثير وحضور قويين على المستوى العالمى.. وقال بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعى إن خدمة موقع تويتر توقفت لوقت قصير بعد إعلان نبأ وفاة الملكة، وقد برر مختصون في تقنيات مواقع التواصل الاجتماعى ذلك بحالة التفاعل الشديد من المغردين في تلك اللحظة!.
وإذا كانت الملكة قد فازت بالمرتبة الأولى على محركات البحث، فإن شيرين أبوعاقلة قد حظيت بترتيب متقدم أيضًا في مجال البحث.. ومعناه أن الصحفية كانت رأسًا برأس مع الملكة.. وهو دليل على التقدير الكبير للصحافة في الغرب!.
ولدت شيرين أبوعاقلة في يناير عام 1971 في القدس، وتخرجت في مدرسة راهبات الوردية في بيت حنينا في مدينة القدس، وتحمل الجنسية الأمريكية.. المثير أن أمريكا قالت إنها ستجرى تحقيقات في قضية مقتل شيرين.. وانتهت مؤخرًا إلى أنه من غير الممكن تحديد الجهة التي قتلت شيرين أبوعاقلة!. وهو تواطؤ نفهمه، وتدليس نعرفه، لأن شبكة الجزيرة التي تعمل فيها أبوعاقلة اتهمت الجنود الإسرائيليين باستهداف مراسلتها «بشكل مباشر». ونقلت عن شهود عيان قولهم إن «قناصا استهدف شيرين برصاصة في الوجه، رغم أنها كانت ترتدى سترة وخوذة تحملان شعار الصحافة!.
كانت الجزيرة قد نقلت على الهواء استهداف قناص إسرائيلى لها وقتلها، بينما ذكرت مصادر إسرائيلية أن المراسلة لقيت حتفها جراء إطلاق نار عشوائى من جانب مسلحين فلسطينيين أثناء تغطية أحداث الانتفاضة الفلسطينية التي بدأت في عام 2000، والاجتياح الإسرائيلى لمخيم جنين وطولكرم عام 2002، والغارات والعمليات العسكرية الإسرائيلية المختلفة التي تعرض لها قطاع غزة!.
وهو الأمر الذي استند إليه المحقق الأمريكى لتقييد القضية ضد مجهول، بحجة شيوع الجريمة!.. كل ما سبق يؤكد أن الرأى العام لا ينسى، وأن كشف الحساب كما تضمن اسم الملكة فإنه لم يتجاهل اسم الصحفية التي تعتز بأرضها، فأصبحت رأسًا برأس مع الملكة، تسجل للتاريخ نشأتها وأعمالها كما سجلت اسم الملكة!.
باختصار، قيمة الصحافة تتجلى في هذه المقارنة البحثية البسيطة، في بلادٍ تقدر قيمة الصحافة والإعلام وتعتبرهما شريكًا أساسيًا، أما هنا ففى حوار مع الجزار يرى أن الشغلانة بااااظت!.