بقلم : محمد أمين
حالة من العشوائية أصابت المديريات والإدارات التعليمية، بسبب التخبط فى وضع امتحانات الفصل الدراسى الأول لصفوف النقل والشهادة الإعدادية.. هل هى محاولة لصناعة بعبع جديد فى مراحل التعليم المختلفة، إضافة إلى بعبع الثانوية العامة؟.. عشنا أسابيع يتداول أولياء الأمور مواعيد مختلفة لبدء امتحانات االصفوف الأولى فى المرحلة الابتدائية!
شىء لا يصدقه عقل.. فمرة يقولون الامتحانات تبدأ الأحد، ومرة يقولون الامتحانات تبدأ ٢ يناير، بشكل أربك البيوت والمدارس.. وأصبح المدرسون عجزة عن الرد على جروبات المدارس.. ولم يكن المدرسون ولا أولياء الأمور يعرفون موعد بدء الامتحانات، ولا المواد المحذوفة، ولا المواد المضافة للمجموع!
لا يوجد أحد لم يشعر بهذا الارتباك، فى ظل وجود قرارات متضاربة وحذفها وصمت المدارس، بما يعنى أنها لا تعرف الموعد الرسمى، وهى معذورة؛ لأنها السنة الأولى التى يتم فيها توحيد الامتحانات على مستوى الجمهورية، بينما هناك محافظات لها احتياجاتها وظروفها، أمَا كان أولى بكل محافظة أن يكون لها امتحانات خاصة بها، حتى نتفادى مطبات نهاية العام؟!
أتحداك أن تعرف المواد الأساسية وغير الأساسية ونحن على أبواب الامتحانات، مع العلم أن المديريات انتهت من وضع الأسئلة وطباعتها إضافة إلى تشكيل الكنترولات وإعداد قوائم اللجان الامتحانية، كما أعدت المديريات قوائم الطلاب وأرقام الجلوس!
السؤال: ما المصلحة فى هذا الارتباك؟.. وما المصلحة فى حالة العشوائية التى تسيطر على المدارس والبيوت وأولياء الأمور والطلاب والمدرسين؟.. ما الرسالة التى تريد الوزارة أن تصل للجميع؟.. للأسف، ليست هناك رسالة واضحة.. هل تريد الوزارة أن تكون المدارس مستعدة طوال الوقت؟.. هل هو اختبار للعمل تحت ضغط، أم أنها محاولة للبحث عن بعبع يشغل البيوت فى أمور التعليم، أم هو تدريب للمدارس للعمل فى حالات الطوارئ؟!
لا أتصور أن الارتباك أصبح هدفًا وغاية عند وزارة السيد محمد عبداللطيف، ولا أتصور أن هناك من يفكر فى صناعة أزمة.. الملاحظ أن «الإدارة بالأزمات» أصبح كأنه منهج حكومى.. وانظر إلى الوسط الطبى لتعرف أن هناك أزمة، وانظر إلى الوسط التعليمى ستعرف أن هناك أزمة.. فمن قال إن الإدارة بالأزمات تصلح لصناعة جيل جديد؟ ومن قال إن الأزمات تصلح كنموذج للتدريب؟!
باختصار، لا تجربوا فينا تجارب عفا عليها الزمن، فلم تنجح فى الثانوية العامة.. ولا أظن أنها ستنجح فى امتحانات النقل فى الصفوف المختلفة.. لا أجد تفسيرًا لحالة الارتباك التى لاحظتها فى المدارس.. فنحن دولة عاشت الامتحانات ومارستها، وليست أول مرة نذهب للامتحانات، ونعرف المواد الأساسية وغيرها منذ عقود، ولم يحدث هذا الارتباك المقصود أبدًا!.