بقلم : محمد أمين
الاعترافات التى أدلى بها جون بولتون، مستشار الأمن القومى الأمريكى السابق، وضعت دونالد ترامب فى خانة اليَك، حيث اتهمه بإطلاق المشاغبين لاقتحام الكابيتول.. وقال إنه نفذ انقلابات فى بعض دول العالم، بعضها كان ناجحًا.. وحركت اعترافاته كثيرًا من الجدل فى الوسط السياسى الأمريكى.. فخرج ترامب يهاجمه، وقال عنه إنه أغبى مسؤول حكومى عرفه والتقى به!.
هذه القصة من الممكن استخدامها ضد ترامب فى حال فكّر فى خوض انتخابات الرئاسة القادمة. فلا يُعقل أن يقوم الرئيس نفسه بتهديد السلم والأمن الاجتماعى كنوع من المكايدة السياسية.. كما لا يُعقل أن يستخدمها كورقة ضد خصومه.. وأظن أنها اعترافات مقصودة الآن ضد ترامب.. لذلك اتهمه بالغباء!.
ما أنتظره الآن مذكرات كونداليزا رايس، واعترافاتها بما فعلته فى منطقة الشرق الأوسط، خصوصًا ضد مصر، وضد الرئيس مبارك، وعلاقتها بالإخوان والأحزاب المصرية.. فمن المؤكد أن مواقفها ضد مصر كانت مواقف عدائية تحريضية، ولا مانع أن تكون قد نفذت انقلابات ضد مبارك.. لكنها لم تنجح!.
ربما تخرج اعترافات كونداليزا رايس بعد خمس سنوات من الآن، حيث ينقطع أمل هيلارى كلينتون فى العمل السياسى أو الترشح الرئاسى.. وحيث تكون كونداليزا نفسها بلا طموح.. إنها تلتزم الصمت الآن، حيث إن بايدن وجماعته فى الحكم، وهى من جماعة بايدن وأوباما والحزب الديمقراطى، وقد تؤثر الاعترافات على بايدن وخليته فى التعامل مع المنطقة.. لقد كانت كونداليزا تدير المنطقة بشكل سيئ، ومعها هيلارى كلينتون، وحتى السفيرة الأمريكية فى القاهرة.
كان التحريض سيد الموقف، وكانت مصر هى الجائزة الكبرى!.
السؤال: هل تصلح أمريكا كحليف استراتيجى موثوق به؟.. وهل تصلح كصديق يختفى وقت اللزوم؟.. هل يمكن أن ينفذ مستشار الأمن القومى الأمريكى خططًا عدوانية تجاه مصر ثم تبقى الإدارة الأمريكية على ودها وصداقتها؟.. كيف يمكن أن نشعر بالأمان فى علاقتنا بأمريكا بينما هى تتربص بنا؟
الجواب: وإيه المانع؟ فقد فعلت ذلك كله مع فلسطين ونقلت السفارة الأمريكية للقدس.. فعلت ذلك مع السعودية ومصر والإمارات.. وتعاملت مع إيران بطريقة مختلفة حتى أصبح عندها سلاح نووى!.
باختصار، أمريكا لا تصلح كصديق موثوق به ولا كحليف استراتيجى.. تعاملت مع مصر كجائزة كبرى، وهى خيانة كبرى!.