بقلم : محمد أمين
أعلن الفاتيكان وفاة البابا السابق، بنديكت السادس عشر، عن عمر يناهز 95 عامًا.. وكان ذلك عبر تغريدة على «تويتر».. وهو البابا الذى لم يمت فى منصبه البابوى، ولكنه فى عام 2013 فاجأ العالم بقرار استقالته من منصبه لتقدمه فى السن.. وهى أول مرة يتنحى فيها البابا منذ حوالى 600 عام!.
ورغم أنه الزعيم الروحى للغرب، فإنه مات فى دير الكنيسة الأم فى الفاتيكان، وفى عام 2020 أعلن الفاتيكان أن البابا يعانى مرضًا غير معلوم، ولكن «بنديكت» نفسه أعلن قبلها بعامين أن جسده يتهالك، وأن قوته الجسدية تضعف، وأنه فى رحلة حج داخلية!.
وكان بإمكان البابا بنديكت أن يظل فى منصبه الرفيع، وأن يشغل الناس بأخباره، إلا أنه اتخذ قرارًا غير مسبوق بالاستقالة ليضرب المثل لكل البابوات فيما بعد، فيعتذروا ويتنحوا عندما لا يصلحون صحيًّا لتقديم الخدمة الكنسية!.
وربما كانت هذه النقطة هى التى دفعتنى إلى الكتابة عنه والإشادة بقراره.. نادر جدًّا مَن يتنحى لأسباب صحية أو حتى لفشله فى خدمة رعاياه.. ولذلك يبقى هذا الرجل بما قدمه لشعبه!.
كما أنه واجه الكثير من المشكلات بهدوء، حتى حالات الاعتداء الجنسى على قاصرين، ورفض هذه المزاعم، وعالج مشكلات قساوسة مسيئين بحِلم كبير، وترك منصبه، فتم اختيار البابا الحالى للفاتيكان!.
ويأبى عام 2022 أن يرحل قبل أن يغادر رمزان كبيران.. الأول هو بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر، والثانى هو الأسطورة بيليه، الذى نعاه كبار قادة العالم، مثل بايدن وأوباما وداسيلفا.. وهى خسارة كبيرة بالفعل لعشاق الساحرة المستديرة، والذى ضرب مثلًا على النضال ضد الفقر حتى اعتلى عرش المجد!.
وقد نشر كل رئيس صورة له مع بيليه ونشر تغريدة على «تويتر».. وهى القاسم المشترك للإعلان عن وفاة البابا وبيليه.. إلا أن القادة الذين اهتموا بإعلان خبر وفاة بيليه لم ينشروا صورة لهم مع البابا، وهى ليست مقارنة بين البابا وبيليه، ولكنها ملاحظة بسيطة على قيمة الأسطورة الخالدة، حيث وصفته «فيفا» بأنه خالد إلى الأبد!.
باختصار، سيبقى البابا فى التاريخ وسيبقى خبر تنحيه نموذجًا على فهم كبير للدور الذى قام به والمثل الذى قدمه فى رحلة حياته حتى آخر لحظة، ولكن سيعيش بيليه أيضًا قرونًا طويلة يذكره البرازيليون، ويذكره كل عشاق الساحرة المستديرة، فى موهبته وتواضعه وبساطته!.