بقلم : محمد أمين
لأمر ما أردت أن أقرأ عن حوادث الموتوسيكلات، يوم واحد فى قسم الطوارئ بأى مستشفى يُشعرك بفداحة الأمر، معظم القادمين محمولون على ترولى إلى طوارئ العظام.. ومعظم المصابين شباب.. وصاحب الموتوسيكل الذى صدمهم.. شباب تحت السن ليس معهم رخصة ولا بطاقة، يعنى أطفال.. ينسى هؤلاء الصبية أنهم يعرضون حياة الغير للضرر!.
وبالمناسبة فهى أخطر من حوادث السيارات، لأنها وسائل غير محمية، وتزيد هذه الحوادث فى مواسم الأعياد التى تكثر فيها الأفراح، وحفلات الزفاف، ويكون قائد الدراجة معرضًا للإصابة فى كل أجزاء الجسم، فأغلب سائقى الموتوسيكلات لا يرتدون خوذات الرأس الواقية، ولا يلتزمون بتعليمات المرور، وإصابتهم تكون خطيرة جدًا إن لم تؤدِ إلى الوفاة فى الحال!
يذكر طاقم التمريض فى استقبال قصر العينى أن حوادث الموتوسيكلات زادت بشكل ملحوظ فى الفترة الأخيرة لدرجة أنه «يتم إجراء نحو ٣٥ عملية فى اليوم الواحد، وهذا يعنى أن غرف العمليات لا تهدأ ولا تعرف التوقف، لأننا نستقبل تحويلات كثيرة من مستشفيات حكومية، وهذا يمثل ضغوطًا كثيرة علينا».
من كثير ما قرأت وشاهدت يتبين أن الأمر يحتاج إلى تنظيم استيراد هذه المركبة، وتنظيم الركوب والقيادة.. لمواجهة حالة الفوضى التى نحن فيها.. ولابد من ارتداء الخوذة والسير جهة اليمين كما نرى فى كل دول العالم، ويعاقب كل من يخالف بالمرور بين السيارات أو عمل غرز واستخدامها فى زفة الأفراح!.
ويقول خبير دولى فى المرور والإنقاذ: «مصر تحتل أعلى مرتبة فى العالم من ناحية الحوادث، ومن ضمنها حوادث الموتوسيكلات لأنها تسير بشكل غير قانونى وبدون رخصة قيادة، وأغلب الحوادث ناتجة عن الموتوسيكلات الصينى رخيصة الثمن، والمنتشرة فى الأسواق بصورة كبيرة جدًا»!.
لا يُعقل أن يقود هذه الموتوسيكلات أطفال كأنهم يلعبون فى مدينة الملاهى.. ولا يعقل أن تستمر هذه المهزلة، فالدولة لا يجب أن تفرح بعائدات الجمارك بينما تدفع أكثر منها فى العلاج، وتخسر خيرة شباب مصر المفترض أنهم مؤهلون لخدمتها فى ظروف صعبة!.
لقد انتبهت أمريكا لمسألة بدانة شبابها، وقالت إنها ظاهرة ضد الأمن القومى الأمريكى.. والسؤال الآن: هل تنتبه مصر إلى ظاهرة تكسير عظام الشباب على يد أطفال الشوارع؟.. وفى النفس كلام كثير لا أريد أن أشير إليه!.