بقلم : محمد أمين
قرأت مقالك عن «درس شوارزنيجر»، ودعوتك لكل مواطن أن يكون إيجابيًّا، ومعك كل الحق، وهذه قصة سوف أحكيها لأنها لابد أن تُروى فى حق رئيس مدينة دكرنس منذ أربعين عامًا، وأنا حاليًا على المعاش، لا أريد شيئًا من أحد.
لكنها كلمة حق لله وللوطن.. يقول الأستاذ فايز مصطفى فى رسالته: «سأُحدثك عما هو أعظم من ذلك النجم العالمى، فأنا أحد مواطنى مدينة دكرنس، وكنت أعمل عام ١٩٨٥ مديرًا للشؤون الإدارية بمجلس مدينة دكرنس، وبعدها عضو مجلس محلى المركز، وعضو مجلس محلى المحافظة، وتدرجت فى الوظائف.. وآخرها سكرتير محافظة الدقهلية، منذ حوالى سبع سنوات، والآن على المعاش!.
القصة كانت عندما تولى الدكتور محمد شتا رئاسة مجلس مدينة دكرنس فى عام ١٩٨٥ وفوجئ بأن شوارع المدينة عبارة عن مقالب زبالة عمومية، فقام باستدعاء مدير الحملة آنذاك وسأله عن إمكانيات مُعَدات الحملة فى النظافة، وفوجئ بأن المجلس ليس لديه لودر لرفع المخلفات، وأن المحافظة ترسل لودر كل ٦ شهور للمدينة وقرى المركز البالغ عددها ما يزيد على ٥٠ قرية!.
فقال جملة لم ولن أنساها رغم مضى ٣٨ سنة.. قال: ما باليد حيلة.. وقام بشراء لودر على حسابه الشخصى بالتقسيط، واتفق مع رئيس الحملة، واسمه المهندس عوض معوض، وهو مازال على قيد الحياة يُرزق ويُسأل!.
قال له خذ اللودر وشغله مع مجلس المدينة نهارًا لرفع القمام ونظافة المدينة.. وبعد انتهاء مواعيد العمل شغله لحسابك الشخصى بشرط أن تكون ملتزمًا بسداد القسط والزيادة لك والنقص عليك شخصيًّا.. وقام بتكليفى بالإشراف على نظافة المدينة. وخلال أسابيع معدودة تم رفع كل القمامة والمخلفات من الشوارع، وبعد سداد آخر قسط على د. محمد شتا قام بالتبرع به، ونقل ملكيته إلى المجلس رسميًّا، وما زال لودر (شتا) موجودًا حتى هذه اللحظة فى مجلس مدينة دكرنس دقهلية!.
وأتحدى لو فيه أى مسؤول يقدر يعمل كده.. وقد أردت أن أنقل لسيادتكم تجربة رجل مازالت دكرنس تتغنى باسمه رغم أنه لم يترأسها سوى سنتين و١٠ أشهر، فعل فيها ما يشبه المعجزات بمعنى الكلمة!.
والله أنا حزين أن تترك الدولة مثل هذا الرجل خارج الحكومة، وأقسم بالله لو تولى مسؤولية أصعب ملف فى الدولة لقام بحله خلال شهور، وأراهن بعمرى على ذلك»!.
التوقيع فايز مصطفى مدينة دكرنس- دقهلية
** أشكر الأستاذ فايز لأنه ذكر جهود الدكتور محمد شتا فى مدينة دكرنس.. أولًا لأنه قال عمليًّا إن مصر فيها رجال يحبون الوطن، ومرة أخرى لأنه أعطانا طاقة إيجابية تفتح باب الأمل.. وهذا ما كنت أقصده من مقال «شوارزنيجر».. فبالتأكيد مصر فيها عناصر جيدة فى كل موقع عمل، وقد نشرت الرسالة لأشجع آخرين على كلمة حق فى حق أى مواطن أصبح الآن خارج المسؤولية، وليست هناك شبهة نفاق أو منفعة!.