أنيس منصور

أنيس منصور!

أنيس منصور!

 العرب اليوم -

أنيس منصور

بقلم - محمد أمين

كلما استيقظت فى ساعة مبكرة صباحًا، تذكرت الكاتب الكبير الراحل أنيس منصور.. فقد عُرف بأن له عادات خاصة بالكتابة، كانت طقوس الكتابة عنده طريفة، فقد كان يكتب فى الرابعة صباحًا ولا يكتب نهارًا، ومن عاداته أيضًا أن يبقى حافى القدمين، ويرتدى البيجاما وهو يكتب، كما عُرف عنه أنه لا ينام إلا ساعات قليلة جدًّا، وكلما استيقظت فى الخامسة صباحًا أقول: يا خسارة الأستاذ أنيس خلص كتابة!.

ومع ذلك، فلا أكتب إلا فى منتصف النهار، متأثرًا بعملى فى قسم الأخبار، ولا أكتب إلا بعد معرفة آخر الأخبار، ولا أكتب فى غرفة مكتب خاصة، ولا أغلق الأبواب، إنما أفتح الأبواب والشبابيك، وأكتب فى الضجيج بين الزملاء، ولكنى أنفصل تمامًا عن الحضور، وأكتب والفكرة حاضرة، فلا تأخذ وقتًا.. وكان الأستاذ محمد الحيوان يفعل ذلك، بينما الأستاذ جمال بدوى لا يكتب إلا فى صمت تام، وقد أغلق باب مكتبه، فإذا انتهى خرج كأنه كان فى معركة حربية!.

كان الأستاذ أنيس يعانى الأرق، ويخشى الإصابة بالبرد دائمًا مثل الفنان محمد عبدالوهاب، ولم أرَه يقبّل أحدًا عندما يلتقيه كما نفعل للتعبير عن الشوق، كان يسلم بيده من بعيد!.

كنت أعاتبه أيام الثورة لأنه يكتب عن الفضاء والقمر والمريخ وأحدث ما وصل إليه العلم، ولا يكتب عن أحداث ثورة 25 يناير، كأنه لا يسمع عنها!. ولما التقينا فى لقاءات المجلس العسكرى، تحرجت أن أذهب إليه لأصافحه.. وشاءت الظروف أن ندور لنصافح بعضنا، فوجدت نفسى وجهًا لوجه معه، فمددت يدى وأنا أتذكر كل ما كتبته من انتقادات واتهامات بالهروب.. فمد يده، وقال: إزيك يا
أستاذ أمين!.

ومرت الأيام، وتذكرت انتقاداتى، وعرفت أنه كان اختيارًا، وأن الكاتب قد يختار بعض المواقف، فيجب ألّا نعاتبه أو نحاسبه، وهذا المقال نوع من الاعتذار للكاتب الكبير، يكفى أنه لم يكتب ضد الثورة، وهذا فى حد ذاته تأييد لموقف الشباب الثائر أيامها!.

يكفى الكاتب أنه لا يملى عليه، فلم يهاجم شباب الثورة، وظل بعيدًا، وهو موقف يُحسب له، فنحن الآن لا نكتب فى أمور لا ننفعل بها، وهى كثيرة، أو لأننا نرفض بعض المواقف، وإذا كانت الظروف لا تسمح بالكتابة فيها، فعلى الأقل لا تؤيدها.. وقد كان الأستاذ مجدى مهنا، رحمه الله، يقول: مَن لا تستطيع أن تنتقده، فلا تمدحه، وهو كلام محترم يجب أن نعمل به!.

رحم الله الجميع، ورحم الله الأستاذ أنيس منصور، الكاتب الأديب الفيلسوف، الذى رحل عن دنيانا فى زحمة الأحداث بقيمته ومكانته الصحفية والأدبية الكبيرة، فلم يملأ أحد مكانه حتى الآن!.

arabstoday

GMT 07:45 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 07:27 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 07:25 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّما المَرءُ حديثٌ بعدَه

GMT 07:23 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 07:21 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 07:18 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

متغيرات في قراءة المشهد السوداني

GMT 07:16 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

حتى يكون ممكناً استعادة الدولة

GMT 07:13 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنيس منصور أنيس منصور



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة

GMT 08:39 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل السراويل الرائجة هذا الموسم مع الحجاب

GMT 16:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab