بقلم : محمد أمين
لا توجد أسرار للأبد في السياسة.. بالتأكيد سوف يأتى يوم وتنكشف الأسرار.. من هذه الأسرار التي كشفتها وثائق بريطانية حرب العراق.. تقول الوثائق إن تونى بلير وجورج بوش «كانا متأكدين قبل الغزو بعامين من عدم قدرة نظام صدام على تطوير أسلحة محظورة».. ومعناه أنه تم ضرب العراق لإجهاض قوة عربية كبرى لصالح إسرائيل وبعض حكام المنطقة.. وربما للحصول على النفط الحرام!.
هذا السر يتم كشفه عبر الوثائق بعد عشرين عامًا من الغزو والحرب.. هناك سر آخر يتعلق بإيران يتم كشفه بعد أربعين عامًا، ويتعلق بأزمة الرهائن الأمريكيين.. تفضح الوثائق والشهادات الأمريكان في اللعب بهذه الورقة لصالح أهداف سياسية وانتخابات الرئاسة.. يقول بن بارنز، وهو نائب حاكم تكساس في ذلك العهد، والذى صاحب جون كونالى، أحد حيتان السياسة الأمريكية وحاكم تكساس الذي سعى لدى إيران لعدم الإفراج عن الرهائن الأمريكية في إيران إلا بعد الانتخابات الرئاسية لضمان سقوط كارتر!.
وهى فضيحة كبرى قصة اللعب بالرهائن كورقة انتخابية.. ففى الوقت الذي ينتظر فيه الرهائن إطلاق سراحهم، يكون التدخل من جانب سياسيين أمريكيين لعدم الإفراج عنهم، وهو مكسب لإيران، لا يضر إيران ولكنه يكشف السر عن تلاعب سياسيين في الأزمة لأهداف سياسية!.
ولكن لماذا يُكشف السر الآن؟.. يقول بطل القصة إن جيمى كارتر يعيش حاليًا في دار مسنين، وعمره الآن 98 سنة، ويحب أن يكشف له السر قبل أن يرحل عن عالمنا.. هذا هو السبب الحقيقى لكشف الفضيحة الآن!.. على أي حال هناك جرائم لا تسقط بالتقادم، ومنها جريمة التلاعب بأزمة الرهائن، وسوف يدفع الحزب نفسه هذا الثمن في الانتخابات الرئاسية!.
أذكر أن العالم كان يقف على رجل واحدة بسبب أزمة الرهائن، وكان هناك تهديد أمريكى بعمل انتقامى من إيران، وكادت إيران تسلم الرهائن لولا أن هناك عملية ضغط أمريكى من الرئيس القادم، لعدم الإفراج عن الرهائن، وقد زار وفد التفاوض الأمريكى كلًا من مصر والسعودية ولبنان والأردن وإسرائيل لإبلاغ طهران بالتريث في عملية إطلاق الرهائن دون خوف!.
والفضيحة تكشف إلى أي مدى يتم التلاعب بأرواح الناس لأغراض السياسة، وقد كان الرهائن مهددين بالموت، وبالفعل تم إطلاق سراح الرهائن بعد الانتخابات الرئاسية وخسر كارتر وفاز ريجان على حساب الرهائن!.
كلها عمليات مرتبة وليس فيها سياسة ولا إنجازات، ولكن فيها لعب بالناس.. فقد أدى ريجان اليمين الدستورية وتم إطلاق سراح الرهائن بعد دقائق.. وهذه هي الفضيحة التي تحققها الصحافة الأمريكية الآن.. ولولا أن الرجل كشفها لكان قد طواها النسيان!.
وكان «بارنز» قد سافر بالصدفة في هذه الجولة دون أن يعرف جدول أعمالها، ولكنه كان شاهدًا عليها، والآن يحققون إلى أي مدى كانت هذه الرواية صحيحة، نظرًا لأن معظم شهودها قد رحلوا!.