بقلم : محمد أمين
هذه أحدث رسالة دكتوراة تطالب العالم بالعمل على تخفيف ظاهرة «الاحتباس الحرارى».. قدمها الباحث محمد إبراهيم بدر لنَيْل درجة الدكتوراة، من كلية الحقوق جامعة بنها.. وحصل على تقدير ممتاز.. فالاحتباس الحرارى سمة من سمات العصر الذى نعيش فيه، وقد شهدنا خلال أيام احتراق الغابات فى كندا وإيطاليا واليونان والجزائر، وهو الأمر الذى يهدد بمخاطر التلوث البيئى.. فالغابات تحترق، والبحيرات تجف، والفيضانات تُغرق أراضى اليابسة، بما لكل هذا من تأثيرات على أحمال الكهرباء واختناق الناس!.
رفع الباحث شعار «هذه الحرب الروسية الأوكرانية يجب أن تتوقف» لأنها تهدد بتلوث البيئة والغلاف الجوى. وناقش الباحث الجهود الدولية لحماية البيئة من التلوث والكوارث الطبيعية ومخاطر الحروب وتأثيرها على الشعوب والمجتمعات، وطالب بتضافر الجهود الدولية لمعالجتها والتصدى لها.. وأشادت لجنة الحكم على الرسالة باختيار موضوع الرسالة لأنها تأتى فى توقيتها بالضبط، وتمس حياة الناس، ويتواكب ذلك مع جهود الدولة المصرية لاستضافة مؤتمر المناخ فى شرم الشيخ!.
وأشار الباحث إلى تخصيص وزارة فى الحكومة تختص بشؤون البيئة، فالاحتباس الحرارى يؤدى إلى حدوث كوارث طبيعية مثل الحرائق والزلازل، وآخرها زلزال سوريا وتركيا ووفاة وإصابة الآلاف، فضلًا عن البراكين والفيضانات والسيول والأعاصير، ويشير الباحث إلى خطورة تلوث الغلاف الجوى لأنه نواة لتلوث البيئة البرية والمائية على السواء.. فالهواء من أهم مستلزمات الحياة للإنسان والحيوان والنبات، ويستهلك الإنسان والحيوان الأكسجين من الجو، بينما يقوم النبات والمسطحات الخضراء باستهلاك ثانى أكسيد الكربون، والدفع بالأكسجين النافع فى عملية التمثيل الضوئى!.
وأكد الباحث ضرورة الاهتمام بالأحزمة الخضراء، والتوسع فى المسطحات الخضراء، والحد من التصحر والاعتداء على الطبيعة الخضراء.. فهناك مصادر تلوث من صنع الإنسان مثل الحروب والصراعات والنزاعات واستخدام الأسلحة الكيماوية والبيولوجية والتجارب النووية وعوادم السيارات والمركبات وانبعاثات الطائرات والدخان المتصاعد من صناعات الأسمنت والأسمدة والصناعات الكيماوية والبتروكيماويات والمعادن والاعتداء على المساحات الخضراء واقتلاع النباتات وأشجار الغابات والحدائق.. والإهمال فى جمع النفايات الصلبة والغذائية والطبية والبلاستيكية بطريقة صحيحة وغيرها من مصادر تلوث البيئة، التى تتطلب تدخل المجتمع الدولى والحكومات لإنقاذ المجتمعات!. وانتهى الباحث إلى مجموعة من التوصيات لحماية البيئة، ومواجهة التلوث الجوى، ومنها تنفيذ قرارات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المتعلقة بالمحافظة على البيئة الجوية، وحل المنازعات سلميًّا وعدم اللجوء إلى استخدام الأسلحة الذرية والنووية والبيولوجية، التى تهدد الأمن والسلام العالمى، وتفعيل القانون الدولى بفرض عقوبات رادعة للمتجاوزين فى إحداث أضرار بيئية تهدد سلامة وصحة الإنسان والمجتمع، وتشديد العقوبات على مَن يعتدى على البيئة والمساحات الخضراء، ويتعمد الإضرار بالمجتمع وسلامته، والإضرار بالبيئة الجوية، وأن يكون هناك عقاب رادع بالسجن والغرامة للمتجاوزين، الذين يعتدون على البيئة والطبيعة الخلابة من المساحات الخضراء والحدائق والأشجار والغابات!!.