بقلم : محمد أمين
توقعت في مقالى الأخير «ما بعد الهدنة» أن يتم تمديد الهدنة أربعة أيام أخرى.. والتكهنات الآن تشير إلى احتمالات تمديد الهدنة عشرة أيام لتبادل أسرى آخرين خارج اتفاق الهدنة وتبادل الأسرى الذي يجرى الآن.. والفضائيات العبرية تؤكد ذلك، والتصريحات الرسمية تبشر بتمديد الهدنة أكثر وعودة الهدوء إلى غزة وإسرائيل!
والحكاية أن إسرائيل تريد هدنة أكبر من ذلك لإنهاء الحرب التي كشفت عن مكاسب كبيرة لفلسطين وأسر قيادات كبرى في الجيش الإسرائيلى!
كما أنه لأول مرة يتم تهجير أكثر من نصف مليون يهودى، ولأول مرة يتم الحصول على كنز معلومات الموساد، وإسقاط مقولة الجيش الذي لا يُقهر، وإسقاط مخطط التطبيع، وإسقاط فكرة الوطن اليهودى، وإسقاط منظومة الإعلام العبرى، وإسقاط عملية صفقة القرن وتهجير أهل غزة إلى آخر مكاسب طوفان الاقصى، وإحياء روح الجهاد، وإعادة الأمل لدى الفلسطينيين في الشتات، بينما يتجه الإسرائيليون إلى الشتات، لهشاشة ارتباطهم بالأرض!
كل هذا يدفع إسرائيل للتسليم بالهزيمة، والتصرفات الإسرائيلية تؤكد هذا المعنى، ونتنياهو يستسلم لمطالب المقاومة، وينتظر المحاكمة والإطاحة به هو وكبار القادة بمجرد إعلان انتهاء الجولة الحالية!
فلا تهجير ولا صفقة تهجير ولا صفقة قرن، وإنما تحولات في الرأى العام العالمى.. في أوروبا وأمريكا وروسيا والصين، فقد أصبح الكلام عن المجازر في غزة أكثر من الكلام عن الهجوم البربرى.. وهذا نصر معنوى كبير لصالح فلسطين، لدرجة أن سوريين شعروا بالغرابة من موقف العالم تجاههم وانحيازهم لفلسطين بينما هم يموتون برصاص دول أخرى!
هذا مكسب كبير للقضية الفلسطينية، صنعه الأبطال بالدم والدموع على امتداد عقود، لدرجة أن القضية الفلسطينية أصبحت الأولوية الأولى للإعلام العالمى، وأصبحت القضية رقم واحد في صحافة الغرب والشرق، ولم نتعود عليها ثم يطويها النسيان كالعادة، إنهم الآن يفرضون شروطهم في تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار!
وقد أعلنها الرئيس السيسى في مؤتمر دعم غزة باستاد القاهرة أن التهجير خط أحمر.. وقال لا تهجير للفلسطينيين في قطاع غزة إلى مصر.. لأن الفلسطينيين لو تركوا غزة فلن يعودوا إليها مرة أخرى، ولذلك فإن مصر لا تقبل ذلك ولا تسمح به، هذا هو الرأى النهائى دون ضعف أو تهاون!