مدفعجى الوفد

مدفعجى الوفد!

مدفعجى الوفد!

 العرب اليوم -

مدفعجى الوفد

بقلم : محمد أمين

وداعًا سيد عبدالعاطى.. الكاتب الشريف صاحب الرسالة.

فقدت الصحافة المصرية أخًا عزيزًا وصحفيًا نابهًا، اعتبر الصحافة رسالة وأعطاها روحه وحياته دون أن يتكسب منها أى شىء.. فلما دنا الأجل لم يجد ما يعالج به نفسه.. كان رحمه الله من طراز فريد ودخل عش الدبابير، وقام بمغامرات لم يكن يجرؤ عليها إلا سيد عبدالعاطى قائد كتيبة التحقيقات، ومدفعجى الوفد!

اخترق مطار القاهرة وكتب تحقيقًا بعنوان «كيف تخطف طيارة؟».. وكان يحذر فيه من ترهل المنظومة الأمنية فى ذلك الوقت، ودخل مستشفى المجانين وكشف كيف يمكن إيداع المعارضين الأصحاء للانتقام منهم، وخرج بصداقات عديدة.. وكان يُطلب بالاسم للعمل فى أى مشروع صحفى جديد مقابل مبالغ خيالية، فاختار البقاء فى «الوفد»، لا لشىء إلا لكى يستكمل رسالته!

كان «سيد عبدالعاطى» يُشبه قائد الكتيبة، وكان طوال الوقت مع زملائه وتلامذته، لا يبخل عليهم بفكرة ولا يتعالى عليهم فأحبوه من القلوب، وكانوا معه حتى آخر لحظات حياته يودعونه بالدموع.

وفاة «سيد» كانت حالة وفاة فى كل بيت وفدى، سواء للزملاء فى الصحيفة أو لغيرهم فى الحزب.. وحين ذهبت إلى العزاء كان معى الكاتب الكبير سليمان جودة ابن الوفد أيضًا، ولاحظنا أن العزاء انتهى كما بدأ.. أعداد كبيرة من الزملاء والسياسيين، يتقدمهم رئيس الوفد وقيادات الحزب، ونواب البرلمان.. كلٌّ جاء ليبقى حتى انتهاء التلاوة والدعاء له!

كان عزاء غير كل العزاءات، فلم يذهب المعزون ليلتقوا المسؤولين كما هى العادة، ولكنهم ذهبوا ليؤدوا واجبًا تجاه رجل أحبوه وأحسوا بمكانته عندهم، وقد لاحظت أنهم جاءوا من المحافظات بالأتوبيسات من أول اليوم لحضور الصلاة عليه والذهاب معه إلى المقابر وانتظار العزاء!

هذا هو التكريم كما قال الكتاب، فلا شىء يذهب سدى.. فما قدمه «عبدالعاطى» لهم كان يستحق أن يكونوا معه، سواء فى المستشفى أو فى الجنازة أو العزاء.. وبالمناسبة لم يكن الحضور وفديًا فقط، وإنما كان نقابيًا وسياسيًا، فقد حضر معظم أعضاء مجلس النقابة ونواب البرلمان، وحضر سياسيون، وحضر بعض المفرج عنهم حديثًا.. باختصار الفئات التى عاش لها سيد عبدالعاطى!

لم يكن هناك وزير من الحكومة لأن سيد عبدالعاطى كان يمثل المعارضة فى عصرها الذهبى، فجمهوره كانوا من الناس، وأذكر أننى حين زرته فى العناية المركزة مع سليمان جودة كان هناك من ينتظر عودته من الغيبوبة، حتى تندر البعض أن «سيد» فى مغامرة جديدة، وأنه حين يفرغ من كتابتها سيعود مرة أخرى!.. والمشهد الذى لا أنساه أن عينيه كانتا مفتوحتين طوال الوقت، كأنه يفكر فى أمر عميق للغاية، وسألنا زوجته الزميلة هالة الشقيرى: إيه ده؟.. قالت: معرفش شكله بيفكر فى حملة صحفية!

خرجنا من عنده ولم يخالجنا شك أنه سيعود من جديد، حتى جاءنا تليفون فى فجر الإثنين، قلت لعلها بشرى، قالت سيد مات.. رحم الله صحفيًا شجاعًا لم يرهبه سيف السلطة ولم يغره ذهبها.. وأثبت أن من يعمل لمصر يعش فى قلوب المصريين.. وهذا وسام على صدره!.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدفعجى الوفد مدفعجى الوفد



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة
 العرب اليوم - بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 20:55 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025
 العرب اليوم - إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 01:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقالات جديدة في أحداث أمستردام وتجدد أعمال الشغب

GMT 13:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان آفاق مسرحية.. شمعة عاشرة

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مفكرة القرية: الطبيب الأول

GMT 10:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سبيس إكس تعيد إطلاق صاروخ Falcon 9 حاملا القمر الصناعى KoreaSat-6A

GMT 20:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

انضمام بافارد لمنتخب فرنسا بدلا من فوفانا

GMT 16:04 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يكشف طبيعة إصابة فاسكيز ورودريجو في بيان رسمي

GMT 07:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 08:47 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يتألق في حفل حاشد بالقرية العالمية في دبي

GMT 14:12 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 22:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ليوناردو دي كابريو يحتفل بعامه الـ50 بحضور النجوم

GMT 12:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

اليورو يلامس أدنى مستوياته مقابل الدولار منذ أواخر يونيو

GMT 02:27 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

27 شهيدًا ومصابًا في عدوان إسرائيلي استهدف السيدة زينب بدمشق

GMT 01:59 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إعلان حالة التأهب الجوي في ثلاث مقاطعات أوكرانية

GMT 08:40 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نيللي كريم مهدّدة بالخروج من دراما رمضان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab