بقلم : محمد أمين
فى تراثنا الشعرى نقول «إذا جاء الشتاء فأدفئونى، فإن الشيخ يهزمه الشتاء».. وإن كنت أنسى فلا أنسى هذا البيت الذى يُذكرنى بالشتاء، خاصة إذا هلّت طوبة وهلَّ بعدها أمشير.. وتسلم منها ما يشبه الغطاء السحابى الأسود مع برودة قارسة، فالبيت الشعرى يقول أدفئونى أى أوقدوا لى النار حتى أشعر بالدفء.. فلا أقوى على الشتاء وتغير المناخ!.
الغريب أن الشتاء كاد يمر ولم تهطل الأمطار حتى الآن.. صحيح أننا شعرنا ببرودة شديدة، وانتهى شهر طوبة ودخلنا فى أمشير، وهناك توقعات بهطول أمطار تفوق التوقعات، ويستمر الغطاء السحابى الركامى الأسود الذى غطى السماء وحجب أشعة الشمس، مما زاد الإحساس بالبرودة، مع نوة الكرم!.
كثيرون لا يعرفون شهور طوبة وأمشير وكيهك وبرمودة وبرمهات ولا يعرفون أنها شهور قبطية مصرية قديمة، والشهور القبطية هى الشهور المصرية القديمة المرتبطة بنجم الشعرى اليمانى، الذى يرتبط بالزراعة والحصاد، ولا تزال هذه الشهور تُستخدم فى الريف المصرى المعاصر لأن هذه الشهور كانت مرتبطة بمواعيد الزراعة والحصاد. وكنا نعرف فى الريف شهور طوبة وأمشير وبؤونة، وقد استخدمها الأقباط كذلك فى عصور لاحقة!.
وإذا كانت المحافظات الساحلية تستعد لموجات الشتاء ونوتى المكنسة والكرم وغيرهما، فأنا أيضًا أستعد للشتاء، فلا أذهب إلى أى مكان محتمل لسقوط الأمطار، وقد أشاهد هذه الظواهر الكونية من المطر والرعد والبرق من خلف النوافذ الزجاجية، ولا أحب أن أتعرض لها، ولا أحب الشتاء وهجماته، فإن الشيخ يهزمه الشتاء!.
وتتزامن مع الشتاء الأمراض الصدرية وأمراض الرئة وضيق التنفس.. وتؤثر هذه الأمراض الصدرية على المسالك الهوائية التى تحمل الأكسجين والغازات الأخرى داخل وخارج الرئتين، وعادةً ما تسبب ضيقًا أو انسدادًا فى الشعب الهوائية، والحد من القدرة على التنفس.. وقد تواجه صعوبة وضيقًا فى التنفس نتيجةً لعدم قدرة الأعصاب التى تتحكم فى عضلاتك التنفسية على العمل بالشكل الصحيح، الأمر الذى يؤثر على رئتيك، وقد يسبب لك ألمًا فى الصدر، عافاكم الله من كل سوء.
خلوا بالكم من صحتكم، وخاصة فى هذه الأيام، وحافظوا على أنفسكم من نوبات البرد القارس. أكثروا من لبس الثقيل، واشربوا السوائل الدافئة للوقاية، فالوقاية خير من العلاج!.