بقلم - محمد أمين
قرأتُ حكاية السائح البلجيكى «كون هيلارت»، الذى يزور الغردقة للمرة الثامنة سنويًا على التوالى وهو يرتدى ملابس سانتا كلوزا ويقدم الهدايا للسياح الأجانب، ويقول إن البحر الأحمر أحسن مقصد سياحى فى العالم.. وإذا كان «سانتا» قد قال ذلك من قبل ولم يلتفت إليه أحد، فإن كلامه هذا العام لابد أن يصل إلى ملايين السياح فى العالم بأقل مجهود تقدمه الحكومة ووزارة السياحة!.
وبالمناسبة، نحن حين نجعل كلام «سانتا» متاحًا للسياح ونؤكده، فإننا لا نبيع الوهم للناس، ولكنها فرصة إلهية فى ظل حالة البرد الشديد التى تضرب أوروبا، بينما عندنا الشمس تملأ الدنيا ولا تحتاج لمجهود.. يكفى أن ترسل هيئة تنشيط السياحة صور سانتا لكل الشركات السياحية، فهى أبلغ دليل وهى منورة لوحدها، وتؤكد أن الطقس عندنا جميل ومشمس، وبلادنا لا تحتاج إلى كهرباء ولا غاز ولكن الطقس الطبيعى الربانى دافئ، بلا معاناة ولا حاجة للدفايات ولا حاجة للكهرباء والغاز، ولا حتى حاجة للفحم!.
أيضًا يمكننا بقليل من الجهد أن نقدم بلادنا بديلًا لأوروبا كلها، فهى أرخص من الإقامة هناك، رغم أنها إقامة فندقية كاملة: «أكل وشراب ودفء وكهرباء» أرخص من الإقامة فى أى بلد فى أوروبا.. هذه هى الزيارة الثامنة لسانتا القادم من بلجيكا، وها هو جاء يحمل الخير ويحتفل بالكريسماس هنا فى الغردقة، وهى دعوة لكل الأوروبيين لكى يزوروا مصر عامة والبحر الأحمر على وجه الخصوص!.
وإذا كان «سانتا» قد جاء إلى الغردقة ليوزع الهدايا، فليس مطلوبًا منكم غير إرسال صور سانتا وهو يتمشى فى شوارع الغردقة، ويركب الجمل، ويهنئ السياح بالعام الجديد.. مجرد نبذة بسيطة من مواطن أوروبى لسياح أوروبا، إنه يقضى هو وعائلته احتفالات الكريسماس فى الغردقة والبحر الأحمر.. وتحت الصورة «سانتا فى البحر الأحمر» أجمل بلاد الدنيا فى هذا الوقت من السنة!.
والسائح البلجيكى لا يأتى إلى الغردقة وحدها، وإنما يذهب أيضًا إلى مرسى علم والجونة وسهل حشيش، وبالتأكيد فإن صور سانتا فى مطار بروكسل تجذب الأنظار، وما علينا إلا نشر صوره فى المطارات الأوروبية وشركات السياحة، فمن السهل أن نتدارك ما فاتنا فى الكريسماس، فمازال عندنا وقت ليأتى البعض إلينا فى شهرى يناير وفبراير، فهى فترة ممتدة يمكن قضاؤها عندنا فى الغردقة ومرسى علم وشرم الشيخ والأقصر.. كلها فترة مواتية فى عز البرد الذى يضرب أوروبا!.
باختصار، صحيح أن الفنادق استعدت فى كل المدن السياحية المصرية للاحتفال بالكريسماس، واستعدت بالخيام والحفلات الفنية لاستقبال السياح، ولكن هذا الموسم ينبغى أن يكون غير عادى بالمرة، وينبغى الاستفادة منه إلى أقصى درجة ممكنة، فربما لا تتكرر مرة ثانية إذا عادت الأحوال العالمية كما كانت قبل الحرب الروسية الأوكرانية!.